لم يعد هناك من مكان للمواقف الفاترة، والتصاريح الخافتة، (والطبطبة) على الأكتاف والرؤوس والدعوة بالهداية، طبيعة المواجهة وشراستها وبشاعتها تتطلب أدوات حادة ملتمعة باترة، فنحن فوق هاوية لا تقبل المساومة، وليس هناك نصف موقف، أو موقف إلا ربع، أو الغمغمة بالكلام الغامض غير المفهوم القابل لجميع الاحتمالات.
ومن المنطلق السابق لابد أن تتم حالة تجييش قومية من جميع الفئات والاتجاهات والمسارات ...لأن المستهدف هو ....الوطن.
ومن الجهات التي أتمنى مشاركتها بشكل حاسم وجدي، لما لها من دور فاعل في هذا المجال إخواننا رجال الحسبة في (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، فليس هناك من مُنكَر يُنكر وحرام ينتهك بأرض المسلمين من هدر الدماء البريئة التي هي أولى حرمات الله تعالى، أتمنى بل وأرجو منهم أن يفعِّلوا أدوارهم اتجاه شباب المسلمين المخدَّر المغرَّر به؛ ليوضحوا له (ماهية الجهاد، وشروطه وضوابطه الشرعية، وأماكنه، وفئاته) وما هنالك من أمور قد يغلق فهمها ويستعصى تفسيرها على بعض الشباب من خريجي معسكرات أفغانستان والشيشان، لا يستطيع أحد أن يقلل من جهود علمائنا الأفاضل في هذا المجال (دعا سماحة مفتي عام المملكة أئمة الجوامع وخطباء المساجد إلى القنوت على الإرهابيين جهراً عبر المآذن)، لكن رجال الحسبة بحكم قربهم من الميدان واحتكاكهم بالعديد من الفئات باستطاعتهم عبر الحكمة والموعظة الحسنة ، عبر المنشورات، عبر شرائط الكاسيت، عبر البيانات التي تدعو إلى حقن دماء المسلمين والحفاظ على نعمة الأمن ومنجزات بلاد الحرمين الحضارية.
إن دورهم حيوي وهام؛ لأن حرمات الله تنتهك بأبشع صورة، لم يعد الآن من مجال للانصراف الى الفروع بل وفروع الفروع، بين عباءة الرأس وعباءة الكتف أو الكم الفرنسي أو اتساع فتحة النقاب!! الدماء الزكية الطاهرة التي برقشت شارع الوشم تخبرنا بأنه آن الأوان، الرياض الآمنة التي روعت نهاراتها وشوارعها وميادينها تخبرنا بأنه.... آن الآوان.الوطن المهدد بقطيع من ضباع شرسة يخبرنا بأنه..... آن.... الأوان.
|