يقول إداري مخضرم - من أبناء المملكة - إن السعوديين لا يملكون ثقافة اقتصادية، ومثّل على ذلك بقوله: لا تجد مواطناً يضع جدولاً لحاجته الشخصية وما تتطلبه أسرته من مواد استهلاكية وغذائية سواء بشكل يومي أم أسبوعي أم شهري.. ولا حتى سنوي!
غياب هذه الثقافة التي يتحدث عنها صاحبنا أحدثت فوارق كبيرة منذ أيام الطفرة حتى يومنا هذا، وهي فوارق لا يلحظها عامة الناس، ولا يتحدث عنها - للأسف - ولا قلة من المختصين. العشوائية في العقار وفتح وإغلاق مئات المحلات التجارية وامتلاء أسواقنا بالمواد والحاجات المقلدة المسببة للخسائر المالية والأمراض البشرية، ورغم ذلك تنجح هذه المواد في الترويج لها دون حسيب أو رقيب.. كلها نتاج للثقافة الاقتصادية الضحلة لجُلّ المواطنين.
إذا رأيت رجلاً وامرأته يترددان على الأسواق ويملآن العربة بجزء مما يحتاجان والكثير مما لا يحتاجان، فلا تتعجب أن تسمعه يصيح بالقول: الراتب لا يكفي لنهاية الشهر.. وتزداد دهشتك عندما تعلم أن راتبه يتجاوز الخمسة والستة آلاف ريال شهرياً! الثقافة الاقتصادية المفقودة تجعل الفقير يزداد فقراً، وأخشى أن يتضاعف الأمر سوءاً في ظل الأحداث التي نشهدها باستمرار منذ الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001م، لا أحد يجد عيباً ولن يوصم الفرد بالبخل أو الشح لو رسم جدولاً صغيراً محدداً بالأيام والتاريخ، لما يحتاجه في أيام الشهر الواحد.. لنجربْ جميعاً عمل هذا الجدول ولنرَ نتائجه وآمل أن تكون نتائجه إيجابية - وهذا الأقرب -.
أحدهم.. ولا أدري أيكون (خبيثاً) أم (واقعياً) يقول: أي مشروع سيتبناه الرجل لثقافة اقتصادية ستدمره المرأة!!
وما أضعفنا أمام أسلحة النساء.. والله المستعان.
|