* واشنطن - الوكالات:
وسط موجة من الغضب بسبب صور لجنود أمريكيين يعذبون سجناء عراقيين عراة اعتذرت الولايات المتحدة عن سوء معاملتهم، وأعرب الرئيس الأمريكي جورج بوش عن اشمئزازه البالغ من إساءة معاملة الجنود الأمريكيين للسجناء العراقيين.
وكانت شبكة (سي. بي. إس) التليفزيونية الأمريكية عرضت في برنامج (سيكستي مينيتس 2) الأربعاء الماضي صورا لسجناء عراقيين عراة ومقيدين يتعرضون للضرب والتعذيب على يد جنود أمريكيين. وكانت قناة الجزيرة الفضائية بثت الصور من قبل مما أثار الغضب على نطاق واسع في منطقة متوترة أصلا بسبب الاحتلال الأمريكي للعراق.
ووجهت السلطات الأمريكية اتهامات بإساءة معاملة السجناء إلى ستة جنود أمريكيين. وقال بوش (أشارك (الآخرين) في الشعور بالاشمئزاز من طريقة معاملة هؤلاء السجناء). وقال بوش (تلك الطريقة لا تروق لي مطلقا).
وجاء الاعتذار الأمريكي على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر، وقال باوتشر: (إننا نأسف بشدة لحدوث ذلك لهؤلاء الناس وسنفعل كل ما في إمكاننا لنتأكد من عدم تكراره).
ومن بين الصور التي عرضتها شبكة (سي. بي. إس) صور تظهر سجناء رجال عراة مجبرين على أن يبدوا كما لو كانوا يمارسون الجنس مع سجناء آخرين. وسجناء آخرون موصلون بأسلاك كهربائية وصورة لسجين يقف على صندوق صغير وأسلاك كهربية موصولة بيديه وسجناء آخرون عراة تماما وهناك أسلاك كهربية موصولة إلى أعضائهم التناسلية.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ذلك وقال: إنه انزعج لإهانة السجناء العراقيين، كما أظهرتهم الصور. وقال إنه يتمنى أن تكون (حادثة منفردة).
وفي لندن قالت منظمة العفو الدولية إنها تلقت (تقارير عديدة) عن تعذيب وإساءة معاملة سجناء على يد قوات التحالف ومن بينها القوات البريطانية، وقالت المنظمة إن التعذيب شمل الحرمان من النوم والضرب وتغمية العينين فترات طويلة وإبقاؤهم في أوضاع مؤلمة وتعريضهم للضوء الشديد والموسيقى المزعجة. ودعت المنظمة إلى (إجراء تحقيق علني ومستقل تماما في جميع حالات التعذيب). وقالت المنظمة (لا يكفي بالنسبة للولايات المتحدة أن تقوم برد فعل عندما تعرض صور على شاشات التليفزيون).
وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إن هذه الأفعال (انتهاك صارخ للسياسة التي تعمل بموجبها قوات التحالف).
ونشرت صحيفة ديلي ميرور صورة تظهر جنديا بريطانيا يضرب معتقلا عراقيا بقطعة من إطار سيارة. وأمرت وزارة الدفاع البريطانية بإجراء تحقيق فوري بشأن إساءة معاملة السجناء وأدان بلير الحادث بوصفه (مخزيا).
كان بوش قد قال في إحدى كلماته بعد الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين (لن تكون هناك بعد الآن غرف تعذيب أو غرف اغتصاب أو مقابر جماعية في العراق. ونتيجة لذلك أطيح بصديق للإرهاب وهو يقبع حاليا في السجن).
ونقلت شبكة (سي. إن. إن) عن نائب مدير عمليات قوات التحالف في العراق الجنرال مارك كيميت قوله إن الصور (أثارت اشمئزازه). وأشار كيميت إلى أن التقارير الواردة عن إساءة معاملة السجناء العراقيين ستزيد تعرض عناصر الجيش إلى المخاطر.
وأشار إلى أن (قلة من الجنود ارتكبت تجاوزات في حق عدد قليل من السجناء)، وأكد أن الغالبية العظمى من الجنود تعامل الناس باحترام.وكان المتحدث باسم قوات التحالف قد التقى بمندوبي الصحف العراقية لمناقشة كيفية تناولها للحدث. وفي مقابلة مع الشبكة قال كيميت (لقد خذلونا.. من الصعب علينا تقديم أي تبريرات.. لقد تجاوزوا الخط وانتهكوا كل العقائد التي علمناها في الجيش عن الكبرياء والاحترام).
ويذكر أن مسؤولا عسكريا رفيع المستوى أشار في شباط /فبراير الماضي إلى إيقاف 17 جنديا من بينهم قائد كتيبة عن الخدمة حتى اكتمال التحقيق في وقائع تتعلق بسوء معاملة سجناء عراقيين.
وقرر عدد من المحطات المحلية لشبكة (ايه بي سي) الأمريكية الامتناع عن بث برنامج خصص لتلاوة أسماء الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في المعارك في العراق، وعددهم يفوق 520 جنديا. وخصص تيد كوبل، أحد أشهر صحافيي الشبكة التلفزيونية، كامل برنامجه الذي يتابعه عدد كبير من المشاهدين في الولايات المتحدة، لقراءة أسماء جميع الجنود الذين سقطوا في معارك، فيما ظهرت على الشاشة صورة كل جندي، وذلك على مدى أربعين دقيقة.واستوحى كوبيل فكرة الحلقة من موضوع نشرته مجلة لايف في 1969 تضمن أسماء وصور جميع القتلى من الجنود الأمريكيين خلال أسبوع واحد في حرب فيتنام.
وأثار هذا العدد من المجلة مشاعر غضب عارمة في أوساط الرأي العام الأمريكي ضد الحرب في فيتنام واتهم المحافظون كوبيل بمحاولة إثارة معارضة شعبية مماثلة للحرب في العراق.
واعتبر الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى العراق الأخضر الإبراهيمي أن طريقة تعامل الجنود الأمريكيين مع السجناء العراقيين حسب الصور التي وزعت أخيرا هي (شيء مزعج للغاية وغير مقبول نهائيا). وقال الإبراهيمي في تصريح إلى تلفزيون (العربية) الذي يبث من دبي (إنه شيء مزعج للغاية وغير مقبول نهائيا ومن حق المجتمع الدولي أن يطالب الولايات المتحدة ألا تتكرر مثل هذه الأعمال). كما دعا إلى أن ينال المسؤولون عن هذه الأعمال (جزاءهم).
|