Saturday 1st May,200411538العددالسبت 12 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بمناسبة مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.. آل الشيخ: بمناسبة مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.. آل الشيخ:
الأمة الإسلامية ترفض أن يزايد عليها الغرب.. والإسلام حمى الأقليات ورعى الفوارق المذهبية منذ نشأته

* الرياض - الجزيرة:
أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ رفض الأمة الإسلامية أن يزايد عليها الغرب أو يزايد عليها مَن يتهمون الإسلام بأنهم هم الذين يحمون الأقليات باختلاف الدين أو هم الذي يحمون رعاية الفوارق المذهبية أو الدينية أو نحو ذلك.وأبان معاليه -في تصريح لمختلف وسائل الإعلام- أن الإسلام حمى الأقليات باختلاف الدين، ورعى الفوارق المذهبية أو الدينية، وقال: إن هذا موجود قبل أن يهتم به الغرب في صميم شريعتنا، وفي صميم سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، بل نجد اليوم أن المجتمعات الغربية في دوائرها الفكرية والعلمية والبحثية، أو في دوائرها الإعلامية، نجد أنهم يكيلون الأمور بمكيالين، ويقولون: لا بد أن تقبلوا بالآخر، لا بد أن تتعدد المذاهب، ولا بد أن تمكنوا أصحاب الديانات، لا تحاربوا هذا، اجعلوا هناك تعددية، ونحن الذين نمتلك هذا الأمر أساساً.
وأوضح معالي الشيخ صالح آل الشيخ -في السياق نفسه- قائلاً: إنه في الواقع نجد أنهم هم الذي يسيرون ثقافة الأحادية، فما العولمة إلا مظهر من مظاهر الأحادية في الثقافة والاقتصاد، والسيطرة والهيمنة من فريق واحد وفئة واحدة، واليوم نجد أن امتهان كل الكرامات الإنسانية الموجودة لأجل سيطرة الفريق الواحد، وفي الحقيقة إن هذا يطعن في مصداقية ما يرددونه، ونحن نمتلك المصداقية تاريخاً وحضارة في مبادئنا وأدلتنا، وكذلك في واقعنا الإسلامي في التاريخ الطويل.
ونبَّه معاليه الذي يشارك في المؤتمر السادس عشر للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي يعقد حالياً في جمهورية مصر العربية إلى أنه هناك أيضاً اليوم دعوة من الغرب إلى توحيد الفكر، وأن يكون هناك فكر موحد في العالم، وقال معاليه: إن هذا يعني إلغاء الديانات والثقافات على أن يكون لها وجود بارز، وأن يكون الفكر الآخر موجوداً وجوداً ضعيفاً ومنزوياً يمارس ما يريد بشكل انفرادي لا بشكل ظاهر، ويريدون السيطرة لثقافتهم وأفكارهم، وهذا لا شك يطعن في الكثير مما يرددونه.
وعن المؤتمر السادس عشر للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي يعقد حالياً في مصر، قال معاليه في معرض تصريحه: إن المؤتمر يبحث هذا العام عن موضوع التسامح في الحضارة الإسلامية، ومحاوره عرضت الكثير فيما يتعلق بهذا الموضوع، منها أدلة التسامح في الكتاب والسنة، ومظاهر التسامح في العهد النبوي وفي عهد الخلفاء الراشدين، وتاريخ التسامح من الواقع العملي، ومفهوم التسامح، وموضوعات الإرهاب، والجهاد، والعلاقات الدولية، والإسلام وعلاقة ذلك بالتسامح.وأضاف معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد قائلاً: إن موضوع المؤتمر في الحقيقة والبحوث التي فيه تعطي الفكرة التامة عن التسامح في الحضارة الإسلامية عملياً، وعن الواقع القوي والعزة التي كانت تعيشها الأمة الإسلامية في ماضيها؛ حيث كان التسامح من منطلق القوة والتمكن، وليس من منطلق الضعف وترك الأمور.وأكَّد معالي الشيخ صالح آل الشيخ أن موضوع المؤتمر يأتي في وقت مهم، وقال: لا شك أن النظرة دائماً للتسامح من قِبَل العديد من الباحثين والمفكرين وعلماء المسلمين بعضهم ينظر إليها على أنه نوع من التنازل عن الكثير من عزة المسلمين، ومما جاء في النصوص، وبعضهم ينظر إليها أنه تبيين لصفحة ناصعة من صفحات هذا الدين تشريعاً وتنظيماً وحضارة، وهذا هو الصحيح أنه يجب أن نبرز ما عندنا في ظل الاعتدال والوسطية المطلوبة، وليس معنى التسامح الذي نعرضه أنه تنازل عن الحقوق أو تفريط في الواجبات، بل هو تسامح في ضوء ما جاء فيه النص، وعما مارسته الحضارة الإسلامية عملياً في عقودها والقرون المختلفة.واستطرد معاليه يقول في الشأن ذاته: أن التاريخ الإسلامي سطَّر لنا أروع الأمثلة في التسامح مع أهل الذمة ومع المخالفين حتى في حال الحرب، الحرب فيها نوع من التسامح في الممارسات العملية الإسلامية، إذا نظرنا إلى الحضارات والأمم الأخرى نجد أن هذه الحضارات لم تُراع مبدأ التسامح وقبول الديانات المختلفة على أساس لا إكراه في الدين، وقبول الممارسات الخاصة المختلفة التي يمارسها غير المسلمين في بلاد المسلمين لم نجد تسطيراً له أو تأليفاً إلا في الحضارة الإسلامية أو في التراث الإسلامي.
