Saturday 1st May,200411538العددالسبت 12 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

طالبة الإعلام الفاشلة تفجِّر مواهبها الشخصية طالبة الإعلام الفاشلة تفجِّر مواهبها الشخصية
(نانسي) تُربك البرلمانيين العرب.. وتنتظر
د. علي بن شويل القرني( * )

أحمد الله أن مجلس الشورى في بلادنا لم يناقش قضية نانسي عجرم حتى الآن - على الأقل - ولن نضمن عدم مناقشته لها في وقت لاحق ربما يفرضه الوقت وتتطلبه المرحلة.. وفي نفس الوقت لا يعني هذا أن أجندة نانسي عجرم لم يتطرق لها الشوريون في اللجان المختصة بالثقافة والإعلام وربما السياسة الخارجية وغيرها أو على أقل تقدير مناقشات بينية بين أعضاء المجلس.
ونانسي عجرم أصبحت رمزا أنثويا صارخا أربك خلال السنتين الماضيتين البرلمانيين العرب من البحرين والكويت شرقا إلى المغرب وموريتانيا غربا مرورا بالأردن ومصر واليمن.. وغيرها من مجالس الشورى والبرلمانات العربية.. ومن يستقرىء الأحداث خلال العامين الماضيين، يجد أن ثلاثة موضوعات رئيسية هيمنت على الفكر البرلماني العربي هي فلسطين والعراق ونانسي عجرم.. وبطبيعة الحال كان الإرهاب موضوعا مسيطرا لكنه متفرع من الحالة العراقية والفلسطينية.. أما نانسي عجرم فأصبحت حالة مستقلة.. وبهذا تكون الآنسة نانسي قد فرضت نفسها بقوة كبيرة في ذهنية البرلمانيين، واستطاعت أن تستقطع وقتا مهما من الوقت المفترض أن يتم تخصيصه للمواطن العربي وقضاياه وهمومه ومناقشة احتياجاته وشؤونه لتكون لها رصيدا من الأوراق والمناقشات وتدخل بالتالي في منظومة البرلمانيات العربية، وتسطر اسمها على أوراق اللجان المختصة ويتداول الجميع اسمها في أروقة ومكاتب وقاعات المجالس الوطنية.
طالبة الإعلام الفاشلة (نانسي عجرم) التي التحقت بكلية إعلام عربية واستمرت لعام واحد متخصصة في شعبة الإذاعة والتلفزيون لم تواصل دراستها، لسبب واحد وأساسي وهو أنها شعرت بعدم جدوى أقسام وكليات الإعلام، وأن هذه الأقسام لا تعطيها ما تبتغيه من مجد وشهرة ونجاح، فها هي نانسي تنضم إلى كوكبة أخرى من رموز الإعلام والمجتمع العربي التي تنادي بعدم أهمية التخصص الأكاديمي في الوطن العربي.. وذكرت نانسي بأن الإعلام يعطيها شهادة ولكنها تحصل على شهادة أخرى من الناس والمعجبين لا تقدر بثمن ولا تستبدل بقيمة..
لقد لخصت الآنسة نانسي عجرم المشكلة التي تعاني منها خلال مشوارها الفني في كونها تسلك طريق نجاح، ومن ينجح - هذه الأيام - يجد الكثير من الحساد والمنغصين والمزعجين، أو كما قالت نانسي (نجاحي يغيظ الكثيرين..) ولم تذكر في تصريحها إن كانت تقصد البرلمانيين العرب من ضمن الأشخاص الذين يغيظهم نجاحها؟
ومن الإيجابيات التي تمطرنا بها نانسي روحها الرياضية، فهي تقول إنها تتقبل بكل (صدر رحب) وبكل محبة وتقدير كل أوجه النقد التي توجه لها، ولكنها لا تريد أن تنجرح بأنواع من النقد غير المنطقي والمجافي للحقيقة.. فهي حريصة أن تصل إلى قلوب الناس في منازلهم وفي مقاعد الاحتفالات الفنية، رغم أنها لم تذكر صراحة رغبتها في أن تصل إلى برلمانات العرب ومجالسها الوطنية..
وتهمس نانسي عجرم في أذن الغيورين لتقول لهم : قفوا وتراجعوا، فالذي لا أعجبه (يجب أن يعمل بشكل أفضل مني ويرتقي إلى مستوى من الأداء والظهور واستغلال الإمكانات الشخصية).. هذا هو ردها على كل من يغار منها ويحقد عليها.. ويرمقها بعين الحسد.. وعن نجاحها الكبير الذي حققته خلال عمرها الصغير (25 عاما) تقول إنها استطاعت أن تفجر مواهبها، وتستغل أنوثتها، من أجل تحقيق معادلة النجاح الذي وصلت إليه في وقت قصير جداً..
ومن اللافت للنظر في هذه الحملة العربية على هذه الفنانة أن بعض قنوات الإعلام العربية من فضائيات وإذاعات بدأت تنضم إلى هذه الحملة، وتمنع ظهور (كليباتها) الفنية وأغنياتها الراقصة وتحجبها عن جمهورها المتعطش إليها في مختلف البلدان العربية.. وترى نانسي أنها رمز جديد للأنوثة العربية الفضائية شاء البرلمانيون العرب أم أبوا.. ورغبت الفضائيات العربية أم رفضت.. فالحياة العصرية التي يعيشها العالم في عصر العولمة تتطلب شخصيات ديناميكية بمواهب غير عادية، وبتفجيرات أنثوية صارخة، حتى يمكن أن تستقطب الجمهور العربي وتنتزعه من المشاهد الدرامية في الوطن العربي.. من مذابح الفلوجة في العراق ومجازر الإسرائيليين في غزة.. هذه هي قوة الإعلام العربي يستطيع أن يصرف الناس من مشاهد الهزيمة والتدمير ومن مناطق الألم ومساحات الخوف، إلى مناطق الحب والفن، ومشاهد الثقافات المفتوحة.. إن قوة الإعلام العربي تكمن في قوة تأثيره على الناس واستمالته لعواطفهم وانتزاعه عقول الناس وتحويلها إلى مجالات أخرى، وصرف أنظارهم إلى هموم جديدة، ومساحات وعي غير مألوفة.. ولقد لعبت نانسي عجرم ومعها منظومة من الفنانات العربيات وقبلهن وبعدهن جمهور عربي فني عريض يمتد من الماء العربي شرقا إلى الماء العربي غربا، مرورا بمياه حمراء وبيضاء ومياه راكدة ومياه ميتة.. ولا ننسى أن الجمهور العربي الحقيقي موجود خارج أقواس المياه العربية إلى أراض وطرق وملاه ومساحات في باريس ولندن ونيويورك وغيرها من دول العالم، فنحن العرب وجمهور نانسي موجودون في كل أصقاع الدنيا.. شرقا وغربا شمالا وجنوبا..
وأخيرا، تظل نانسي وهيفاء وديانا ونوال جيلا عربيا يريد أن يبحث عن حضور وتميز داخل القلوب والعقول العربية.. ولابد أن تتم هذه الرحلة عبر برلمانات سياسية ومجالس تشريعية تعطيها زخما إعلاميا كبيرا، ومساحات مناقشة واسعة.. حتى تكون الحفلة ناجحة بمقاييس الفضائيات وتخيلات الشعب العربي، وبمباركة البرلمانات العربية..

( * ) رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الملك سعود


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved