Saturday 1st May,200411538العددالسبت 12 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رجل الأعمال علي بن محمد الجميعة لـ( الجزيرة ): رجل الأعمال علي بن محمد الجميعة لـ( الجزيرة ):
نستطيع أن نحصل من موسم العمرة على 60 مليار ريال سنوياً
تسهيل الإجراءات أمام الاستثمارات الوطنية بدلاً من البحث عن استثمارات أجنبية

* الرياض - حازم الشرقاوي:
يعد الأستاذ علي بن محمد الجميعة رجل الأعمال المعروف سفينة استثمارات متنقلة ليس لها حدود داخل المملكة، تنتشر استثماراته ومساهماته في مختلف القطاعات السياحية والزراعية والمقاولات والخدمية والخيرية إذ تمتد أنشطة الجميعة من حائل شمال المملكة مرورا بالرياض في الوسط وجدة والمدينة المنورة في الغرب وانتهاء بمنطقة عسير وأبها في الجنوب.
الجميعة الذي تجاوز العقد السابع من عمره التقته (الجزيرة) رغم ضيق وقته في متابعة أعماله وأنشطته ليتحدث عن واقع الاقتصاد السعودي بشكل عام، وعن القطاعين الزراعي والسياحي بشكل خاص.
* تعدون من بين رجال الأعمال متعددي الاستثمارات الموجودة في مختلف القطاعات سواء كانت التجارية أو الصناعية أو السياحية أو الزراعية والمقاولات.. كيف تقيمون واقع الاقتصاد السعودي في الوقت الراهن؟
- قال الله سبحان وتعالى: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} فعلينا جميعاً أفراداً وجماعات رسميين ومواطنين ومقيمين أن نشكر الله على هذه النعمة التي إن أردنا أن نعدها لا نحصيها بل هو جلت قدرته الذي أحصاها.
إن الاقتصاد الاجتماعي الوطني في المملكة يعتبر آية من آيات الله سبحانه وتعالى الذي يجب علينا جميعا أن نتأملها بيقين وتقى، وأؤكد على اليقين والتقى لأن الله سبحانه وتعالى قال: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} فهذا المستوى الاقتصادي الاجتماعي هو آية متمثلة في وعد الله سبحانه وتعالى.
أود أن أطرح مثالا: كل جسم يقاس صحيا بدرجة الحرارة والضغط، والجسم الاقتصادي في المملكة قياس درجة حرارته التي تثبت أنه صحي هي قيمة العملة فالريال السعودي من العملات الدولية ويعتبر عالي المستوى وهذه إشارة على أن هذه العملة التي تمثل القيمة الاقتصادية الاجتماعية لما تحقق في الماضي والحاضر والمستقبل، فعلينا أن نقارن هذه العملة بقائمة العملات الأخرى ونتأمل قليلا أمام هذه العملة لكي نطمئن ونعمل أكثر مما عمل الذين قبلنا.
* نحن الآن على مشارف التوقيع على اتفاقية منظمة التجارة العالمية.. كيف ترون واقع الاقتصاد الوطني بعد التوقيع؟
- أسمع وأقرأ ويقال الكثير حول منظمة التجارة العالمية أو ما كانت تسمى (الجات) وهي علم تننظيري أكثر مما هي واقع ولكن إذا كان الهدف من هذا النظام هو تبادل المنافع بين مجتمعات العالم فأقول بالله التوفيق وإن المملكة هي الأولى في إعطاء هذا التوجه أكثر مما تعطيه المجتمعات الأخرى وأختصر هذا العطاء فيما يلي:
إن إنتاج الدولة من الثروة الوطنية البترول يصدر جميعه للدول الأخرى وهذه الدول تحوله إلى صناعات تحويلية لتفيد مجتمعاتها وبدلا من أن يكون سعر برميل البترول متوسطه 20 دولاراً يباع بعد التصنيع بـ150 دولاراً على الأقل.إن المملكة أكاد أؤكد أنها تستورد جميع ضرورياتها الغذائية والدوائية وما في حكمها بنسبة 80% تقريبا كما أنها تستورد جميع الكماليات التي ليس لها حدود أو سقف عند كل مستهلك بل نتبارى ونتسابق جميعا على من يملك أغلى شيء وآخر جيل أو تقليعة.
إن كل اثنين من المواطنين السعوديين يحتضنان بينهما أخا لهما مقيما من الدول الأخرى وليس لنا فضل ولكن المطلوب تعاون الإنسان مع الإنسان والمقيم أخلص وقدم لأخيه المواطن الشيء الكثير.وأقدم هذه الإجابة المحدودة من إنسان محدود إلى إخواننا في الجهات الرسمية الذين يتسابقون في استعطاف الدول الأخرى لتقبلنا شريكا في المنظمة، ونفرح بموعد بعد عام أو أكثر وهم يملون شروطهم افعلوا هذا واتركوا ذاك أو غيروا هذا النظام والغوا هذه الرسوم وافتحوا المجال لنا أكثر مما هو عليه الآن.وفي ختام هذه الإجابة المهمة أرجو من المسئولين عن هذه المهمة في وزارة التجارة والصناعة أن يقفوا ويفكروا ويقدروا ويأخذوا بالتوازن أن يكون مقدار العطاء مساويا لما يؤخذ فلو فهمنا هذا لأمكن أن نفيد الاقتصاد الوطني الاجتماعي أكثر مما هو عليه الآن، وينتابني أحيانا فيما أجد أن الدول الأخرى التي نسأل ودها أن تقبلنا عضوا في المنظمة وتؤجلنا عاما أو عامين أجدها رحمة من الله.
* بعد أن طرحنا أسئلة عن الاقتصاد بشكل عام.. ما هو تقييمكم لتجربة هيئة الاستثمار وفتح المجال أمام الاستثمارات الأجنبية في المملكة؟
- لا شك أن الاقتصاد المحلي إذا لم يشارك الاقتصاد العالمي عن طريق الاستثمارات المتبادلة والمتمثلة في الأربعة أشياء العلم والجهد والوقت والمال ليترجمها إلى منتج يستفاد منه محليا ويغطي الحاجة الاستهلاكية ويصدر الفائض عن طريق تبادل البيع والشراء ولنا في دول رائدة في هذا المجال مثلا يجب أن يحتذى به: أمريكا، الصين، اليابان، ولو أخذنا من نهج هذه الدول وتجاربها واقتدينا بها لقفزنا قفزات كبيرة والذي أرجوه من هيئة الاستثمار أن تأخذ من تجارب هذه الدول وتحتضن المجلس الاقتصادي الأعلى ومؤسسة النقد العربي السعودي هذه المؤسسة الحاكم على المصارف في المملكة وهذه المصارف تستثمر الأموال الوطنية السعودية خارج البلاد فأولى لهذه الهيئة بدلا مما تطلب من رؤوس أموال أجنبية تأتي للاستثمار أن تسهل الأموال السعودية للاستثمار في المملكة.
* لديكم تجربة ثرية في القطاع الزراعي السعودي.. كيف ترون هذا القطاع؟ وهل نحن نعاني بالفعل من أزمة مياه أثرت سلبيا على المزارع في المملكة؟
- أولا الماء هو: ماء الحياء في الوجه والحياء من الإيمان.. أرجو أن نحافظ على ماء الوجه حتى نكون مؤمنين وإذا آمنا نتمسك معتمدين بوعد الله سبحانه وتعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَي} إن وعد الله حق ليس علما تنظيريا حتى نأخذ بنظرية إنسان ما في وقت ما في تاريخ ما.. إلخ فهو سبحانه قال: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} أما ماء الشرب والزراعة فهو وعد من عند الله سبحانه وتعالى القائل: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا} أرجو أن نكون مستقيمين والحمد لله نحن مستقيمين وهذه الزراعة الحديثة التي متوسط عمرها 40 عاما في المناطق التكوينية والجيولوجية المائية في الرياض الشرقية القصيم حائل الجوف تبوك أكبر شاهد جعله الله سبحانه وتعالى لتأكيد إحقاق وعده، كما أن هذا القطاع الزراعي أصبح وسيلة للتحول الاجتماعي في المملكة البادية والهجر والقرى أصبحت ولله الحمد مدنا مستقرة متحضرة عملها ورزقها وإنتاجها بجانبها وقدمت للوطن الكثير حتى أن الأمن الغذائي يحقق منه ما لا يقل عن 70% وعليك أن تنظر إلى مائدة الأسرة اليومية تعد أنواعا من الأطعمة ونسبة النوع والكم والقيمة وما نتج من القيمة فهو العائد الوحيد الذي يدور بين المجتمع السعودي.أما وأنه يجب الترشيد في الماء باستخدام أفضل التقنيات العلمية فهذا واجب ومهم ونتطلع إلى جامعاتتا وكلياتنا الزراعية والمراكز والأبحاث والمختبرات أن تصل إلى المستوى المطلوب كما يجب أن نوفر الخدمات الضرورية للمزارع المنتج الذي يحتاجها إلى ما بعد الإنتاج من تخزين وتصنيع ونقل وتسويق.
