Saturday 1st May,200411538العددالسبت 12 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحقيقة الحقيقة
هزيمة بطعم العلقم
سعود عبدالعزيز

وضعت التخبطات الفنية التي قادها الأرجنتيني روميو منتخبنا الوطني في موقف صعب ولم يعد هناك سوى بصيص من الأمل لبلوغ أثينا بعد أن أصبح مصيرنا يحدده الآخرون ولا تتحكم فيه الاجتهادات التي سيقدمها لاعبونا في المواجهة الأخيرة أمام العراق!!
منتخبنا أمام الكويت كانت (الفوضى) والعشوائية هي المسيطرة على أدائه ولم تكن هناك اضافات فنية يمكن ملاحظتها طوال سير المباراة، وهذا يؤكد أن المدرب لم يكن الرجل المناسب لقيادة منتخبنا في مثل هذه التصفيات المهمة والحاسمة!
أخطاء روميو بدأت منذ اللقاء الأول ضد الكويت الذي انتهى بالتعادل السلبي، فقد وضح من خلال مجريات المباراة أنه لا يعرف قراءة أحداث اللقاء فالتبديلات التي يجريها تضر الفريق ولا تخدمه، ودائماً تقتصر على اخراج ثنائي الهجوم واحلال بدلاء عنهم وكأنه يريد ارضاءهم على حساب النتائج، وفي المباراة الثانية أمام العراق، حققنا الفوز بهدف ناجي مجرشي لكننا لم نكن الأفضل وكدنا نتعادل لكن نشأت أكرم أضاع ضربة جزاء وفي لقاء العراق كانت هناك أخطاء فنية ضخمة حجبها الفوز لتظهر واضحة في مباراة عُمان عندما تلقى المنتخب هدف التعادل في الثواني الأخيرة ليضيع فوزاً كان في متناول اليد والسبب يعود لأخطاء المدرب روميو التي تتكرر مع كل مباراة ومع هذا لم يتحدث معه أحد لتعريفه بها، لتتواصل تخبطاته في لقاءي العودة مع عُمان في مسقط وفي الكويت في جدة التي شهدت الخسارة المريرة التي قلصت حظوظ الأخضر الأولمبي في الوصول الى اليونان.
روميو تتركز أخطاؤه في أنه مدرب سريع (التوتر) فلا يستطيع السيطرة على انفعاليته وبسببها ضاع (حلم) الوصول الى الأولمبياد، بمباراة الكويت خاض الدقائق الأخيرة بأسلوب عشوائي (4) مدافعين ولاعب وسط وحيد و(5) مهاجمين ولا ندري كيف سيتم ايصال كرة الهدف اليهم بعد أن فرغ منطقة المناورة من اللاعبين تماما ليستغل مدرب الكويت هذا الخطأ الفني القاتل ويلعب على الهجمة المرتدة التي جاء منها هدف المباراة الوحيد مع اطلاق الحكم صافرة النهائة!!
التبديلات الخاطئة التي أجراها روميو في مباراة الكويت وفي اللقاءات السابقة كانت مكررة ولم تثمر عن نتيجة ايجابية بل زادت المعاناة وساهمت في الخروج المر لكنه أصر على الاستمرار فيها لندفع الثمن غالياً، (ولو) تمعنا مثلاً في الأسماء التي استدعيت لوجدنا أنه (ضم) (6) مهاجمين لمباراة الكويت وهم صالح بشير، عبدالرحمن البيشي، بندر تميم، أحمد الصويلح، ياسر القحطاني، ناجي مجرشي، وهم بالمناسبة لاعبون جيدون وامكانياتهم الفنية عالية لكنهم لم يفيدوا الأخضر الأولمبي والدليل هو أن منتخبنا هو الأقل نسبة في تسجيل الأهداف بواقع هدفين فقط في جميع مباريات التصفيات وقد سجلا عن طريق صالح بشير في مباراة عُمان وناجي مجرشي في لقاء العراق لكن لماذا التهديف ضعيف رغم وجود مهاجمين جيدين؟ السبب يعود لعدم وجود صانع كرة الهدف ولاعب الوسط الجيد القادر على تزويد المهاجمين بالكرات السليمة التي تضعه في مواجهة المرمى (نعم) هناك لاعبون أفضل من الذين تم استدعاؤهم وأعمارهم تسمح لهم بالتواجد في صفوف المنتخب الأولمبي لكن الاختيار تخطاهم حتى ضاعت فرصة بلوغ الأولمبياد لتضيع معه فرصة تواجد جيل كامل في المحفل الدولي الكبير، والسبب يعود للتخبطات الفنية التي قادها روميو ودفعنا الثمن غاليا (ولو) قدر ابعاده واسناد المهمة لابن الوطن ناصر الجوهر بعد لقاء عُمان لكنا في وضع أفضل!!
