في مثل هذا اليوم الأول من مايو من عام 1960م، تم إسقاط طائرة تجسس أمريكية من طراز يو2 أثناء قيامها بالتجسس فوق أراضي الاتحاد السوفيتي. وقد أدى الحادث إلي عقد قمة هامة بين الرئيس دوايت إيزنهاور والزعيم السوفيتي نيكيتا خرشوف، تم الإعداد لها في أواخر الشهر نفسه.
كانت طائرة التجسس يو2 إحدى بنات أفكار وكالة الاستخبارات المركزية، وكانت تعد إحدى روائع التكنولوجيا المتقدمة.
وكانت الطائرة - التي يمكنها الطيران على ارتفاع أكثر من 70,000 قدم - مجهزة بأرقى معدات التصوير التي يمكنها، كما كانت تدعي المخابرات الأمريكية وتتفاخر، التقاط صور شديدة النقاء لعناوين الصحف الروسية أثناء طيرانها. وقد بدأت رحلات الطيران فوق الاتحاد السوفيتي في منتصف 1956، حيث أكدت المخابرات الأمريكية للرئيس إيزنهاور أن الروس لا يملكون أسلحة مضادة للطائرات متقدمة بصورة كبيرة تمكنهم من إسقاط طائرة التجسس هذه.
وفي 1 مايو - أيار 1960، اختفت الطائرة يو2 والتي كان يقودها الطيار فرانسيس جاري أثناء رحلتها فوق الأراضي الروسية. وقد أكدت المخابرات الأمريكية مرة أخرى للرئيس على أنه حتى في حالة ضرب الطائرة فإنها مزودة بآليات تدمير ذاتي تجعل حطامها غير ملحوظ كما أن الطيار لديه تعليمات بقتل نفسه في هذا الوقت. وبناء على هذه المعلومات أصدرت الحكومة الأمريكية بياناً غامضا أوضحت فيه أن طائرة جوية انحرفت عن مسارها الصحيح ويفترض أنها قد تحطمت في مكان ما في الاتحاد السوفيتي. بيد أن خرشوف أعلن دون أن يبدو عليه أدنى علامات الغبطة والسرور عن واحدة من أهم أحداث الحرب الباردة ألا وهي تحطيم الطائرة يو2 وإلقاء القبض على الطيار حياً. واضطر أيزنهاور آسفاً إلى الاعتراف علانية بأن الطائرة بالفعل كانت طائرة تجسس أمريكية.
وفي 16 مايو - أيار بدأت أعمال مؤتمر القمة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبريطانيا العظمى وفرنسا في باريس. وبحث المؤتمر القضايا الخاصة بوضع برلين والسيطرة على الأسلحة النووية. وأثناء افتتاح المؤتمر، شن خرشوف انتقاداً لاذعاً ضد الولايات المتحدة وأيزنهاور ثم خرج من القمة. وانهار الاجتماع على الفور وتم إلغاء مؤتمر القمة. واعتبر أيزنهاور (فوضى يو2 الغبية) واحدة من أسوأ الكوارث خلال فترة رئاسته. هذا وقد تم إطلاق سراح الطيار فرانسيس جاري باورز في عام 1962 مقابل إطلاق سراح جاسوس سوفيتي كان قد تم إلقاء القبض عليه من قبل.
|