* كنتم من مؤسسي شركتي التسويق الزراعي التي انتهت وشركة طي التي تعاني من مشكلات كثيرة.. فما هي الأسباب الحقيقية من وراء تعثر هاتين الشركتين؟
- أولا قبل أن أجيب أقدم شكري للجهات الرسمية المختصة في هذين القطاعين ثم أشكر المؤسسين الذين قاموا بتأسيس هاتين الشركتين والذين دفعوا بأموالهم وجهودهم حتى تضاعفت الاستثمارات في كل شركة إلى 300% وهما قائمتان نظاميا ولكن متطلبات خدمة القطاعين الزراعي والسياحي تحتاج إلى زيادة في الاستثمارات لرفع رأس المال وهذا ما تسعى إليه الجهات الرسمية أو المؤسسين على حد سواء وسيكون إن شاء الله هناك تعاون وخير وبر والله سبحانه وتعالى قال: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} وأعتقد أن هاتين الشركتين وأمثالهما على مستوى المملكة في عناية الله سبحانه وتعالى ثم بعناية القيادة الحكيمة فلا يمكن لحكومة هذه القيادة أن تضر مواطنا في حقوقه كمساهم في شركة أو شركات فهذا نظام الشركات الصادر بمرسوم ملكي يحفظ حقوق المساهمين كما أن الحكومة تدفع الإعانات والقروض لبناء الشخصيات الاعتبارية للوطن إذ تمنح الأراضي بملايين الأمتار كما تدفع الإعانات والقروض طويلة الأجل دون فوائد وما هاتان الشركتان سوى جزءا من المهمة الكبيرة وهي تنمية الاقتصاد الوطني ومراعاته من قبل الحكومة وفقها الله.
* لكم مشاركات في المجال السياحي.. كيف تقيمون التجربة السياحية الحالية في المملكة؟
- السياحة في المملكة ذات مطلبين الأول: مطلب ديني وهو يتمثل في العمرة داخل المملكة وخارجها وهذا معتقد إسلامي، الله سبحانه وتعالى فرضه على الإنسان المسلم أن يؤديه كفرض وتطوع ثم يزداد إلى تقى منذ أن أمر الله سبحانه وتعالى أبا الأنبياء إبراهيم علية السلام حيث قال: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} وهذه نعمة من عند الله أنعم بها على هذه البلاد.فعلى الوطن والمواطن أن يرتقي إلى خدمة واستثمار هذه المهمة العظيمة التي أوكلها الله للبلاد حكومة وشعبا فلنعمل ونعطي بتقى اتباعا لقول الله {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} يكفينا شرفا وفخرا واعتزازا وطنا وحكومة ومواطنا أن مكة المكرمة وبها بيت الله الحرام يؤمها يوميا قبلة للصلاة أكثر من مليار مسلم لذا يجب علينا جميعا أن نتعاون ونتضافر علما وجهدا ووقتا ومالا نحو خدمة هذا الهدف العظيم ليتحقق لنا قول الله سبحانه وتعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَج عَمِيقٍ} إن المملكة بقيادتها ووطنها كالإمام إذا قالت: ولا الضالين، قال الجميع خلفها آمين، أرجو من الله أن يعين العاملين في مجال خدمة هذا الهدف الالهي العظيم.
أما النوع الآخر من السياحة فهي السياحة الداخلية في المملكة حيث يتحرك المواطنون والمقيمون على السواء داخل البلاد بيسر وسهولة مع توفير الخدمات الراقية ذات الجذب السياحي فكل منطقة في المملكة مؤهلة لتكوين موطن سياحي من حيث الطبيعة والتاريخ والتراث ولكن هذه لا تكفي إذا لم تقدم كل منطقة الخدمات السياحية الراقية ذات الجذب السياحي ويكون بين المناطق المنافسات والتسابق نحو تقديم الأفضل، وأعتقد أن هاتين المهمتين هما أساس الاستثمار.