وأشار معاليه -في الصدد نفسه- إلى أن هناك مؤلفات كثيرة، سواء ما اعتمد فيه على النص أو ما اعتمد فيه على هدي الصحابة والعهد العُمري ونحو ذلك، تؤكد أن لأهل الذمة والمستأمنين وللمعاهدين ولمَن يتعاملون ويتواصلون مع المجتمع المسلم ومع الدولة الإسلامية والحضارة الإسلامية أن لهم الحقوق الكثيرة التي تظهر أن هذا الدين متسامح معه، بل أول مَن بدأ هذا التسامح هو النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما هاجر إلى المدينة المنورة وضع الوثيقة الشهيرة بين المسلمين وغيرهم، وهي تُشعر بقبول أنه مع إعلان الدولة ومع بداية الدولة الإسلامية في المدينة أنه قبول لوجود غير المسلمين ووجود اليهود ووجود النصارى في كل الدولة الإسلامية.
وشدَّد معالي وزير الشؤون الإسلامية على أن الحضارة الإسلامية فيها التسامح كما أن فيها العزة، فيها لين الجانب وصدق التعامل كما أن فيها الوفاء بالمواثيق والعهود مع الجميع، وفيها أيضاً القوة وتطبيق الأحكام الشرعية. وقال معاليه: نحن الآن في هذا المؤتمر نشارك بالنظرة المتوازنة الشاملة للإسلام بكامله من جهة الشريعة والأحكام، ومن جهة تاريخ الإسلام في التعامل، فلا نفرط بعزة المسلمين وقوتهم وما كانوا عليه وتاريخهم ورعيلهم السابق، داعياً معاليه إلى فتح الباب للتسامح واللين الذي جاءت به الشريعة في النصوص، وليس من منطلق التعصب المذموم الذي ليس له دليل أو نص، لأنه هناك مَن يمارس بعض الاشياء التي فيها عرضة للتسامح من غير دليل شرعي يركن إليه، لهذا طرق هذا المؤتمر في بداية جلساته طرقاً حسناً في هذا الموضوع، وستتوالى الطروحات، ومعلوم أن مثل هذه الموضوعات تختلف فيها وجهات النظر، لكن يتباحث عدد كبير من العلماء والباحثين في هذا الموضوع ونرجو للجميع التوفيق.وحول الفائدة والثمرة من هذه الدورة، قال : دائماً المؤتمرات التي يحضرها العلماء والمسؤولون في الشؤون الدينية والإسلامية في العالم الإسلامي ويحضرها بعض الباحثين من أوروبا وغيرها تفيد في النقاش والحوار، والبيان في أن توارد الأفكار ومناقشتها يثمر تحديد قناعات شرعية محددة، وتلاقح الأفكار، وأن يهدي بعضنا بعضاً، وأن يرشد بعضنا بعضاً، وأن يكون هناك فتح أفق أوسع في نقاش هذه الموضوعات. لا شك أن الجميع إذا استمعوا إلى هذه البحوث الكثيرة التي قد تقارب ستين أو سبعين بحثاً برؤى مختلفة، وطرق مختلف، منها النطاق النصي الشرعي، ومنها الفكري والتاريخي والميثاقي، في العلاقات الدولية، وفي الأنظمة والقوانين، سيعطي الجميع إيحاءً بشيء هو ثمرة هذه الأمور التي تلقى، وسيحمل الجميع الرسالة.وعن التوصيات التي يُرجى أن تنفع الأمة من وراء هذه المؤتمرات، قال معاليه: إن التوصيات قد لا تكون ملزمة في مثل هذه المؤتمرات، لكن تبادل الأفكار وطرحها يجعل الجميع يحمل الرسالة التي نريد، وهذه الرسالة متنوعة بلا شك، ويختلف الناس في تفاصيلها، لكن في الجملة يكون هناك تقارب بين علماء ومفكرين في هذه الأمة في وجهات نظرهم في هذه الموضوعات الحساسة التي تطرح دائماً. موضوع التسامح الآن يطرح كثيراً، وموضوع الإرهاب يطرح وسيطرق في المؤتمر، وموضوع الخطاب الديني يطرح، ما هي حدود هذه الأمور بما يجعلنا لا ننحسر، كذلك يجعلنا نتقدم برؤانا الدعوية والإصلاحية في المجتمعات الإسلامية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved