Monday 3rd May,200411540العددالأثنين 14 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

على هامش الملتقى الثقافي النسائي بجدة وبحضور « الجزيرة » على هامش الملتقى الثقافي النسائي بجدة وبحضور « الجزيرة »
د. فاطمة نصيف: نحن بلد نعتز ونفتخر بأمننا.. ونحكم بشرع الله عز وجل

* جدة - سامية محمد العباسي:
* في أمسية ثقافية ضمت بين جنباتها كبار الشخصيات..وكبار سيدات الأعمال في مجتمع جدة والمملكة.. عقد الملتقى الثقافي النسائي بجدة لقاء مميزاً اختلف عن غيره من اللقاءات السابقة، وذلك لأنه يأتي في فترة تتصف بالكثير من الحساسية، ولأن هذا اللقاء يرتبط بموضوع مهم ومصيري باعتبار أنه يمس المرأة السعودية.
* وقد تحدثت في اللقاء د. ابتسام عبدالرحمن حلواني حيث ألقت كلمة نيابة عن عضوات الملتقى قالت فيها: إنه في ظل اهتمام الدولة بالمرأة سوف يتم تخصيص اللقاء القادم في الحوار الوطني حول مشكلات المرأة وحقوقها.. وأن فكرة هذا الملتقى سوف تضع الأساس الذي نأمل أن تنطلق منه فعاليات ذلك الحوار.. وأضافت أن هذا الملتقى يؤكد رسالته في الإسهام في تطوير دور الفرد والمجتمع للوصول إلى بناء اجتماعي سليم.. كما أن هذا الملتقى يركز على دور الأسرة بصفة عامة، وعلى دور المرأة بشكل خاص، كما أنه يسعى في محاولة جادة إلى وضع الأسس السليمة لمجتمع متكامل وفعال.
* وأشارت إلى أن هذا اللقاء تشارك فيه نخبة من الأستاذات المتخصصات حيث يشاركن في الحوار..، وكل ذلك إنما يعبر عن توحد الاتجاه، وسلامة المقصد باتجاه الهدف الذي نسعى إليه جميعا، أملا في تحسين ظروف المرأة والسير بوضعها إلى الأفضل.
* وأكدت د. ابتسام حلواني على أن ما تعاني منه المرأة اليوم لا يرتبط بوضعها كامرأة مسلمة، فالله عز وجل قد أكرمها، وأنزل من القواعد والتشريعات ما يجعلها معززة مكرمة مصانة بين الأمم جميعها، ولكنها منطلقة اليوم من معاناتها من سوء الفهم وسوء التصرف.. فما تعاني منه المرأة إنما يربط بقصور في التفكير الذي يؤدي إلى عدم التعامل معها، كما يجب، وهو الأمر الذي يحتاج إلى إعادة النظر.
* وأضافت أن هذا اللقاء يخدم المبادئ السامية التي ارتكزت إليها مقومات الإصلاح في مجتمعنا، فالعقيدة الإسلامية الصحيحة هي الأساس الذي يرسم نهج المستقبل الذي نبحث عنه، وتتطلع إليه ليتم بعد ذلك رسم الإطار العام لمستقبل المرأة السعودية في حدود الشريعة الإسلامية السمحة ومبادئها القيمة النبيلة، باعتبارها من الثوابت التي لا تقبل الجدل أو المساومة تحت أي ظرف من الظروف، وفي هذا الشأن لا يختلف اثنان على ذلك.
* وفي نهاية كلمتها شكرت الأستاذات الفضيلات اللاتي ساهمن بوقتهن وجهدهن في هذا اللقاء، وسألت الله أن يوفق الجميع لما فيه خير المرأة والأسرة والمجتمع.
أمجاد رضا ونتائج
استطلاع الرأي
* ثم ألقت أمجاد رضا كلمة عرضت فيها دراسة عن أهم المشكلات التي تواجه المرأة وظيفيا، وأهم الحقوق التي تسعى إليها، وأوضحت أن النتائج أظهرت أن نسبة كبيرة من المشاركات في الاستطلاع طالبن بحق السفر دون إذن ولي الأمر لظروف استثنائية، كالعلاج، والراشدة لمن تجاوزت سن الخمسين، وأن هناك نسبة 68% أيدن مثول المرأة أمام الجهات الرسمية لتباشر معاملاتها دون وكيل، وأن المشكلات التي حازت على أقل نسبة من التأثير من جميع المشاركات عدم مرونة النظام الوظيفي، فيما يتعلق بالدوام وإعادة النظر في قانون الحضانة.
د. فاطمة نصيف والحقوق
الشرعية للمرأة
* ثم ألقت الأستاذة الدكتورة فاطمة عمر نصيف أستاذ مشارك في قسم الدراسات الإسلامية بقسم الطالبات بجامعة الملك عبدالعزيز ومستشارة بالقسم النسائي في جمعية تحفيظ القرآن الكريم كلمة تطرقت فيها إلى الحقوق الشرعية للمرأة (المالية والمعنوية والمدنية) حيث ذكرت أن ما تعانيه المرأة المسلمة اليوم هو نتيجة بعد المسلمين عن دينهم وإعراضهم عن ميثاق ربهم رجالا ونساء، وإذا نظرنا عبر القرون الماضية نجد أن هناك عدم اعتدال حيث حرمت المرأة من حقها في الحياة الاجتماعية، ومنعت من إبداء الرأي، إلى أن جاء الإسلام ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ولينقذ المرأة مما هي فيه من مهانة وظلم وليصحح المفاهيم، وليضع ميزان الحق لكرامة المرأة ولتكون عنصراً فعالاً لنهوض الأمة ورقيها وتقدمها، وأكد ذلك سيد الأنام عليه الصلاة والسلام (إن النساء شقائق الرجال)، وهذا هو حقها المدني كإنسان.
وعن حقوق المرأة المالية قالت د. فاطمة نصيف: إن الإسلام أعطى المرأة الأهلية الكاملة في التملك، وحرية التصرف في جميع أموالها، لا فرق في ذلك بينها وبين الرجل، وذلك بنصوص القرآن والسنة، كما ضمن الإسلام للمرأة النفقة الدائمة كضمان اجتماعي ثابت، وأعفاها من كل الأعباء الاقتصادية في الوقت الذي حفظ لها حقوقها المالية كاملة، وذلك منتهى الرحمة من الإسلام بالمرأة.. كما أن الإسلام أثبت تقديره للمرأة وولايته لحقوقها بجعل الميراث حقا مفروضا لها قال الله عز وجل {لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا} صدق الله العظيم.
* وعن حقوق المرأة المعنوية والاجتماعية قالت د. فاطمة نصيف: أن الإسلام كفل لها حقها في الحياة، وحقها كإنسان، وحقها في التعليم وحقها في اختيار الزوج، كما أن الإسلام أباح للمرأة أن تضطلع بالوظائف والأعمال المشروعة التي تحسن أداءها، ولا تخالف طبيعتها، فلم يحرم عليها أي عمل ولا أي مهنة مشروعة، وإنما قيده فقط بما يحفظ كرامتها ويصونها من التبذل بها وينأى بها عما يتنافى مع الخلق الكريم، فلم يمنعها من العمل، ولم يفرض عليها بل جعله أمراً مباحاً تعمل متى شاءت حسب ما تقتضيه ظروفها.
* وأبرزت د. فاطمة نصيف بعض المحاور المهمة التي تركز على المشاكل التي تعاني منها المرأة اليوم مثل الطلاق وحق المرأة فيه، وكيفية حصولها على النفقة المستحقة لها، وأيضاً كيفية حصول المرأة على النفقة والعمل على حل المشاكل التي تتعرض لها المرأة في هذا الصدد، كما أكدت على ضرورة حق الأبناء في النفقة، وقالت: إن أغلب الأبناء يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالأم ولابد أن تحصل الأم المطلقة في هذه الحالة والأحوال المماثلة على حقها الكامل في النفقة، وأيضاً تمكين المطلقة من مسكن الزوجية واقترحت د. فاطمة نصيف ضرورة تشكيل وتخصيص لجان تتبع للمحاكم تنفذ كافة الحقوق المطلوبة للمرأة، وتوصل الحق لأهله.. ولقد شرع الله عز وجل الطلاق ووضع الشروط له وأعطى من الأهمية التي تحمي المرأة من تسلط الرجل، ولابد أن تصل حقوق الزوجة المطلقة إليها عن طريق سلطة المحاكم.
