في مثل هذا اليوم 30 ابريل من عام 1975، انتهت الحرب في فيتنام وذلك عندما أعلنت الحكومة في سايجون استسلامها غير المشروط للقوات الفيتنامية الشمالية ومقاتلي الفيت كونج.
أعلن عن ذلك الرئيس الفيتنامي الجنوبي دونج فان منه، الذي بقي في منصبه لمدة ثلاثة أيام فقط، في خطاب إذاعي وجهه للشعب صباح ذلك اليوم، وطلب من قواته أن يُلقوا أسلحتهم، وطلب من قوات فيتنام الشمالية وقف الأعمال الحربية.
وفي مناشدة مباشرة للقوات الشيوعية، قال الرئيس:(نحن هنا نُسلِّم لكم السلطة حقناً للدماء).
وتبع البيان على الفور قدوم قوات فيتنام الشيوعية، حيث لم تلق القوات أي مقاومة رُغم التنبؤ بوقوع معارك دموية وطويلة في آخر محاولة للمدينة لرد تلك القوات.
اكتسحت الدبابات الخط الأمامي لأبواب القصر الرئاسي في غضون دقائق لتنتهي عقود من الحرب.
وقامت قوات فيتنام الشيوعية، العديد منهم حفاة وبعضهم من المراهقين، بتطويق جنود الحكومة، ورفعوا أعلامهم الحمراء والزرقاء.
وتوقفت أعمال النهب والسلب التي عمّت البلاد على مدار الـ24 ساعة الماضية وتم استعادة السلطة في نهاية هذا اليوم. وبقيت السفارة الأمريكية هي الوحيدة المغلقة والصامتة رغم نهب ما فيها وسرقته.
وعلى الفور تم إعادة تسمية (سايجون) إلى اسم (مدينة هو تشي مينه). ووعد بيان صادر من الحكومة الثورية الانتقالية في باريس باتباع سياسة عدم الانحياز والتوحيد السلمي لفيتنام. وتتابعت الاعترافات من جميع حكومات العالم بالاعتراف بالحكومة الثورية الانتقالية.
جاء استسلام الحكومة الفيتنامية الجنوبية بعد الجلاء الأمريكي المسعور الأخير من المدينة بأربع ساعات فقط. وكان الرئيس فورد، الذي طالب بمساعدات خيرية للفيتناميين، فخوراً بأنه استطاع إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الفيتناميين في عملية الإجلاء المسعورة الأخيرة بالطائرات الهليكوبتر.
لكن قيل إن هناك إذلالاً كبيراً في الولايات المتحدة لحالة اليأس والفوضى التي عمت في الساعات الأخيرة من الوجود الأمريكي في فيتنام.
وأصدر الرئيس أوامر للسفن الأمريكية بالبقاء على السواحل الفيتنامية لالتقاط اللاجئين، بيد أن هذه المحاولة باءت بالفشل نتيجة لمنع قوات فيتنام الشمالية اللاجئين من الهروب.
|