لقد منّ الله على هذه الدولة بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى (من أهمها أن جعلها خادمة للحرمين الشريفين). فإننا نرى مقدار حرص قيادتنا الرشيدة بتلبية حاجات الأمة الإسلامية والمسلمين في كل مكان وذلك على سبيل المثال لا الحصر العمل الدائم والدؤوب على توسعة الحرمين الشريفين وتكفلت منفردة برصد الميزانيات الكريمة السخية لذلك، وكذلك اهتمت بإقامة الصرح الشامخ لطباعة المصحف الشريف وتفاسيره بلغات عديدة ؛ لذا فإن المواطن يشعر بالسعادة والابتهاج والاعتزاز حينما يزور أي مسجد في العالم ويرى مصحف مطبعة الملك فهد هنا وهناك ، فيجد نفسه شاكرا الله أن هيأ لنا من يقوم بواجبه نحو خدمة الإسلام والمسلمين في الداخل والخارج في أنحاء المعمورة.
كما انه كم من إخواننا المقيمين حريصون على استمرار دراسة أبنائهم في مدارسنا لينهلوا من عذب مناهجنا لما لمسوه من تميز فيها ولما يجدوه في البيئة النظيفة التي ترفع راية التوحيد وتهيئ المناخ الذي يحبب ابناءهم في الحرص على الصلوات الخمس في المساجد وصلاة الجمع والأعياد والاستسقاء والخسوف والكسوف ، مما لا يتهيأ في كثير من الدول العريبة والإسلامية وكذلك امتلاء المساجد والإقبال على حفظ القرآن الكريم والمسابقات الدولية والمحلية والجوائز القيمة ، كل ذلك لنشر كتاب الله بحفظه والعمل به والدعوة إليه وما له من أثر تربوي على الصغير والكبير.
ونحن الآن بصدد الاحتفال السنوي السادس للمسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات في الفترة من 12-19 ربيع الأول 1425هـ خدمة لكتاب الله ونشره، وتشجيعا للناشئة والشباب على الإقبال على كتاب الله بحفظه لتبني شخصية المسلم والمسلمة، كما ان هذه الجوائز القيمة تشجع وتحفز النشء على الحرص لإكمال حفظ القرآن كاملا وبالتدرج حيث ان هناك جوائز قيمة تتراوح ما بين 16.000 - 70.000 ريال للمتسابق الفائز ممن حفظ خمسة أجزاء، عشرة أجزاء، عشرين جزءا، والمصحف كاملا مع التفسير للمعنى الإجمالي مع أدراك سبب النزول ومعرفة معاني المفردات .
وانني ككل مسلم محبا لربه وقرآنه وأمته المسلمة أرفع يدي بإخلاص للعلي القدير ان يجزي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان خير الجزاء في الدنيا والآخرة وان يرى ثمرة عمله في ذريته بأن يجعلهم جميعا للمتقين إماما ، علما بان هذه الجائزة تساعد الآباء على حث وتشجيع أبنائهم على الاستمرار في التلاوة والحفظ والتجويد لكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل.
وهذا العمل المبارك بقدر ما يبعث في نفس المسلم المخلص لله تعالى ويؤمن بكتابه وسنة نبيه من سعادة وبهجة بقدر ما يثير حفيظة أعداء الدين الذين وصفهم تعالى بقوله: {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا} سورة آل عمران (120)، وقوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} سورة البقرة (109).
هذا الكتاب الكريم الذي وصفه الله بالنور { قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} المائدة (15- 16).
وإنني أذكر كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر انه كما قال صلى الله عليه وسلم على ثغر من ثغور الإسلام (الله الله أن يؤتى الإسلام من قبل أحدكم) وقوله (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي عضوا عليها بالنواجذ).
والله أسأل أن ينير قلوب المسلمين ويوفقهم لتحفيظ وحفظ ونشر كتابه فهما وعملا لنعالج ونكفر عن تقصيرنا في الماضي في هذا الجانب ونتسابق لكي تكون لنا الخيرة ، لقوله صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه).
( * ) رئيسة القسم النسائي بجمعية تحفيظ القرآن الكريم بجدة. |