إن المتابع لقائمة المنتخب الأولمبي يشعر بشيء من الحزن بعدم منح الفرصة للاعب الوسط الأيسر لنادي الرياض بدر الدوسري ولزميله نجم الوحدة ماجد الهزاني والموهبة القادسية القادم باصريح ولمحسن القرني ومحمد سعد والحسن معاذ والغفيض وعناصر أخرى كانت قادرة على اضافة اللمحة المطلوبة لخط الوسط الذي كان (أم المشاكل) الفنية للأخضر الأولمبي لكن روميو أغفلها واستمر على العناصر الموجودة معه التي أثبتت المباريات أنها غير قادرة على أداء دورها بالشكل المطلوب.
إن التصفيات الحالية التي أخذت وقتاً زمنياً طويلاً كانت كفيلة بتجهيز العناصر التي ذُكرت من جميع النواحي اللياقية والبدنية والفنية لكن المدرب الذي قضى وقتاً طويلا تجاهلها واقتصرت اختياراته على استدعاء مهاجم وخروج آخر حتى حدثت الكارثة وإلا ما معنى استدعاء ياسر القحطاني وهو المبتعد عن تدريبات فريقه في اللحظات الأخيرة واشراكه في جزء من مباراة الكويت يشفق عليه كل من شاهده!.
إن المرحلة القادمة وبعد خروج منتخباتنا السنية (ناشئين، شباب، أولمبي) من جميع البطولات الدولية للأعوام القادمة تحتاج الى اعادة نظر في عملية توحيد الأجهزة الفنية بالتعاقد مع مدربين من بلد واحد بشرط التأكد من سيرتهم الذاتية وأنهم من الأسماء التدريبية القادرة على صقل المواهب وتطويرها مع ضرورة الاهتمام بالرياضة المدرسية وزيادة المنافسات لدوري الناشئين والشباب واعادة الدراسة لدوري تحت (23) سنة فثلاث أو أربع مباريات ليست كافية للحكم على اللاعب الأولمبي كما حدث في الموسم الماضي.
محطات ساخنة
** الدعم السخي الذي قدمه رجل المال والأعمال خالد البلطان لنادي النصر في حالة تحقيقهم الفوز على النادي الأهلي في المباراة القادمة يستحق الشكر والتقدير وهي بادرة غير مستغربة على أبو الوليد.
** في العام الماضي ومع بداية عمل الهولندي آدديموس حقق الهلال الفوز في جميع الفرق المتأهلة للمربع الاتحاد، الأهلي، القادسية، النصر وتحدث الهلاليون عن هذا الموقف طويلاً وفي الموسم الحالي خسر الهلال من فرق المنافسة لبلوغ المربع النصر، الاتحاد، الأهلي، الشباب لكن هذا الموضوع تم الصمت عنه لماذا وكيف..؟!
** إدارة الشباب التي يقودها الخبير الأمير خالد بن سعد قدمت في الموسم الحالي نموذجاً للعمل الاداري الاحترافي الذي أثمر عن احتلال الفريق لمرتبة الوصافة وبلوغه للمربع الذهبي ومرشح بقوة للوصول للمباراة النهائية، القرارات الادارية الشبابية الجريئة والشجاعة المتمثلة بالسماح للاعبين المتقدمين سنا بالاحتراف في أندية أخرى واعطاء الفرصة للعناصر الصاعدة يجب أن يتعلم منها الآخرون الذين تزدحم كشوفاتهم بلاعبين لم يعودوا قادرين على العطاء!
** غداً لقاء الزمالك والهلال... الأوضاع الفنية للفريقين العربيين الكبيرين ليست على ما يرام فالنادي القاهري تعرض للهزيمة من بطل رواندا دفع ثمنها الخروج من البطولة الأفريقية أما الهلال فإن أوضاعه الحالية لا تعطي انطباعاً على أنه سيقدم ما هو مأمول منه!
** الشلهوب، الدعيع، التمياط، أبوشقير ونجوم آخرون تعرضوا للاصابة لتخسرهم أنديتهم والمنتخب، والسبب هو الارهاق نظراً لكثرة المشاركات!.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved