Saturday 1st May,200411538العددالسبت 12 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ

إلى رُوح الحبيب الغالي -رحمه الله- أبي حمد سليمان بن حمد العُمَري أُقدِّم هذه القصيدة التي لن تفيه حقه، ولا بعضاً منه. تغمَّده الله بواسع رحمته، وألهم
ذويه الصَّبْر والسلوان.


في جنَّةِ الخُلْد يرْوَى باسمكَ الصَّدَرُ
يا مَن تجلَّت به الآمال والسِّيَرُ
أنت الشهيد الذي راقت موارِدُهُ
واستلْهمتْ مِنْ خُطاهُ البيد والشَّجَرُ
قاسَيْتَ حدًّا من الآلامِ مُرْتفعَا
فيهِ لك الصبرُ والإيمانُ والخِيَرُ
أنت الأبيُّ الَّذي زانتْ مَعالِمُهُ
كما يشاءُ وأَطْرَى نُوْرَه البَشَرُ
منك الهُدَى ولديك العِزُّ يمنحُهُ
ربُّ الهُدى وعليك الورد ينتشرُ
يا مَنْ له في ركاب المجْدِ ألْويةٌ
رقَّتْ وراقتْ كَمَا يَهْوَى ويَعْتَبِرُ
لقد فَجعتَ قلوباً لا يفارقها
دَمْع المآقي ولا يَجتازُها السَّهَرُ
فأنْتَ يا مَشْرِقَ الدُّنيا وزِينَتَهَا
منك الوَلاءُ وفيْكَ الحُبُّ يزْدَهِرُ
لولا نَداك لمَا كانتْ لَنَا غُرَرٌ
ولا استباحتْ نُهانا القُورُ والغِيَرُ
لكنَّ نوْرَكَ يروينا (أبا حمدٍ)
فأنتَ فينا كَمَا أسْقيْتنا الأَثَرُ
غادرْتَنا ورِياحُ البيْنِ تَعْصِفُنَا
والحُزْنُ فينا ظَلامٌ نَفْحُهُ سَقَرُ
يا وارثَ الدِّين والأخلاق عَنْ كَثَبٍ
أسرارُك البيضُ يُدْنِيها لنا وَطَرُ
نجَْواكَ يا مَنْ له النَّجوى تُرَنِّقُنَا
مَوْجاً من الشَّهد تروي ذَوْبَهُ الذِّكَرُ
سنَذْكُرُ الأُنْسَ والأفراحُ تَجمعنا
بِنُوركَ السَّمح حيثُ الشمسُ والقَمَرُ
فأنتَ فينا بلا ريبٍ ولا جَدَلٍ
نفحٌ ورَوْحُ وريحانٌ ومُنْتَصَرُ
وما جوارك للرحمن يُؤسفنا
فأنت منه امتدادٌ نافلٌ عَطِرُ
أدناك للخلد في عِز ومكرمةٍ
كما يشاءُ ويُرْضِي قَدْرَهُ الْقَدَرُ
فكنتَ منه حفيًّا مُلْهَماً طَرِباً
يُجيرك الأمنُ والإيمانُ والظَّفَرُ
وقد هجرْتَ من الدنيا وزِينَتِهَا
زخارفَ الزَّيْفِ فَهْيَ الشرُّ والشَّرَرُ
ورُحْتَ خلواً من الآثام في دَعَةٍ
يسمو بها في سُراك السمعُ والْبَصَرُ
إنَّا على دربك الساري مَوَارِدُنَا
تدنو إليك بلا شكٍّ وَتَبْتَدِرُ
وفي قِراك الذي قدَّمْتَهُ مَدَدٌ
من الإله اجْتَبَتْهُ الآيُ والسُّوَرُ
وكُلُّنا في خُطاك البَيْنُ يَدْفَعُنَا
فلا غَرَابةَ فيما يَجْتَلِي النَّظَرُ
فلِلفِراق امتِدادٌ لا يُبادرُهُ
جهدٌ ولا تَحتمي مِن وِزْرِهِ الْمِرَرُ

إبراهيم بن محمد الدامغ


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved