وصف عدد من رؤساء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات بأنها صورة مشرقة، ونموذج متميز يعكس العناية، والاهتمام الكبير الذي أولته قيادة هذه البلاد المباركة وشعبها للقرآن الكريم وأهله وحفظته من البنين والبنات.
وأجمعوا في تصريحات لهم بمناسبة المسابقة التي بدأت منافساتها يوم السبت الماضي على ان هذه المسابقة أصبحت محط أنظار واهتمام الجميع، ولا سيما أولياء الأمور الذين حرصوا على تهيئة الأجواء المناسبة لأبنائهم لتلاوة القرآن الكريم وحفظه واتقانه حتى يتسنى لهم المشاركة في هذه المسابقة التي تتكرر سنوياً للتنافس في أعظم كتاب وهو القرآن الكريم.
مشروع الخير الناجح
ففي البداية، قال رئيس الجمعية بمحافظة خميس مشيط الشيخ جبران بن سالم الفيفي: إن أفضل ما يتنافس فيه المتنافسون ويتسابق فيه المتسابقون حفظ كتاب الله تعالى، ومثل هذه المسابقة التي تبناها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لها دور كبير في ترغيب الناشئة في حفظ كتاب الله تعالى، والاقبال عليه، والتنافس في ذلك، داعياً أولياء الأمور الى حث أبنائهم، وتشجيعهم بالالتحاق في حلقات تحفيظ القرآن الكريم، والاشتراك في مثل هذه المسابقات القرآنية.
وأفاد فضيلته أن هذه المسابقات تعين الطلاب على حفظ كتاب الله تعالى وترغيبهم فيه، ولها الأثر الطيب على تنشئة الأبناء تنشئة صالحة لكونها تربطهم بكتاب الله، وتحفظ لهم أوقاتهم، مبرزاً أن تبني صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز مثل هذه المسابقة هو بادرة خيرة وعمل موفق ومشروع من مشاريع الخير الناجح التي تعود على أبناء الأمة الاسلامية بالخير والصلاح، نسأل الله تعالى أن يجزل الأجر والمثوبة لسموه الكريم ويجعل ذلك في موازين حسناته.
العمل المبارك
أما رئيس الجمعية بوادي ليه الشيخ عيضة بن علي العوفي فقال: إن جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - لهذه المسابقة فيها خير كثير، فكم من طالب وطالبة بذل جهدا في حفظ القرآن الكريم، وكرر قراءته مرات عديدة، وأتقن تجويده، وكم من بلدة وقرية أصبحت تسمع القرآن غضا طرياً كما أنزل على محمد - عليه السلام - ولقد شمل هذا الخير الصغير، والكبير القاصي والداني، فلله الحمد والمنة على ذلك ولحكومتنا الرشيدة، ولراعي هذه المسابقة سمو الأمير سلمان ومن آزرهم في هذا العمل المبارك الأجر العظيم والتوفيق في الدنيا والآخرة.
تقوية العقيدة
من جانبه تحدث رئيس الجمعية بمحافظة عفيف الشيخ محمد بن عبدالله العويد عن المسابقة من حيث البواعث، والأهداف، والمرتكزات، والثمار، فقال: أما بواعث هذه المسابقة فعديدة، يتقدمها الغيرة على هذا الدين والاهتمام الكبير الذي يحظى به كتاب الله من قبل المسؤولين في هذه الدولة الرشيدة، ومنهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - رعاه الله - ومعلوم أن القرآن الكريم هو روح الاسلام، وأساسه المتين، وأن رعايته، والحفاظ عليه رعاية للاسلام والمسلمين، وحفاظا على هذه العقيدة الاسلامية السمحة، وعمل على اظهارها، ونشرها في الوقت الذي تتحزب القوى المعادية، وتعمل كل ما لديها من امكانيات لضرب الاسلام، والنيل من المسلمين باي وجه وعلى أية حال وصورة.
