حينما نتجاوز مفهوم الجغرافية الورقية، والخرائط المعلقة التي تشير بحيادية غير عادلة إلى اسم مدينة، وتعبره إلى سواها ببضعة حروف لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، ساقطة من حساباتها كافة مشاعرنا وأحاسيسنا تجاهها، ففي ذلك ظلم بيّن على مريديها، ومدينة الرياض إحدى هذه المدن التي تظلمها الجغرافية، فهي بالنسبة لنا ليست مجرد عاصمة نمر سريعاً على أي حدث يتعلق بها، بل هي بعض من أرواحنا وأحلامنا وطموحاتنا ومستقبلنا.. فهي تسكننا قبل أن نسكنها، وما حدث بها من اعتداءات وتفجيرات كان بمثابة صدمة لنا جميعا.
فتلك المدينة التي يقود خطاها الأمير سلمان بن عبدالعزيز نحو المستقبل كانت وستظل رمزاً لنا، ولأبنائنا وللعالم الخارجي المحيط بنا، نفخر ونشعر بنشوة ونحن ننطق حروفها، أو نأتي على ذكرها مع قريب أو صديق من الخارج.. نلمس في كل ذرة منها مدى التناغم والانسجام بينها وبين الحالم بها دوماً، والساهر على تطويرها وتحديثها، والممسك بكافة خيوط انطلاقاتها نحو العالمية سواء في التخطيط أو التنفيذ أو التطوير الأمير سلمان.
ولنا أن نتخيل كم يكون الألم الذي يشعر به أي إنسان حينما يحاول أحد الحاقدين أو الخونة العبث لمنع تحقيق حلمه أو عرقلته.. إن ما حدث بالرياض كان سقوطاً بكل المعاني لفئة اختارت لنفسها طريق الضلال.. والحل الوحيد والأمثل للتعامل مع هذه الفئة هو (البتر)لهم، واجتثاثهم كنبتة خبيثة في تراب هذا الوطن الطاهر، وفي ذلك لابد وأن يتفق المجتمع ويتضامن، فالمواجهة لا يجب أن تظل قاصرة على رجال الأمن وحدهم، بل يجب أن تمتد لتشمل جميع المدارس والجامعات والمؤسسات الاقتصادية بمختلف مستوياتها، والمؤسسات الاجتماعية والدينية والتربوية والرياضية.. وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته تجاه وطنه ودينه في هذه المرحلة المهمة والحاسمة.
عذراً يا رياض، وعذرا لفارسك الطامح دوماً لقيادتك نحو الأفضل الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وعذرا لكل من يسعى هؤلاء الخونة إلى إلحاق الضرر بهم، فهذه الأفعال ليست من شيم السعودي الأصيل، وليست من طبيعته الهادئة والآمنة والمطمئنة.
|