كشفت المسابقات القرآنية أن حفظة القرآن الكريم الذين بدءوا الحفظ في مرحلة الصغر أكثر تفوقاً على نظرائهم الذين بدءوا في الانتظام في الحفظ في مراحل متأخرة من العمر، وإذا كان في هذا ما يدل على سهولة الحفظ في مرحلة الطفولة المبكرة, فإن فيه أيضاً ما يشير إلى عظمة مسؤولية الآباء والأمهات في دفع أبنائهم وبناتهم لحلقات ومدارس التحفيظ، وتشجيعهم على الحفظ، ومساعدتهم فيه.
وأذكر في أثناء دراستنا الميدانية حول جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أن نسبة 100% من المتسابقين، وأكثر من 97% من المتسابقات أكدوا أنهم وجدوا تشجيعاً كبيراً من آبائهم وأمهاتهم لحفظ القرآن الكريم، وهذا أمر يدعو للغبطة والسرور، ويظهر جلياً إدراك أبناء وبنات المملكة لأهمية حفظ القرآن الكريم، وتقديرهم الكامل لما تقوم به الدولة - رعاها الله - من جهود في نشر كتاب الله، وتوجيه النشء لحفظه وتدارسه.
ورغبة في استمرار تشجيع الآباء والأمهات لأبنائهم وبناتهم لحفظ القرآن الكريم, ومضاعفة هذا التشجيع كيفاً وكماً، من الأهمية إيجاد حوافز تشجيعية للآباء والأمهات للقيام بهذا الدور، ومن الحوافز المقترحة، التي اثبتت المسابقات القرآنية جدواها، تقديم حوافز معنوية لآباء وأمهات المتسابقين والمتسابقات، وهذه الحوافز المعنوية، وإن كانت موجودة بالفعل، إلا أنه ينبغي التوسع في منحها، ومن الأهمية أيضاً التعريف بهذه الحوافز في إطار الإعلان عن المسابقات القرآنية.
ففي هذا تكريم لآباء وأمهات الحفظة على ما بذلوه من جهد في توجيه ودفع أبنائهم لحفظ كتاب الله، وفي الآخرة الثواب الأعظم الذي وعد الله به آباء وأمهات حفظة كتابه العزيز.
|