Saturday 1st May,200411538العددالسبت 12 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فقيد الوطن محمد الجميح فقيد الوطن محمد الجميح
محمد بن حمد المالك

بقلوب مؤمنة بقضاء الله، راضية بقدره، قابل- ليس آل الجميح وحدهم، بل ومعظم سكان المملكة، وعلى رأسهم ولاة الأمر والعلماء والمسؤولون- نبأ وفاة الشيخ محمد بن عبدالله الجميح عميد أسرته وعميد ورائد الأعمال الخيرية والوقفات الإنسانية، ومضرب المثل في الكرم وأداء الواجبات الاجتماعية. فهذا الرجل الفاضل- الذي من خلال علاقته الوطيدة بوالدي رحمه الله وبكافة أفراد أسرة المالك- ربطتني به صلة صداقة ولقاءات مستمرة اكتشفت أثناءها رغبته الصادقة في علاج قضايا إنسانية خيرية متعددة، فما من بيت من بيوت الله يقام إلا وتجد آل الجميح- رحمه الله - ممثلين فيه، يساهمون مساهمة كبيرة في بنائه، وفي رمضان تنهال زكواتهم وصدقاتهم على الجمعيات الخيرية والأسر المحتاجة، والملفت للنظر أنه- أسكنه الله فسيح جناته- يتابع بنفسه وصول المبالغ لمستحقيها، وعندما يكتظ مجلسهم كل ليلة بالأصدقاء والزائرين والمحتاجين تجده غفر الله له لا يتوقف عن الترحيب بهم وعلامات السرور والارتياح لايخلو منها وجهه لحظة واحدة، وفي النهاية يكرر ترحيبه- بالذات بالمحتاجين، يودعهم ويطلب منهم مراجعته بمكتبه في اليوم التالي للنظر في طلبهم، ولم يمنعه كبر سنه من حضور المناسبات وأداء الواجبات، كالسلام على ولاة الأمر والعلماء، وزيارة المرضى، وتقديم العزاء لذوي الموتى، وحضور مناسبات الزواج، ونيابة عن أسرته وشركائه تجده -أسكنه الله فسيح جناته- في مقدمة الحاضرين والداعمين لأي شيء يقصد به وجه الله أو أي مشروع وطني، ولا أذكر أن الصحف نشرت أسماء المتبرعين لهذا او ذاك إلا واسم آل الجميح ممثلين بمحمد الجميح في مقدمتهم، ومساهمات آل الجميح التي يتبناها بنفسه باسم أسرته لايتوقف نفعها على الرياض مثلا أو مسقط رأسه شقراء، فمعظم بلدان المملكة وخارجها استفادت منهم فائدة كبيرة، وما من كتب دينية أو اجتماعية مفيدة إلا وتجده رحمه الله يحرص على أن تطبع على حساب شركة الجميح، كما أنه باسم أسرته على رأس الداعمين لمدارس تحفيظ القرآن الكريم ،وبودي أن أتطرق إلى ذكر محاسنه التي يصعب حصرها لكن مصابي فيه ومصاب أسرتي الذي لايقل عن مصاب ذويه أنساني الكثير منها، ولايسعني أمام هذا المصاب الجلل إلا أن أسأل الله بحق السائلين عليه وبصفاته العلا ،وأسمائه الحسنى أن يتغمد الفقيد الغالي بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يجزيه أحسن الجزاء لقاء كل ما بذله وقدمه من أعمال خيرية لاتحصى ولا تعد، وأن يجعله ممن ينادى به غدا في الدار الباقية (كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية) وأن يجبر مصاب أهله وذويه ومحبيه فيه، وأن يبارك الله في أولاده، ويجعلهم خير خلف لخير سلف، كما أرجوه تعالى أن يديم على أبنائه وأبناء أخيه محمد وعبدالرحمن وحمد أبناء عبدالعزيز الجميح وكافة أفراد أسرته نعمة المودة والمحبة وصلة القربى التي سار عليها طيلة حياته وتمنى من أعماق قلبه- إلى أن واجه ربه- أن يستمروا عليها من بعده والحمد لله على قضائه وقدره.
و(إنا لله وإنا إليه راجعون)


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved