ألاحظ كثيرين من كتّاب الزوايا في صحفنا المحلية بالذات يركزون على منظور واحد وفكر واحد وهذا التركيز يجيء متزامناً مع فترة التكاتف التي يجب أن يقف البلد متمسكاً بها لكن أكثرهم يجعل من النظرة الأحادية منطلقاً له ويحصر البعض تلك النظرة التحليلية من جانبه على قريته المتواضعة أو مجموعته المغمورة فيبرزها بشكل فج لتدور حولها أحداث يؤرخ بها تاريخ أمة كبيرة وهذا المنطلق خطأ فاحش لعدة أسباب منها:
أ - أنها نظرة أحادية المصب والتقعيد والتطبيق.
ب - أنها نظرة وسلوك مرفوض من الجميع الذين هم في مركب واحد ومصيرهم واحد.
ج - أن مثل تلك النظرة المؤطرة تفرق أكثر مما تجمع الأمة وهو منحى خطير لايلقي من يكتبون له بالاً لكنهم في ظل فسحة الإعلام يستغلون ذلك عن جهل منهم.
د - أن الجمود والتقوقع السابق جعل ردة فعل عند الجيل الحالي ليظهر الأهمية لفكر أحادي دائري النتيجة لايخرج أبداً بأثر كلي.
هـ- أنه عند التفتحص والتدقيق لا نجد صدقاً أبداً.
إلى غير ذلك من الأسباب التي تجعلني أحذر من ذلك المنحى السيئ العواقب على مجتمع أكبر من نظرة أولئك الذين يدورون في أفق ضيق جداً لايتعدى الأنوف التي كانت لا تتنفس إلا بصعوبة بالغة فاتسعت الآن!!!.
نحن اليوم كما قلت في مركب كبير جداً جداً، ونحتاج إلى أفق أوسع عبر البحر المتلاطم لنتجاوز الأزمة فلابد والحالة هكذا أن ندور في فضاء أوسع فضاء بعيد عن تقسيمات لا أساس لها سوى التفكير المحدود ولذلك فالأجدر ألا نلتفت او نعطي مجالاً للصوت النشاز الذي يغني على ليلاه فقط في عتمة الفكر ويجب بكل قوة وتماسك أن ننهر أولئك المغردين خارج سرب الأمة ولا نعطيهم الوزن والقيمة مهما انتشر فكرهم ولكن في المقابل فإن انتشار مثل ذلك الفكر الأحادي له كما قلما سلبيات نحن في غنى عنها سابقاً وحالياً ولاحقاً. ثم دعونا نسأل ببراءة ووضوح ونقول: أين كان فكركم الأحادي أيام أن كان للفكر من يستقبله؟ والجواب أنه كان فكراً خائراً مغموراً منبوذاً لا قيمة له في يوم من الأيام لكن لماذا نراه اليوم يبرز بشكل نقيق خافت عبر صحفنا؟ السبب بسيط جداً وهو أن أولئك لم يكن لديهم الشجاعة في إبراز أو إفراز ذلك العفن الفكري حينما كانوا في حاجة إلى مجاراة الناس والمجتمع المتماسك أما وقد ملك كلهم منازل فارهة في الداخل والخارج وأمنوا أرصدة لغائلة الزمن فهاهم اليوم يبرزون مثل موتى القبور الذين يحيكون حولهم حكايات بطولة وكرم ووفاء وفي الحقيقة ما كانوا كذلك أبداً فنحن نعرفهم كادحين مشغولين برزقهم اليومي ومتكلفين في الحصول على لقمة العيش التي لم تتوفر إلا لأحفادهم أصحاب ذلك الفكر الأحادي الذي يجب ألا نلتفت إليه.
الرياض فاكس 2372911
|