* واشنطن - الوكالات:
ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن الجنرال جانيس كاربينسكي التي كانت تشرف على الجنود الذين نشرت صورهم وهو يسيئون معاملة معتقلين عراقيين أكَّدت السبت أن ذلك القسم من السجن الذي جرت فيه إساءة معاملة المعتقلين كان يخضع لسيطرة الاستخبارات العسكرية. وقالت كاربينسكي للصحيفة في مكالمة هاتفية إن هذا القسم من سجن أبو غريب الذي فرضت عليه حراسة أمنية مشددة كان يخضع للإشراف المباشر لضباط الاستخبارات العسكرية وليس لإشراف الجنود الذين كانوا تابعين لها. وتأتي تصريحاتها بعد تقرير نشرته مجلة (ذي نيويورك) التي أشارت إلى أن إساءة معاملة المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب قد تكون تمت بأوامر من الاستخبارات العسكرية لانتزاع المعلومات من المعتقلين.
وقالت المجلة إن السرجنت ايفان فريدريك أحد ستة من رجال الشرطة العسكرية الأمريكية المتهمين بإهانة المعتقلين العراقيين بعث رسالة إلى عائلته في كانون الثاني- يناير يقول فيها إنه تساءل حول بعض الأمور التي رآها تجري في السجن، موضحاً أن (الجواب الذي كنت أحصل عليه (هكذا تريد الاستخبارات العسكرية).
وأوقفت كاربينسكي في كانون الثاني- يناير الماضي عن العمل كقائد للواء الشرطة العسكرية الـ800 أثناء التحقيق معها. ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) عن كاربينسكي قولها إنها تعتقد أن القادة العسكريين يحاولون تحويل اللوم عن ضباط الاستخبارات الذين ما زالوا يعملون في العراق وإلقاءه بالكامل عليها وعلى غيرها من الجنود.
ونقلت الصحيفة عن الضابطة الأمريكية قولها (يمكن الاستغناء عنا (....) إنهم لا يريدون إلقاء اللوم على الأشخاص العاملين (في العراق)، بل يريدون إلقاء اللوم على الشرطة العسكرية على أمل أن تنتهي القضية لكن القضية لن تنتهي هذه المرة). وأضافت الصحيفة أن هذا القسم المعروف باسم (1 -ايه) من سجن أبو غريب مؤلَّف من حوالي عشرين قسماً من الزنزانات في مجمع السجن الضخم وكان يحظر دخوله على الجنود الذين لم يكونوا مشاركين في التحقيقات بما في ذلك أفراد الشرطة العسكرية الذين كانوا تحت إمرتها.
وأكَّدت أنها لا تدافع عن الجنود الخاضعين لإمرتها ممن شاركوا في هذه الأعمال الوحشية. إلا أنها أضافت أن ما أزعجها أنه لم يتم تسليط الضوء على دور وحدة الاستخبارات العسكرية في الجيش التي كانت تشرف على القسم (1-ايه) من السجن، حيث كان جنودها يحرسون المعتقلين العراقيين في الفترات الفاصلة بين التحقيق معهم.
وقالت إن ضباط الاستخبارات العسكرية كانوا يدخلون ويخرجون من ذلك القسم على مدار اليوم لاصطحاب المعتقلين من وإلى مراكز التحقيق البعيدة عن زنزانات السجن. وأكَّدت أنهم (كانوا يوجدون هناك عند الساعة الثانية صباحاً أو ربما الساعة الرابعة مساء (....) هذا ليس عملاً يخضع لساعات منتظمة من التاسعة حتى الخامسة مثلاً). وأوضحت كاربينسكي للصحيفة أن موظفي وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) شاركوا في الكثير من التحقيقات التي تجرى في السجن.
من جهتها نقلت مجلة نيويوركر عن تقرير للجيش الأمريكي قوله إن السجناء العراقيين واجهوا العديد من (الانتهاكات الجنائية السادية والسافرة والخليعة) على يد الجنود الأمريكيين من بينها اللواط والضرب. وقالت المجلة إنها حصلت على تقرير داخلي خاص بالجيش الأمريكي صادر في 53 صفحة حول الانتهاكات في سجن أبو غريب الواقع خارج بغداد. وأضافت في مقالة نشرتها على موقعها على الانترنت: إن التقرير أجازه اللفتنانت جنرال ريكاردو سانشيز أكبر قائد عسكري أمريكي في العراق واستكمل في شهر فبراير - شباط.وسوف تطرح نسخة العاشر من مايو - آيار من المجلة للبيع يوم الاثنين، وأورد تقرير الجيش قائمة من الانتهاكات مثل (تسليط أضواء شديدة السطوع من مصادر كيمائية وصبّ السوائل الفسفورية على المعتقلين.... وضرب المعتقلين بعصا المكنسة وكرسي وتهديد المعتقلين الرجال بالاغتصاب والسماح لحارس من الشرطة العسكرية بخياطة جرح معتقل أصيب به بعد أن جرى دفعه على الجدار في زنزانته ووضع مصباح كيماوي وربما عصا مكنسة في مؤخرة معتقل. (وقال التقرير الذي كتبه الميجر جنرال انطونيو تاجوبا إن الأدلة التي تدعم المزاعم شملت) تصريحات مفصلة من الشهود والكشف عن أدلة من الصور الفوتوغرافية تصوِّر الوضع إلى حد كبير.
|