إن الرعاية الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة الرياض، يوم الإثنين القادم 1425/3/14ه لندوة السياحة في المملكة العربية السعودية:المقومات والإمكانات التي تنظمها الجامعة بالتعاون مع الهيئة العليا للسياحة تأتي لما لمستقبل السياحة في المملكة العربية السعودية من أهمية في تنويع مصادر الدخل الوطني، وتعزيزاً لما خططت له الدولة-حفظها الله- من الإرتقاء بقطاعي السياحة والآثار والتراث، تلك الخطط التي من شأنها تنمية السياحة المستدامة بما فيها السياحة الثقافية والتراثية، وجعلها قطاعاً منتجاً يسهم في اقتصاد الوطن ويوفر فرص عمل جديدة لأبنائه.
فمن المعلوم من وجهة النظر الاقتصادية أن الآثار تعزز صناعة السياحة، التي هي مصدر رئيس من مصادر الدخل وركيزة أساسية للاقتصاد في معظم دول العالم. ويكاد يجمع الخبراء وعلماء صناعة السياحة أن المواقع والمنشآت الأثرية هي من الركائز الأساسية للسياحة، والمملكة العربية السعودية تعد من الدول التي يمكن لها الدخول في المجال السياحي الثقافي لتوفر مقومات السياحة فيها، إذ تزخر بمواقع أثرية وإرث حضاري عريق، يمتد من العصور الحجرية مروراً بالعصور التاريخية والإسلامية، وما أعقب ذلك من ازدهار حضاري وثقافي حتى عصرنا الحالي. ومع التوسع في النشاطات الأثرية الميدانية، وإنشاء المتاحف المحلية والإقليمية والمتاحف الخاصة وتشجيع المشاريع الأثرية الميدانية يؤمل أن تكون السياحة الثقافية عنصراً رافداً لمخرجات التنمية الوطنية ومجالاً مهماً للاستثمار في المملكة العربية السعودية.
ونظراً لما تقتضيه جهود التنمية السياحية الحالية يؤمل أن تؤدي السياحة الثقافية دورها في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني، لاسيما السياحة الداخلية وذلك عن طريق جذب حصة كبيرة من إنفاق السياح السعوديين بالخارج لصالح السياحة الداخلية، ولإنجاح الدور الثقافي في السياحة، لاسيما وأن الدراسات التي أجريت من قبل منظمة السياحة الدولية تشير إلى أن 70%من حركة السياحة في القرن الواحد والعشرين سوف تكون من نصيب السياحة الثقافية والتراثية.
(*) رئيس قسم الآثار والمتاحف | 