بشكل مثالي يقدم لها من الجهات الرسمية ومن رجال الأعمال أفضل وأكثر وأسهل الاستثمارات وفي هذا المجال الذي تسأل عنه تعتبر هذه بداية مهمة وليست تجربة فأنت بدأت تبني هذا المبنى ابتداء من الأساس لا تقل تجربتك وأنت مبتدئاً من صفر الأساس، يجب علينا أن نقول انتهى المبنى وهل هو سكن مريح أم لا؟. ولنعتبر هذا المثل كأنك تبني فندقا فلا تسأل عنه حتى يسكن فيه.. هل السكن مريح أم لا؟. كما أن المنافسة في هذه الخدمة بدأت من نجمة واحدة إلى 5 نجوم والآن نسمع 7 نجوم و10 نجوم.. نحن نتطلع في بلادنا أن تكون جميع النجوم السماوية بمسمياتها وأن تكون في قطاع السياحة في المملكة ومع هذا لا نقول انتهينا ولكن نقول حققنا الهدف.
* متى تستطيع السياحة الداخلية أن تحصل على عشرات المليارات من الريالات التي ينفقها السعوديون في الخارج؟
- كل دولة في العالم تسعى إلى السياحة والمملكة مثلهم ولكن ميزها الله بالحج والعمرة فمن أجل سؤالك هذا أجيب بأنه لو قدر لنا أن نسهل مجال العمرة لاستطاعت المملكة أن تستضيف كل شهر مليون معتمر لمدة 10 شهور، إذن 10 ملايين معتمر من الخارج وبحسب الدراسات فإن متوسط إنفاق المعتمر 6 آلاف ريال إذن يكون الدخل من العمرة فقط 60 مليار ريال سنوياً هذه هي عشرات المليارات التي تسأل عنها فكيف إذا يسرت المجالات السياحية الأخرى فسوف تزداد مع توفيق الله.
* قام الأمير خالد الفيصل مؤخراً بتكريم عدد من الرجال الذين ساهموا في تنشيط الحركة السياحية في عسير وقد خلت قائمة المكرمين منكم رغم أنكم من مؤسسي شركة سياحية في عسير.. فما هي أسباب ذلك؟
- الشيوخ أبخص، بمعنى: هم أعرف وأدرى ولكن أمر الله سبحانه وتعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} وأنا لا أشك من الذين قدموا والذين حازوا على هذا التكريم أنهم من المؤمنين، ولكن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نقول: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَاَ} فالخطأ وارد في حياة الفرد والأمة، وهذا تعاطف وتقدير الجهات الرسمية أو شبه الرسمية بعضها لبعض لكل المواقف المعنوية والأدبية والمادية.
* قطاع المقاولات أصبح يعاني من مشكلة ارتفاع أسعار الحديد في الآونة الأخيرة مما قد يؤثر سلبا على هذا القطاع.. فما هي (روشتة) العلاج المناسبة لهذا القطاع الحيوي؟
- في هذه الحياة هناك عرض وطلب على السلع الاستهلاكية ولا يمكن من الناحية الاقتصادية أن تريح صاحب الطلب (المواطن) إلا بتوفير السلع الاستهلاكية سواء كانت غذائية أو دوائية أو بنائية أو صناعية إلا إذا قست حجم الطلب في الوقت القصير والمتوسط والطويل. وجعلت له روافد تغذية ليس لها عوائق أو متطلبات شرائية لينجم عنها جلطات داخل الجسم الاقتصادي فالحديد هو جزء من البناء كما ان البصلة جزء من الغذاء ترتفع وتنخفض وفقا للعرض والطلب مثل الحديد، أرجو ألا تكون خططنا في تذبذب وهذه المسئولية من مهمة الجهات الرسمية وعلى الجهة المسئولة وزارة التجارة والصناعة التي جعلت من ضمن أجهزتها إدارات في كل منطقة لحماية المستهلك بودي لو تشمر عن ساعدها وتقيس حاجة الوطن كاستهلاك لكل مادة منتجة محليا أو مستوردة وتتابع خطوط هذه السلع البيانية في الارتفاع والهبوط تسمع كثيرا أن هذا التاجر باع بهذه التكلفة وخفض وهو خاسر، ولكن لم يقل بكم اشترى؟ كم ربح؟ ولكن الذي تعرفه وتلمسه في صيحات المستهلك دائما ارحموني زادت التكاليف.
