** كم من امرأة تحمل جرحها في قلبها وتمضي..
تعارك الحياة..
تعارك البلادة في الأشياء حولها..
تستيقظ الصباح.. تضج مع الأطفال..
تذهب إلى عملها..
تعود..
وجرخ غائر لا يندمل..
وقلب فاتر.. نسي كيف تكون المشاعر مشتعلة..
والحياة جميلة..
نسي كل كلمات العتب.. وكلمات الحب.. ونسي حتى لغة الشكوى والأنين..
** كم من امرأة..
تنظر إلى هذا الشماغ المعلق على شماعة بجانب السرير..
وكأنه لا يعنيها..
ليس بينها وبينه أي رائحة حياة..
أو رمق من تشابه..
مرت السنوات وهي لا تدري كيف تخرج..
كيف تهرب..
كيف تقول إنني غير سعيدة..
لا تدري ماذا تعني السعادة.. ولا تدري ماذا يعني الحب لأنها لم تعرفهما قط..
بدت الأيام متشابهة.. متماثلة..
وهل تعمل وتحمل وتنجب.. والأطفال يكبرون
وهي تمضي الأوقات..
في إعداد أطباق (الحلى) وأكلها مع الزميلات في العمل..
يتكور جسدها..
وينتظم قلبها بالعادية والمكرور..
لا شيء مختلف.. لا شيء يحمل وتيرة جديدة..
وهذا الشماغ المعلق لا يشي بأي شيء.. لا يهيل التراب على قلبها المجروح فيئده إلى الأبد..
ولا يذر الملح على الجرح فيشعله ويوجعه حتى يصرخ.. فيوقظ النائمين..!
** كم من امرأة تعيش بصمت.. وببرود يشبه الثلج..
لا تستطيع أن تحل مشكلاتها كل المحاكم..
وكل دواوين المظالم
وكل هيئات حقوق الإنسان.. وكل إدارات حماية المرأة والطفل.
هناك جرح.. اعتادته واعتادها..
لا تنجع معه المعالجات الخارجية..
** هناك نساء مجروحات..
يعشن وهن لا يعشن..
يتوهمن أن الحياة لا تقبل إلا هذا الشماغ المعلق على شماعة بجانب السرير..!!
|