نال من عمره الأطول..
ومن ذكره الأمثل..
ومن طموحاته الأكمل..
لماذا نحزن؟!
قد نحزن لرحيل الرجال.. ولكن الرحيل سنة حياة وشرعة موت لابد منها لاخيار لنا فيها.. قبل محمد بن عبدالله الجميح، رحل محمد بن عبدالله رسول الإنسانية وأقربهم إلى بارئه..
رحل الكثيرون الكثيرون من الأصفياء، والاتقياء، بعد أن تركوا بصمات حياة تمجدهم وتخلدهم..
ورحل الكثيرون الكثيرون من الأشقياء بعد أن تركوا بصمات موت تؤنبهم دون مجد أو خلود..
نعم افتقدناه كعصامي حفر بأظافره صخر الحياة، فكان له منها النصيب مالاً.. وآمالاً.. وأعمالاً.. تشير إليه.. وتتحدث عنه..
أليس في هذا ما يكفي لأن نحسبه غائباً حاضراً.. حتى ولو توارى جسده؟!.. بلى.. أعماله الخيرية الخيِّرة شاهدة له..
تواضعه.. وتواصله بعض سمات اتصف بها طيلة حياته تذكرنا بخصائص رجال مرحلة كادت تنقرض.. هو أحد رموزها..
خلف لنا من بعده ثروة من الرجال أهم من ثروة المال.. أسرة نهجت نهجه واحتذت به.. وتطبعت بخصاله وخلاله.. أخالها أفضل ما أعطى.. وأنبل ما استبقى.. بهذا لن نحزن.. الحزن دائماً على من ودّع حياته دون حياة.. لأن حياته أشبه بالموات..
له من الجميع الدعاء بالمغفرة والرحمة.. ولأسرته الكبيرة الكريمة الصبر والسلوان.
و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .}
ص.ب 231185-الرياض 11321
فاكس 2053338 |