* 94% من الصناعات المحلية صغيرة ومتوسطة.. كيف ترى مستقبل هذه الصناعات؟ ومتى تكون لدينا صناعات إستراتيجية نعتمد عليها؟
- تفرحني بأن 94% من الصناعات المحلية صغيرة ومتوسطة وليتني أعرف عددها لاتفاءل خيرا بأن لدينا صناعات وطنية وهذا شيء أساسي لجميع الأمم ولماذا لا يكون عندنا صناعات وطنية ولها استراتيجيات وليس استراتيجية واحدة ألم تكن المملكة منتجة ولها احتياطي لبترول عالمي لماذا نكون مسوقين لخام البترول ولا نحوله لصناعات تحويلية؟! أليست المملكة واسعة وبها من المعادن والجبال والصحارى والأودية جميعها غنية بالمعدن الغالي والمتوسط والرخيص.. لماذا لا نكون منتجين؟ وتكون هذه الثروة هي المساندة للبترول، كما هو لدينا من منتجات زراعية كبيرة واسعة وأولها التمور؟! لماذا لا تكون لدينا صناعات تحويلية تصدر للخارج؟!، إن هذه القوقعة ليست من الحكومة بل من المواطنين الذين حصلوا على المناصب وسيطروا على الغرف التجارية في المملكة. إن كل غرفة في كل منطقة هي مجلس اقتصادي وطني اجتماعي أرجو من الله أن يجلسوا جلسات تحليلية توفيقية لما يفيد الوطن والمواطن فلا يمكن بنا كمواطنين أن نتجاهل المسؤوليات الواقعة على عاتقنا ونرمي باللوم على الحكومة وأقول هنا لست مرائيا للحكومة أقول كما قال الله: {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ}.
* نسمع ونقرأ عن هجرة الأموال الوطنية أحيانا وعودتها أحيانا أخرى.. كيف ترون واقع هذه الأموال؟
- باعتقادي ان ما يخرج من الأموال هو كالدم الذي ينزف من الجسم وأسأل: هل يعود الدم الذي ينزف من الجسم مرة ثانية؟ قال الطب نعم ولهذا أسست بنوك الدم وطلب المتبرعون من أصحاب الأجسام السليمة لإسعاف إنسان يحتضر حتى يشفى أو يموت ونسبة كبيرة تؤدي إلى الوفاة من هذه الدماء حيث تكون غير صالحة أو تحمل أمراضاً.وأتساءل: لماذا تهاجر هذه الأموال؟! ألم يكن من الأفضل أن تكون داخل البلاد ويديرها المواطن في بلده الذي اكتسبها عن طريق الوراثة ورزق بها فهذه أمواله الآن تستثمر في بلد أخرى وهو يأكل معك ويشاركك وجبتك داخل المملكة ويحتمي بك خوفا على نفسه أن يعيش بجانب أمواله فهل هذا وضع يستطيع أن يعيد به الأموال التي خرجت؟ أنا لا أعتقد أن ما يكتب فيه مبالغات والهدف منه الإقناع والاستدراج حتى يعود الآخرون إلى الحق. والرجوع للحق فضيلة ولا أفضل من حق الوطن على الإنسان.. اللهم يسر لنا عودة أبنائنا وأموالنا واكفنا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
* هل الدورة المالية للريال السعودي داخل المملكة كافية أم هناك فاقد.. ما هي مرئياتكم؟
- أعتقد أنها ليست كافية بين المواطنين في المملكة وأضرب مثلا لسلعة تكلف المستهلك 5 ريالات يشتريها في اليوم ويأكلها وتدور هذه الخمسة ريالات باعتبارها منتجا وطنيا 365 مرة في العام ولكل يوم مرة أي الريال يدور 73 مرة في السنة. فاستنادا من جميع القطاعات الاجتماعية ابتداء من المزارع والدولة كطاقة والبائع والمشتري فهذا هو الطريق لتدوير الأموال في المجتمع لكل سلعة استهلاكية سواء ضرورية أو كمالية أما استيراد أي شيء من الخارج فقيمته تهاجر خارجيا قبل أن تدخل السلعة إلى المملكة ويدور دورته داخل الاقتصاد المنتج لهذه السلعة.
ولنا في هذه المنافسة الشرسة على الاتصالات وما في حكمها أكبر دليل فعليك أن تحاسب نفسك ماذا أدخلت في فمك من المنتج الوطني وماذا أدخلت من المستورد؟.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved