Saturday 1st May,200411538العددالسبت 12 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

18-6-1391هـ الموافق 10-8-1971م العدد 355 18-6-1391هـ الموافق 10-8-1971م العدد 355
هل من الأفضل للمرأة المتزوجة العمل أم لا؟..

ذهبت لزيارة ابنة أخي بعد ظهور نتائج كفاءة اعداد المعلمات لأهنئها على حصاد ثمرة استمرت في زراعتها تسع سنوات لتخرج إلى حقل التدريس في مجال تمد فيه بنات جنسها بكل ما سينفع ويساعد على أداء حياة سعيدة هانئة، فاستقبلتني بثغر باسم ونفس جميلة شاكرة لي قدومي إلى منزلها، وطلبت مني الدخول إلى غرفة الاستقبال حيث وجدت عدداً من بنات العائلة يتناقشن في موضوع هام، فدخلت معهم في جوانبه، قالت احداهن وهي ابنة أختي: ما رأيك يا خالي، هل تفضل أن تعمل المرأة خارج منزلها أم لا؟
قلت لها: إذا كان في إطار الحشمة والوقار وعدم استغلال مصالحها على حساب زواجها وأمومتها، ولكن الذي أفضله أن تتفرغ لتربية أبنائها لأنه في اعتقادي أن تربية أم لابنها تربية سليمة ناضجة كي يساهم في خدمة المجتمع تساوي كل ثروات الدنيا لأنها قد أدت وظيفة أسمى وأرقى من أي وظيفة أخرى.
قالت لي الأخرى: ولكن يا أخي ألا يمكن أن تستعيض المرأة المتزوجة العاملة بخادمة تقوم مقامها في المنزل في إعداد الطعام وتربية الأطفال؟؟
قلت لها: وهل عمل الخادمة كعملها هي؟ ثم لماذا تلجأ إلى العمل ما دامت متزوجة وتحت عصمة رجل لا بد أن يكون ذا كفاءة ومقدرة في جلب متطلبات الحياة والتعاون معها في التغلب على مصاعب الحياة، أما عن تربية الأطفال فقد ثبت لعلماء التربية والنفس أن الأطفال الذين ينشؤون ضعاف الشخصية معقدين في أمورهم ونظرتهم إلى الحياة مصدره فقد حنان الأمومة وعدم وجود الرعاية الكاملة وقت الطفولة، فلو تقدم أحدهما على الآخر أي الغذاء على الحنان نشأ شرسا جاف الطباع ميالا إلى المغامرة والمخاطرة، ولو تقدم الحنان على الغذاء ضمر جسده وكان عرضة للأمراض، وهل حنان وحب الخادمة كحنان وحب الأم؟ بطبيعة الحال الجواب واضح.
قالت لي صاحب الدعوة: وماذا لو كان الرجل غير قادر على ايفاء كل ما تتطلبه الحياة الزوجية، أو كان مريضاً غير قادر على العمل؟.
قلت لها: يا ابنة أخي، الزواج شركة بين الزوج والزوجة دعائمها الحب والإخلاص والتضحية والتعاون والتفاهم حتى يمكن السير بها إلى شاطئ الأمان، فلو كان الرجل ذا مرتب لا يستطيع به ايفاء كل ما تتطلبه الحياة الزوجية على الزوجة أن لا تثقل كاهله، بل تكون اقتصادية في توفير شيء من المرتب حتى تستطيع جلب كل ما تريده لمنزلها من الأشياء الضرورية لها وتترك الكماليات لوقت تكون قادرة على إيجادها دون إرهاق.
أما لو كان الرجل مريضا، لا سمح الله، فهذا هو وقت التضحية والتعاون، فعليها عندئذ تدبر العمل في حدود طاقتها كي تصون رجلها وبيتها من التهدم والتذلل للسؤال؛ لأنه يجب على المرأة أن تقف إلى جانب زوجها في كل كبيرة وصغيرة.
فقالت لي ضاحكة: إلى هذه الدرجة ترى أن تكون طاعة المرأة لزوجها؟
قلت لها وأنا جاد في كلامي: ألم تسمعي بالحديث المروي عن الديلمي لأنس بن مالك رضي الله عنه، عن الرسول عليه الصلاة والسلام: ( لو كنت آمرا أحداً أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل الله لهم عليهن من الحق).
قالت لي: صدقت في قولك، ولكن بعض الرجال يغالون في هذا الحق إلى أبعد الحدود.
قلت لها: الأصابع ليست متساوية، والله سبحانه وتعالى قد خلق الناس أطوارا في كل شيء، ولكن يجب على الزوج أن يراعي حق زوجته كما تراعي هي حقه حتى ترفرف نسائم السعادة على البيت السعيد.
قلت لها: الدين الإسلامي دين العدالة والحق والمساواة والسلام، دين قوانينه وشرائعه وضعت من خالق الطبيعة وموجودها فهو أعلم بمصلحة عباده، وهي قوانين صالحة لكل زمان ومكان بخلاف القوانين الوضعية التي تتغير في كل زمن ووقت، لأنها من وضع البشر، فالله عز وجل قال في كتابه: {َلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ} فهو لم يرفع تلك الدرجة إلا وحمل الرجل مسؤولية النفقة والسكن وجميع متطلبات الحياة. ثم المرأة لم تنل حقوقها كاملة مثلما نالتها في ظل الإسلام، كانت تدفن حية عند العرب الجاهليين، وكان الفرس والرومان يعتبرونها رجسا من أرجاس الشيطان، وأنها أحبولة لا يجوز لها الكلام، فأي حق تريدين ما دام الإسلام والشريعة ألزما الرجل برعاية المرأة رعاية كاملة بالمعروف، ثم المسألة ليست مسألة شقاق أو نزاع، إنما مسألة خلاف يسيطر حول مهمة كل من الطرفين في الحياة يزول إذا ساد التفاهم والتعاون والتضحية.
ودار الحديث وتناولت على كثير من الاستفسارات أجوبتها ولم نتوصل إلى الغاية التي نريدها، فاقترحت صاحبة الدعوة بكتابة ما دار في الحديث إلى صفحتك، ونتوصل إلى الشيء الذي نريد وهو:
هل الأفضل للمرأة المتزوجة العمل خارج منزلها أم لا؟؟
فما رأي قرائنا وقارئاتنا بهذا الموضوع.

محمد مولدار


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved