Saturday 1st May,200411538العددالسبت 12 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إيقاع الفن إيقاع الفن
خمسة وأربعون عاما.. يا فنان العرب!!
محمد يحيى القحطاني

لست ممَّن (يلوكون) الكلام ويكيلون المدح في الشاردة والواردة، ولكن لأن الأمر (جد) مهم فإنني هنا أقف احتراماً لهذا التاريخ الذي يسعدني الكتابة له وفيه.. فقد كنت ليلة البارحة في نقاش مع أحد الزملاء، وهو بالمناسبة يضع لمساته الأخيرة على كتاب (يَحْكِي) جزءاً من تايخ الفنان محمد عبده الخاص بالأغنية، سألته عن أولى أغاني فنان العرب التي أعلن بها (ولادته)، ومتى كانت؟ فقال: إن أول أغنيتين طرحتا (رسمياً) في الأسواق هما (يامورد الخد)، كلمات الأمير قاسم بن يحيى الشهاري (يمني)، لحن تراث، يقول مطلعها:


يامورد الخد.. تفاح الوجن من كم
لي مهجة من لماك قصدي أداويها
شأجعل لحقاق قلبي من هواكي
يشفي جروحي.. ونار الشوق يطفيها

والأخرى هي أغنية (ماشي بتتهادى)، كلمات أحمد صادق وألحان الملحن الراحل عمر كدرس. وبالمناسبة فأغنية (يامورد الخد) غناها محمد عبده في صيف عام 1959م كجلسة غير رسمية، فيما كانت ولادته الحقيقية (رسمياً) صيف عام 1960م بهاتين الأغنيتين اللتين سجلهما في بيروت بمرافقة عمر كدرس كعازف كمنجة، وبدر بطيش (إيقاعي)، ووزعتها مؤسسة الشاطئ في جدة.
من هنا بدأ فنان العرب يشق الطريق (الصعب) للوصول إلى القمة (الأصعب)، والمحافظة على التربع فوق هرمها (الأكثر صعوبة) طيلة خمسة وأربعين عاماً.
وخلال المسيرة الحافلة بالإبداع والتفرد غنى محمد عبده ما لم يستطع (هو) أن يحصيه من الأغاني لكبار الشعراء وصغارهم، وتعاون مع مجموعة من الملحنين، والأجمل أن محمد عبده وخلال هذه المسيرة طرق جميع أبواب الغناء ما نعرفه وما نجهله. خمسة وأربعون عاماً وهذا الفنان القادم من الجنوب يحتل هرم أغنية العرب.. خمسة وأربعون عاماً وهذا الفنان يشغل الناس في تحركاته وسكناته...
إنني وأنا أكتب هذا المقال أجدني عاجزاً عن تسخير قلمي لوصف مثل هذه الحالة التي تستحق منا التوقف (طويلاً) وتحليلها بما يجب وكما ينبغي.. اليوم نحن أمام فنان العرب مكملاً من عمره خمسة وأربعين عاماً قضاها في الاستديوهات والاجتماعات والسفر والحفلات، كان ولا يزال شعلة لا تهدأ..
لهؤلاء الذين ما زالوا (يشتمونه) لشيء في أنفسهم أقول: إن فناناً (كهذا) قد أصبح جبلاً شامخاً لا تنقضه (حصاة) طائشة يُرمى بها، بل تزيده ارتفاعاً.. (لن أزيد).
أعود لفنان العرب الذي بات يمتلك ما لا يمتلكه (غيره)، فهو أكثر فناني العرب، وربما العالم، تغنياً بوطنه وبمدنها، وهو الحاضر دائماً في مناسبات الوطن على مختلف أصعدتها.
خمسة وأربعون عاماً وصوته لم يتغير، بل إنه كما بدأ.. وخلال هذا العمر الطويل في الساحة عليك عزيزي القارئ أن تحسب عمرك وتقارنه بسنوات الغناء التي أتحفنا بها محمد عبده.
بل إن البعض منا للأسف (وأنا منهم) انتقدناه أياماً ولا زلنا وهو الذي غنى.. قبل ولادتنا لسنوات..
(للبعض أقول): يا سادة، (للتاريخ) فقط أنصفوا هذا الرجل.. واتركوا بعض الحسابات جانباً، واكتبوا كلمة (حق) في فنان رفع اسم الوطن عالياً.. فنان أخذ على عاتقه كلمة جميلة.. لحناً رائعاً.. أداءً نادراً.. أخلاقاً عالية.. تواضعاً كبيراً..
التاريخ وحده مَن يسجل، والبقاء دائماً للأفضل، ولذا فإن الفنان محمد عبده بقي على الهرم حتى الآن.. نبارك لك يا فنان العرب مشوار الخمسة والأربعين عاماً على وعدٍ باللقاء والاستمرار في قمتك التي لم تتنازل عنها لأحد، فتمتع بها فهي لك وحدك..
ملحوظة:
الزميل الذي كنتُ في نقاش معه رفض أن أطرح اسمه، ففضلت أن ألبي رغبته في أول المقال، ولكن لأمانة الطرح وتقديراً لمجهوده كان عليَّ أن (أنقض) ما اتفقنا عليه، إنه الأستاذ وحيد جميل مسؤول الفن بمجلة (سيدتي).
إيقاع


إنتي نسيتي.. وكيف أنا ما انسى..
إنتي قسيتي.. وكيف أنا ما اقسى
يا صدى من غير صوت
ما به حياه.. من غير موت


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved