Sunday 2nd May,200411539العددالأحد 13 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

باحثون ومتخصصون: الظاهرة تأخذ أشكالاً مختلفة وتحتاج إلى حزم في التعامل معها باحثون ومتخصصون: الظاهرة تأخذ أشكالاً مختلفة وتحتاج إلى حزم في التعامل معها
المتعاطفون مع الفئات الضالة شركاء في الجريمة

* تحقيق - عبدالله العماري:
قد يرى البعض أن هناك من يتعاطف مع الإرهابيين، بل وأن البعض قد يرى أن هناك تأييداً لما يقومون به كونهم يقدمون على أعمالهم الإرهابية تحت شعار الدين والجهاد. ولكن الحقيقة عكس ذلك رغم وجود بعض الآراء التي تتعاطف ولكن لا تؤيد.
(الجزيرة) أجرت استطلاعاً مع عدد من المواطنين والمختصين الذين أكدوا هذه الحقيقة وأثبتوا ولاءهم المطلق للدين وللوطن ورفض مثل هذه الأعمال المشينة.
ولأن جميع هذه الأعمال الإجرامية نهى عنها ديننا الإسلامي الحنيف لما يترتب عليها من أضرار في المجتمع سواء على الأفراد أو الممتلكات أو الأمن فقد
أرجع د. أبانمي أسباب هذا التعاطف إلى الجهل من قبل الشخص نفسه بخطورة موقعه وعدم معرفته بما يترتب على هذه النظرة للأحداث الواقعة في البلد، إضافة إلى التربية خاصة وأن هناك أناساً يتأثرون بما يقرأون من مصادر خارجية تتربص الشر بهذا المجتمع المسلم المستقر.
وبين د. أبانمي في حديثه ل(الجزيرة) أن من الأسباب أيضا بعض الظروف الفردية ممن لا يعملون أو ممن وجدوا عملاً لكنهم لا يرغبون في العمل أو من يرغّبون في بعض الفئات الذين يعتبرون صيداً سهلاً لمن يقوم بالتغرير بهم ليعملوا على زعزعة أمن هذا البلد المسلم.
وحمّل د. أبانمي وسائل الإعلام المرئية والمقروءة مسؤولية التوجيه بأساليب واضحة توصل الرسالة المطلوبة وتبين أهمية الأمن والاستقرار وآثارها لأن من يتعاطف مع هذه الفئة الضالة لا يعي حجم هذه النعمة-نعمة الأمن والاستقرار-، مشيراً الى أن هذا الأمر لا تتحمله وسائل الإعلام وحدها، بل يشترك فيه جميع أفراد المجتمع كل حسب مجاله.
وقال د. أبانمي إن بث بعض الأشرطة التحريضية على إحدى القنوات الفضائية يجب الرد عليها وكشف زيفها وبطلان ما فيها خاصة وأنها تحتوي على العديد من الأكاذيب التي لا تمت للحقيقة بأي صلة مبيناً في الوقت نفسه أن هناك من الجهلة من يغترون بمحتويات هذه الأشرطة دون إدراك منهم، الأمر الذي يحتم علينا كل حسب موقعه وتخصصه توجيههم حتى يبتعدوا عن هذه الأفكار أو الإبلاغ عنهم إن اقتضى الأمر، حيث إن هذه الأفكار دخيلة علينا ومصدرة من جهات تريد المساس بأمن هذا البلد كما أن ديننا الحنيف يرفض هذه الأفكار ويدعو إلى طاعة ولاة الأمر.
التعاطف له أشكال
ويرى د. أحمد الجبيلي وكيل قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية: إن هذا الموضوع حساس ومهم وإنه يجب أن يأخذ حقه من البحث والتحقيق.
وقال د. الجبيلي إن التعاطف مع الإرهابيين له عدة أساليب فهناك ما يسمى بالتعاطف المعرفي مع هذا النمط من الفكر المنحرف وهذا النوع وهو اعتقاد نفس الأفكار التي يتبناها أصحاب الأعمال الإرهابية الضالة، وهناك أيضا أسلوب التعاطف النفسي وهو الذي لا يعتقد نفس الأفكار لكنه يلتمس لأصحاب الأفكار الإرهابية وأصحاب الفكر المتطرف ويبرر أعمالهم الضالة وهذا التعاطف قد ينتج عنه أنماط أخرى من التعاطف مثل أساليب التعاطف الاجتماعي والتي تتمثل في التسهيل لهؤلاء الإرهابيين أو عدم الإبلاغ عن الممارسات الخاطئة إن وجدت وهذا بحد ذاته خطورة بسبب أساليب التعاطف النفسية وأساليب التعاطف المعرفية وما ينتج عنها من أساليب التعاطف الاجتماعية.
وهذه الفئات التي تتعاطف مع الإرهابيين تعد فئة محدودة جداً في مجتمعنا الذي يعد -ولله الحمد- من المجتمعات المحافظة كمجتمع عربي إسلامي.
وقال لا ننكر أنه يوجد هناك فئة تبدي هذا التعاطف ويظهر ذلك في كتابات معينة تنتشر في ساحات ومنتديات الإنترنت، حيث نجد أناسا يتعاطفون حقيقيا مع الفئة الضالة بسبب أنها تحمل فكراً ضالاً أو بسبب أنها مغرّر بها أو بسبب أنها لا تفهم الموقف جيداً فلا تعطي أهمية لمفهوم الأمن حيث يعتقدون أن انعدام الأمن لا يؤثر بل هو أمر مفيد في المستقبل. والحقيقة أن هذا اعتقاد خاطئ حيث يتضرر كل المجتمع يتضرر الاقتصاد فتتضرر المؤسسات التعليمية والفكرية والحضارية والإنتاج كل ذلك يتضرر باختلال الأمن.
وأضا ف أنه يجب علينا اتخاذ موقف من هذه الفئة الضالة من خلال فكر وحس وطني تجاههم بحيث إذا بدر منهم أي شيء مشكوك فيه يجب أن يكون هناك تواصل مع رجل الأمن، كما يجب أن يكون هناك دور وقائي وتوجيهي لتوعية فئات المجتمع بالاستفادة من المؤسسات التعليمية والمؤسسات الاجتماعية ونشر وعي عام بخطورة هذا الفكر وأهمية الأمن.
وأشار د. الجبيلي إلى أن هناك مؤسسات أساسية يجب الإفادة منها لمعالجة أي شكل من أساليب التعاطف مثل الأسرة التي تعد أهم هذه المؤسسات الاجتماعية.
وعما إذا كانت هناك أسر تتعاطف مع هذا الفكر قال د. الجبيلي: إن هذا الأمر نادر جداً، وإن وجد فإنه يجب إيجاد برنامج إرشادي وقد يصل إلى برنامج علاجي من أجل تعديل أفكارهم وتوجيهها إلى الوجهة الصحيحة من خلال أخصائيين اجتماعيين وموجهين وغير ذلك.
بحاجة للدراسة
وأكد د. عبدالله سير المباركي رئيس قسم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن الإرهاب سلوك إجرامي تخريبي ناتج عن إسهام عوامل اجتماعية وثقافية منحرفة ساعدت على خلق بيئة وفكر مشجعين على ارتكاب مثل هذه الأعمال التخريبية، والتي يرفضها أي مجتمع، ناهيك عن كون هذا المجتمع سعوديا مسلما.
أما فيما يتعلق بموضوع التعاطف مع الإرهابي، يقول الدكتور المباركي: إن ما نشاهده ونلمسه من تكاتف وتعاون بين أفراد المجتمع، ورجال الأمن من جهة، وبين المواطنين وولاة الأمر من جهة أخرى، لهو دليل واضح على عدم وجود أي نوع من التعاطف مع هذه الفئة، بل إن استنكار المجتمع السعودي واستهجانه لمثل هذه الأعمال الإجرامية يؤكد على غياب التعاطف كمبدأ
لأن هذا النوع من الجرائم يمس بشكل مباشر أمن المواطن ودينه ووطنه، وإن وجد من يتعاطف، ممن ندر، فينطبق عليه الاشتراك المباشر في الجريمة، وليس التعاطف.
وأوصى الدكتور المباركي في ختام حديثه للجزيرة بأهمية الدراسة والتعرف على جميع العوامل التي ساعدت وتساعد على ظهور هذا النوع من السلوك الإجرامي نظراً لفاعليتها في الحد من المشكلة واستئصالها من جذورها قبل أن تستفحل، ويتمخض عنها جريمة تهدد أمن وسلامة هذا البلد الطيب.
التعاطف غير ظاهر
كما تحدث ل(الجزيرة) المواطن محمد النافع الذي قال: إن التعاطف مع الإرهابي غالباً لا يكون بشكل ظاهر وإن من يتعاطفون مع الإرهاب والإرهابيين لا يظهرون ذلك لمعرفتهم أن هذه الآراء شاذة وغريبة ولا يقرها أي شخص سوي في المجتمع ولذلك نجد أن هؤلاء غالباً ما يظهرون عواطفهم التفجيرية والتخريبية على صفحات الإنترنت .
خاصة في تلك المواقع التي يقوم عليها أشخاص من نفس هذا الفكر حيث يجدون في الإنترنت مجالا رحباً لبث سمومهم ومحاولة التأثير على غيرهم.
المتعاطف غير سوي
وأضاف المواطن خالد القحطاني قائلاً: إنه يجب علينا جميعاً عند الحديث عن هذا الموضوع وهو (التعاطف) معرفة أن من يتعاطفون مع الإرهابيي ن لا يشكلون أي نسبة وأن أكثر هؤلاء بحاجة إلى علاج نفسي حيث إن من يتعاطف مع هذه الفئة لا يعقل أن يكون شخصاً سوياً.
وبيّن القحطاني في حديثه ل(الجزيرة) أن جميع فئات المجتمع تعي وتعرف أن من يقوم بالتخريب والتفجير ليس سوى شيطان بجسم إنسان وأن هؤلاء شرذمة سيتم اجتثاثها بتضافر جهود رجال الأمن والمجتمع.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved