قرأت بتمعن تلك الرسالة التي نقلها لنا الكاتب عبدالله الكثيري في صفحة (شواطئ) وتحديداً في زاويته الأسبوعية (شاطئ) وذلك في عدد الجزيرة 11516 وهي رسالة بعث بها أحد القراء للأخ عبدالله يعرض فيها مشكلة واجهته في حياته وقد عنون لها أخي عبدالله حفظه الله ورعاه ب (زوجتي مدمنة) وفحوى هذه الرسالة ومضمونها أن زوجة صاحب الرسالة مدمنة ومولعة بمشاهدة الدش ليلا ونهاراً، لذلك يريد حلا لهذه المشكلة الخطيرة التي أرقته وسببت له المتابع، وقد أبى قلمي إلا المشاركة في إيجاد حل لهذه المشكلة التي تسبب في حدوثها وللأسف الشديد هذا الزوج الذي يبحث عن حل يخرجه منها بعد أن تسبب في هذه المصيبة ووقع الفأس في الرأس، لذا أقول لهذا الرجل:
أولا: أشكرك على شجاعتك وجرأتك التي قادتك إلى بعث هذه الرسالة التي تبحث فيها عن حل لمشكلتك مع زوجتك، بعد أن جربت ما عندك من طرق.
ثانيا: مع احترامي الشديد لك فأنت من قاد زوجتك إلى الوقوع في فخ الدش عندما جلبته لبيتك وتركت لزوجتك الحبل على الغارب تشاهده متى تشاء وكيف تشاء دون رقيب.
ثالثا: ليس الحل الأمثل تطليق الزوجة وإبعادها عن أولادها وبيتها خاصة وأنت المتسبب فيما حدث لها من حب وإدمان على مشاهدة القنوات الفضائية عندما جلبته وأدخلته لبيتك، ولكن الأمر يحتاج إلى الحكمة ورجاحة العقل وحسن التصرف وهذا ما افتقدته أنت مع احترامي وتقديري لك.
رابعاً: العنف والتأنيب واستخدام القوة مع المرأة خاصة، ليست هي الحلول ولا الطريق الأمثل للخروج من هذا المأزق ووحل هذه المشكلة، إضافة إلى أنه بعيد كل بعد عن منهج المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحبه والسلف الصالح، الذين هم خير الأمة، وإنما المطلوب في ذلك الحكمة والموعظة الحسنة والتعامل الحسن واللين وما كان اللين في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه، خصوصا أن التأثير على المرأة سهل وميسّر لما عرف عنها من الحب والعاطفة الجياشة التي امتلأ قلبها بها، لذلك هي سريعة التأثر إذا وجدت الرجل الحكيم الذي يزن الأمور بميزانها ويعرف كيف يدخل إلى قلبها.
خامسا: الواجب عليك إخراج هذا الخبيث من بيتك وقد فعلت ذلك ولله الحمد، وبيان خطره لزوجتك وأنك رأيت بإخراجه مصلحتها، بعد أن تبين لك عظم تأثيره عليها، وأن حبك لها وخوفك عليها من أسباب إخراجه، مع الاعتذار لها عن هذا التصرف بكلام جميل ومعبّر، ولا بأس بتعويضها عنه بما هو نافع ومفيد لها من أشرطة الفيديو التي فيها ما هو خير لها في الدنيا والآخرة، وكذلك دراسة وضعها وتغيير نمط حياتها وبرنامجها اليومي حسب ما تراه مفيداً في تغيير برنامجها كل يوم، من الخروج للنزهة، وزيارة الأهل والأقارب وغير ذلك.
سادساً: توجيه النصح والإرشاد للزوجة، وتخويفها بالله وأليم عقابه، وعاقبة السهر على ما حرّم الله مع إحضار بعض الكتيبات وأشرطة الكاسيت لبعض العلماء والمشايخ التي تهتم بهذا الجانب.
سابعاً: السفر بها إلى مكة لأداء العمرة لعلّ الله أن يفتح على قلبها، أو أي بلد آخر كتغيير للنمط الذي تعيشه زوجتك كل يوم، والذي يظهر لي والله أعلم أنها قليلة الخروج من البيت طوال أيام السنة، وإن خرجت فإن خروجها يكون لغير السفر وهذه وجهة نظر قد تكون خاطئة، ومن المعلوم بأن المرء إذا لم يشغل وقت فراغه بما ينفعه فإن الشيطان يتسلط عليه ويحاول إيقاعه في الرذيلة، كما أن الاستمرار على نمط واحد في الحياة يدعو إلى الملل والتفكير بأشياء أخرى قد تكون غير نافعة.
ثامناً: أدعو الله بقلب مخلص منيب أن يهديها، ويصرف نظرها عن مشاهدة ما حرم الله والدعاء الخالص من القلب من أنجع وأنجح الحلول لمشكلتك وكل مشكلة على وجه الأرض والله لا يخيّب رجاء من دعاه والتجأ إليه مخلصاً.
تاسعاً: احرص على كثرة الجلوس مع زوجتك وأولادك، وحسّسهم بوجودك بجانبهم وأن ذلك جانباً من اهتمامك بهم، واطلب من الزوجة بالتي أحسن أن تجلس معك طويلا، وعند النوم تذهب معك إلى غرفة النوم بدلا من السهر، أقول افعل ذلك بالإقناع وبالكلام الجميل الذي فيه العاطفة والرقة، وابتعد عن الكلام السيئ والأسلوب الأرعن وستجد نتيجة ذلك حسب ما تريد وتتمنى مرضية ومفيدة بإذن الله.
صالح عبدالله الزرير التميمي/الرس - ص.ب 1200 | 
