هل جربتم معنا ( الحيرة )

قرأت موضوعا بعنوان (كأنها سلعة تباع وتشترى) في صفحة عزيزتي الجزيرة عدد (11525) بتاريخ 28-2-1425هـ بقلم الأخ سامي أبو حميد حول ارتفاع نسبة الطلاق بالمجتمع السعودي ولي تكملة من جانب آخر.. وأقول: هل جربتم معنى الحيرة؟ حلم صادق اشتغل بكياني منذ سكنت مشكلة الطلاق في أوراقي الخاصة الحالمة.. حلم (متوارث) أتمنى أن يمنع الطلاق.. أقول حلم.. فعندما يموت الضمير.. وتنخلع الذات من المعاني السامية ستحصل المشاكل المشحونة بالعناد.. القادمة من اللاتفاهم، فموضوع الطلاق موضوع العصر الدائم يحتاج إلى مؤلفات وأسبابه إلى مجلدات فأرى أن الطلاق له ثلاثة اتجاهات صعبة.
- طلاق (إجباري) وهو الندم المريح، هو اتفاق بينهما لارتياح النفوس والأجساد وهو حكمة إلهية من الخالق سبحانه وتعالى لرفع الظلم عن أحد الأطراف.
- طلاق (معلق) العناد القوي والتحدي بسبب الخيمة السوداء وهي (عزة النفس).
- طلاق (ظالم) الندم الأكبر.. القرار الفوري السريع لسبب (تافه) الذي يظلم المرأة ظلماً لا تحتمله الجبال.
لن أتحدث عن أسباب الطلاق لأنها لا تعد ولا تحصى ولن تنتهي لكن ما بعد الطلاق مسافة حزن قد تكون طويلة وهو هاجس أنفاسي.. ومداد قلمي.. أكتب هذه النقاط (المتواضعة) لعلها تكون بدائل قد تساعد الأنثى (المظلومة) التي لها عاطفة جياشة.. ورومانسية عذبة ونوايا صادقة بإذن الله..
- الطلاق أبغض الحلال عند الخالق عز وجل لكن هو حكمة إلهية من أجل اجتناب المشاكل المزمنة والظواهر النفسية المتعبة.. ولكل بداية ضعيفة نهاية..
- الإكثار من قراءة القرآن الكريم ومحاولة حفظ أكبر عدد ممكن من الآيات لأن القرآن ملاذنا مع القراءات الدينية والأدبية ووضع ساعة ونصف يوميا.
- عمل برنامج أسبوعي.. توضع فيه المتطلبات المنزلية.. الزيارات العائلية والاهتمامات الحياتية لأن هذا البرنامج يساعد على الانشغال والنسيان معا.
- محاولة استغلال وقت الفراغ بأشياء مهنية وحرفية مثل الكتابة، الرسم، الخياطة.. والأفضل الكتابة لأن الأوراق هي البوح الصادق.
- الإكثار من المشاركة الوجدانية مع الأهل والصديقات بقدر المستطاع لأنها من علامات الارتياح النفسية.. واكتشاف هموم الآخرين.. قد تخفف من هم الطلاق.
- عدم اليأس من الأيام لأن الله سبحانه وتعالى أرحم الراحمين ومعرفة أسس الأمل وزرع عوامل وبذور السعادة الكثيرة جدا.
- الصبر القوي لن يموت أبدا.. والحياة لها بدايات أخرى جميلة جدا تؤدي إلى الاستقرار النفسي والاطمئنان الحياتي.
- رسالة إلى الكل، صالحة لكل الأزمنة (برأيي).
أيها الرجال.. ارحموا نساءنا وبناتنا.. فلا نتعجل بهدم حياتنا لأسباب بسيطة بسبب الانفعال والتهور لأن المرأة تحتاج الرجل في كل الأحوال.. لابد من زرع شجرة التنازل وزرع أغصان الحب وبذور التفاهم والرحمة.
- قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا } (35) سورة النساء.
- نموذج حي لامرأة ناجحة وهي مطلقة - معلقة.
شلال قادم من أوراق الكفاية يمتزج بالوفير من التفوق.. ملأت اتجاهاتها الأربعة بالحكمة والصبر والتأني هي كنز أصيل لا يرتكز على اليأس أو الخوف بل تعداه بسرعة.
هي انطلقت ووصلت إلى منصب تعليمي لا بأس به (مديرة) تربي أجيالاً وبنات بخبرة العقل والرحمة والمنطق لها (قمران) نجم وشمس من عيالها.. استمدت أشعة الأناقة بالرأي.. عاودت حياتها نسيت، (أو تناست) مرحلة الطلاق.. قاومت النظرة الاجتماعية القاصرة نحوها بأدب جم.. وتواصل فريد.. وهزمت أيضا وقت الفراغ..
وعمرت بيتاً (فيلا) يحميها من الهواء الحار.. وأشعة الشمس.. وتضم فيه مشاعرها وحياتها.. سارت بنية صادقة وهي مضرب مثل الآن وتوزع دروساً مجانية مع الأيام بطريقة التوازن النفسي مع القدرات الفردية لامرأة (مطلقة - معلقة).. نجحت بامتياز بتوفيق من الله سبحانه وتعالى أولا ثم حكمتها وثقتها بنفسها ثانيا وهي الآن تحاور الزمن وتسأله أن لا ينساها.. لأنها مطلقة.