* كما تحدثت د.فاطمة نصيف عن حق المهر للمرأة، وأن أغلب الآباء يأخذون المهر ولم تستفد منه الزوجة، وهذا خطأ كبير، لأن للعروس الحق في أخذ مهرها حسب شرع الله عز وجل. إذن لابد من حمايتها.. وتطرقت أيضاً لحق العدل بين الذكور والإناث في العطايا، ولا يفضل الأولاد على البنات في الهبات والعطايا.
* كما طالبت د. فاطمة نصيف بضرورة النظر في عملية الوكالة التي تجبر المرأة على عمل توكيل عنها للميراث، ومن هذا المنطلق تواجه المرأة مشاكل كثيرة من هذا التوكيل الذي قد يستغل ضد مصلحة المرأة، وبالتالي قد يفقدها ميراثها، لذا تطالب د. فاطمة نصيف بترك الحرية للمرأة في عمل توكيل أولا تعمل بحيث تكون هي المسؤولة عن ميراثها وثروتها دون وجود وسيط أو وكيل.
* كما ركزت د. فاطمة نصيف أيضاً على ضرورة تسهيل إجراءات الطلاق في حالة وجود خلل يستحيل معه العشرة، أو الحياة الزوجية، وحق المرأة في الخلع وأيضا حق الحضانة، واقترحت أن تكون لجنة نسائية لتنفيذ أحكام القضاء (أحوال شخصية).
* وأوضحت الحقوق المعنوية والتعسف في استخدامها مثل حق القوامة للرجل حيث إن الله عز وجل وضع لها شروطاأبرزها: الرعاية رعاية الرجل للأسرة وتأمين لكافة الاحتياجات، وحق العشرة بالمعروف، وحق الفراق بالمعروف وبعض الرجال لا يفهمون معنى القوامة يعتبرونها تسلطا وافتراء، وتجبرا على النساء، وهذا قمة الجهل بالقوامة.. القوامة هي العشرة بالمعروف.. الإنفاق وتلبية احتياجات الأسرة.. المودة والرحمة التي أمر الله بها في القرآن الكريم {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً } صدق الله عز وجل، قد كرم المرأة.. فهي الأم والابن والشقيقة والزوجة.
* كما أبرزت قضية تعدد الزوجات وأن هناك فهما خاطئاً لكثير من الرجال عن مفهوم تعدد الزوجات حيث إنهم يأخذون الأمورعلى علاتها، ويفسرون القرآن الكريم تفسيرا يتوافق مع أهوائهم، ولكن الله عز وجل قد شرع تعدد الزوجات لظروف وأسباب لابد من توافرها، وكلنا نعلم ذلك علم اليقين، ويأتي الخطأ من التطبيق وليس المبدأ.
* واختتمت د. فاطمة نصيف حديثها بضرورة هذه الأسس والتوصيات في جدول أعمال الحوار الوطني القادم بالمدينة المنورة الذي سوف يخصص لبحث مشكلات المرأة والعمل على حلها.
د. نادية باعشن.. ومعاناة سيدات الأعمال
* وكذلك تطرقت د. نادية باعشن أستاذ مشارك في كلية الاقتصاد والإدارة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة إلى أن هناك كثيراً من الأنظمة واللوائح والإجراءات التي تعاني منها سيدات الأعمال يؤدي إلى إعاقة مشاركتهن في الدفع بعجلة الاقتصاد الوطني والتنمية.. وطالبت في كلمتها بضرورة تسهيل الإجراءات واللوائح أمام سيدات الأعمال لإفساح المجال أمامهن، حتى يدلين بدلوهن في المجال الاقتصادي، مما سينعكس بالضرورة على تقدم ورقي المجتمع بالكامل.
سرية إسلام.. الملتقى
يهدف إلى نشر الوعي
* والتقت (الجزيرة) بالأستاذة سرية إسلام.. عضو الملتقى الثقافي النسائي بجدة حيث أكدت على أهمية الملتقى الثقافي النسائي، لأنه يطمح إلى تقديم رسالة خلاقة تتوخّى نشر الوعي وتعزيز أواصر المعرفة، كما يطمح الملتقى إلى توسيع قاعدة المشاركات، وتبني المواهب الشابة من الفتيات، والتركيز على القضايا الاجتماعية، كما أنه يقوم بتهيئة أفراد المجتمع ذهنيا لمواكبة الانفتاح على العالم ومعرفة كيفية التعامل مع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
* ثم اختتمت كلمتها بتوجيه خالص الشكر لجميع المشاركات في الملتقى مؤكدة أننا جميعا نسعى معا لغد أفضل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved