بديهية لا تُخطئ أبداً، وهي: (المستفيدُ مِنْ العمل وراء ذلك العمل)، والمختصون بالتحقيقات الجنائية يستندون إلى نظرية ثابتة لديهم وهم على حق تقول: (فتش عن المستفيد من الفعل الإجرامي يظهر لك الفاعل الحقيقي للعمل).
هذه البديهيات المستندة إلى نظريات لا تقبل الشك حينما نطبقها على ما يجري في المملكة من أعمال إرهابية، ونتساءل: مَنْ المستفيد مما يحصل مِنْ إرهاب ومحاولات الترويع والنيل مِن الأمن في المملكة..؟!! فإن الإجابة الدقيقة تكمن في التساؤل الذي يفرض نفسه: مَنْ هم أعداء المملكة.. أعداء الشعب السعودي.. أعداء الأمة الإسلامية الذين يرون في قيادة المملكة وشعبها عقبة أكيدة وصلبة تعترض مخططاتهم للنيل من المسلمين ونهب خيراتهم واستعمار أوطانهم؟!!
الإجابة رغم بساطتها ووضوحها التي تتأكد يومياً في المظاهر والإجراءات التي تستهدف المملكة، فإن البعض يتجاهلها مدعياً أن هاجس استهداف المملكة من أعداء الإسلام ناتج من هيمنة نظرية المؤامرة مع أنَّ هاجس المؤامرة شيء.. والواقع الملموس شيء آخر. والمختصون في الدراسات الإستراتيجية يؤكدون، ومن خلال أبحاث علمية مبنية على تحليل للأحداث التي شهدتها المملكة مِن أعمال إرهابية، مِن أنَّ الخلايا الإرهابية التي تنفذ هذه الأعمال إنما تنفذ مخططاً يتعدى الشعارات التي ترفعها الجماعات التي تتبنى أعمال الإرهابيين فيما تصدره من بيانات.
فمخطط الإرهاب الذي يريدون تعميمه وفرضه على المملكة من خلال استهداف أكبر عدد من المدن والمناطق لايتوقف عند نشر الفوضى وتخريب الأمن بل يستهدف الوطن والشعب والقيادة والدور المركزي للمملكة العربية السعودية في العالم الإسلامي.. أهدافٌ جدُّ خطيرةٌ تتجاوز عمل جماعات منحرفة لا تسمح لها إمكانياتها الفكرية ولا خبراتها السنية والعمرية الإحاطة بكل هذه الأخطار، وهي وإنْ قبلت بوعي أو من دون وعي أن تكون أداةً لتدمير وطنهم وقتل إخوانهم مِن المواطنين ومِن الذين يعملون مِن أجل تنمية الوطن، فإنها (ونعني بذلك العناصر الإرهابية)، تكون قد وضعت نفسها في خدمة أعداء الأمة الإسلامية جمعاء والوطن السعودي، وجميع السعوديين قيادةً وشعباً.
والعناصر الإرهابية التي تتطابق نتائج أفعالها مع ما يطمح إليه أعداء الدين والوطن تقدم خدمةً لهؤلاء الأعداء الذين تأتي في مقدمتهم الصهيونية العالمية التي من مصلحتها استمرار الأعمال الإرهابية في المملكة ولهذا فإنها تمد العناصر الإرهابية بكل وسائل الدعم والمساندة بأساليب وطرق تجيدها تماماً وتعرف كيف يتم إيصالها للذين باعوا أنفسهم للأعداء.
|