العملية الإجرامية الآثمة التي نفذتها عصابة من الفئة الضالة في حي الوشم بمدينة الرياض بأحد المباني الأمنية وذلك بتفجير سيارة مفخخة أدت إلى استشهاد عدد من رجال الأمن الأبطال ومن المواطنين وألحقت أضرارا بالمباني السكنية المجاورة له وسكانها وهزت مشاعر الأمة وأحزنت القلوب.
إنه عمل إجرامي شنيع تنبذه جميع الأديان السماوية والقوانين الوضعية والمشاعر الإنسانية والضمائر الحية.
إن استهداف الدماء المعصومة -التي تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله أو المعاهدة- التي تقوم به هذه الفئة الضالة من هؤلاء الخوارج الجدد هو عمل لا مبرر له يستهدف أبناء الوطن وحماته من رجال الأمن كما يستهدف الوطن الآمن كله وأهله والمقيمين فيه، ولا يشك مسلم في حرمة هذه الأعمال ونبذ الإسلام لها وما توعده الله جل وعلا في محكم كتابه الكريم لمرتكبيها حيث قال عز وجل: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا.}
وإن هذه الأعمال الإجرامية تتعارض مع هدي كتاب الله الكريم سبحانه وتعالى وسنة نبيه المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، وإنما هي رغبة جامحة في القتل وسفك الدماء من أجل القتل لا يبررها دين أو سياسة أو خلق، ولقد أدان الجميع هذا العمل الإجرامي البشع من علماء ومواطنين على مختلف شرائحهم وتوجهاتهم ومذاهبهم الفكرية مشيرين إلى أن من قام بهذا العمل مفسدون في الأرض استحلوا الدماء والأنفس والأموال والممتلكات، كما أجمعوا على أنه لابد من التصدي لهم وتعقبهم وفضح مخططاتهم واقتلاع شأفتهم والتصدي لنهج القتل الإجرامي وثقافة التكفير التي يدينون بها وسياسة الغلو المفرط التي ينتهجونها حتى يتم تطهير هذه الأراضي المقدسة العزيزة على كل قلب مسلم من شرهم.
إن المملكة العربية السعودية كما ذكر سماحة مفتي عام المملكة حفظه الله بلد الإسلام والعقيدة الصافية، بلد الأمن والطمأنينة والاستقرار ومقصد المسلمين في شتى بقاع الأرض وهي واحة الأمن وقبلة المسلمين التي تحكم بشرع الله المطهر، قامت على أسس الإسلام وانطلقت منها الدعوة وهي بلد العلم والعلماء والدعوة والخيرات، كما دعا سماحته إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة هؤلاء المفسدين في الأرض الذين خرجوا على الشرع والدين والأمة وسعوا في الأرض فسادا.
أجل إن ما حصل من هذه الفئة الضالة يتنافى مع قيم وجوهر الدين الإسلامي الحنيف وهو ما يستوجب على الجميع صد هذا العدوان والقضاء على هذا الإجرام:
* تضافر المساعي والجهود للقضاء على هذه الفرقة المنحرفة الضالة وذلك من قبل الجميع فعلى رجال الأمن والمواطنين والمقيمين أن يكرسوا الجهود كلها على أديم هذه الأرض الطاهرة.
* فضح وتفنيد مذهبهم التكفيري المنحرف وخططهم الضالة وعقائدهم الفاسدة التي لا تستند على شرع الله المطهر من قبل العلماء والمفكرين.
* تفعيل دور العلماء والمفكرين ورجال الرأي في هذا المجال.
* التلاحم والوحدة الوطنية مع القيادة والالتفاف بأسمى صوره مع الولاية الشرعية فإن ذلك سيكون عاملا مهما رئيسيا للقضاء على أعمال وفكر هذه الفئة الباغية وإحباط ما يخططون له من تدمير وزعزعة للأمن ولمكاسب الأمة الوطنية.
* الاهتمام المضاعف بالجانب الإعلامي والتوجيهي في فضح أعمال وإجرام هذه الفئة الباغية والتركيز على معارضتها لهدي كتاب الله الكريم وسنة رسوله المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.
* التنادي إلى حملة وطنية واسعة وكبيرة على مستوى الوطن كله لمحاربة هذه الأفكار الدخيلة وهذا الإرهاب الذي يدمر الأمة، يشترك فيه كل المواطنين على مختلف فئاتهم وأطيافهم وشرائحهم.
إن على الجميع واجبا لمواجهة هذا التيار الضال المنحرف ووأده في مهده والقضاء عليه قضاء مبرما وبالتأكيد لن يعذر أحد في هذا المقام لأن الوطن والأمن والقيادة والدولة والمكاسب الوطنية والخير العميم للجميع، وأقول بكل ثقة: إن هذا البلد المبارك معقل الإسلام وقبلة المسلمين وفيه الحرمان الشريفان ودولة العقيدة الصافية لن يضار بإذن الله تعالى.
وإن هذه الأعمال الإجرامية لن تزيد هذه البلاد وأهلها بحول الله إلا تمسكا وثباتا والتفافا حول قيادتها الرشيدة وعلمائها وولايتها الشرعية وبالتأكيد فإن كل مواطن هو بمثابة رجل أمن وساعد أيمن لحماته الأبطال الشجعان الذين يذودون عن حمى الوطن وعن أمنه ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل الذود عن حمى الوطن الغالي حماه الله من كل سوء ومكروه وأعز قيادته ونصرها وأيدها بالحق وخذل أعداءها إنه سميع مجيب.
|