وأما الأهداف، يواصل فضيلته قائلاً: فمنها الأهداف الدينية، ومنها الاجتماعية فمن الأهداف الدينية غرس وتنمية وتقوية العقيدة الاسلامية في قلوب الناشئة، والعمل على حفظ كتاب الله في الصدور كما هو محفوظ في السطور، تحقيقا لقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، وأما الأهداف الاجتماعية فكثيرة وعظيمة ومنها اذكاء روح التنافس الشريف بين الأبناء - ذكوراً وإناثاً - وحفزهم على الحفظ المتواصل للقرآن الكريم الذي يهدي القلوب ويصلح النفوس، ويعلم الخصال الحميدة، ويهذب العادات ويقوم السلوك، وتلبية حاجة اجتماعية هامة ألا وهي دفع الشباب - من الجنسين - الى سبيل تحقيق الخير، وذلك أحوج ما تكون اليه الأمة الآن، والاسهام في اعداد جيل صالح يتسلح بأخلاق القرآن الكريم، وينعم بفضائله، ويسير على هديه فينتج عن ذلك صلاح المجتمع بأسره.
ووصف الشيخ محمد العويد المرتكزات التي تستند اليها هذه المسابقة بأنها مرتكزات ثابتة وقوية تبنئ بامتداد أجلها واستمرار عطائها - بإذن الله - فموضوعها - القرآن الكريم - ثابت أصيل خالد صالح في كل زمان ومكان، والاقبال على المشاركة فيها، وأمثالها لا ينقطع أبداً ولله الحمد، فشباب الاسلام ثروة تتجدد ومعين لا ينضب.
ونوه فضيلته براعي المسابقة، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قائلاً: إنه شخصية معروفة بالعطاء، والأيادي البيضاء التي لا تتوانى في البذل - وبسخاء - في الأعمال الخيرية، وفي كل ما يعود بالنفع على أبناء الاسلام في هذه البلاد وفي غيرها من ديار الاسلام، ولن يلقى الاسلام والمسلمون منه - بإذن الله - إلا المزيد من الخير والعطاء.
واعتبر نظام المسابقة واجراءاتها باباً واسعاً مفتوحاً أمام كل مواطن ومواطنة للمشاركة فيها ومحاولة الفوز - ماديا ومعنوياً - باحدى جوائزها.
وعن ثمار هذه المسابقة فقال: إنها يانعة وفيرة، ففي كل عام يتزايد عدد الجمعيات المشاركة وبالتالي يزيد عدد المتنافسين للوصول الى التصفيات النهائية لها، وهذا يعني - بالطبع - تزايد أعداد الحافظين لكتاب الله عاما بعد عام، وذلك أسمى أهداف هذه الجائزة وأجلها، ولقد أصبح لهذه المسابقة شهرة عظيمة فالاهتمام بها واضح في مراكز التعليم في المملكة من ادارات تعليم وجامعات وكليات ومدارس، كل يحاول المشاركة بكل ما لديه من امكانيات - ولو لم يحقق الفوز - فالمشاركة وحدها تعتبر انجازا طيبا لما يتضمنه ذلك من حفظ الأبناء لكتاب الله العزيز وذلك أهم أهداف الجائزة، كما أن الكثير من أولياء الأمور أضحوا على علم بهذه المسابقة القرآنية، وخاصة أولئك الذي التحق أبناؤهم بحلقات القرآن الكريم، وهم يعملون على تشجيع أبنائهم على الحفظ والمشاركة في هذه المسابقة.
اهتمام ولاة الأمر
وفي نفس السياق، قال رئيس الجمعية في محافظة عنيزة الشيخ عبدالله المانع: إن من نعم الله - سبحانه وتعالى - على هذه البلاد أن هيأ لها من أسباب الخير والفلاح ما يكون سبباً بفضل الله لاستقرارها، وأمنها وليس أدل على ذلك من هذه الجمعيات والحلقات القرآنية المنتشرة في طول البلاد وعرضها في المدن، والمحافظات والمراكز والهجر يرتادها الأطفال الصغار والشباب، والكبار ينهلون من معين كتاب الله، ويتربون على آدابه فصلحوا في أنفسهم واصلحوا وتأدبوا فالله الحمد والمنة.
وأثنى المانع على الدعم المتواصل الذي تحظى به هذه الحلقات من ولاة الأمر، وما يقام من مسابقات دولية، ومحلية يتنافس فيها الطلاب على حفظ كتاب الله، ويبدعون في تلاوته وتجويده وتفسيره، ولعل من أهمها، وأشهرها مسابقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات وهي في هذا العام أتمت عامها السادس وقد اشتد عودها، وأينعت ثمارها، وأصبح الجميع ينتظرها بفارغ الصبر كباراً وصغاراً بنين وبنات، فجزى الله راعيها كل خير وجعل ذلك في موازين حسناته وكذلك القائمين عليها والمنظمين لها.
|