* كتب - سامي اليوسف
لم يتدخل الحكم عبدالرحمن الجروان في التأثير على نتيجة أو مجرى مباراة الاهلي والهلال (2-1) المؤجلة من الجولة الخامسة عشرة.. لكنه لم يبلغ درجة الامتياز في إدارته للمباراة كما توقعت رغم نجاحه في احتساب ركلة جزاء هلالية نتيجة الدفع للكابتن الهلالي سامي الجابر من قبل المدافع الأهلاوي عماد صديق داخل منطقة الجزاء وهو القرار الذي قد يتردد في احتسابه حكام من حملة الشارة الدولية..!
كما ان البداية التحكيمية للجروان في المباراة جاءت متميزة لكن ما لبث ان اختل توازنه وسقط في المرتبة الوسطى من النجاح كنتيجة لم اكن أتوقعها.. ولعل أبرز الملاحظات التي سوف أذكرها ترتكز في ثلاثة محاور رئيسية..
الأولى: عدم توحيد قراره في الانذارات.
الثانية: عدم فهمه واستيعابه الجيد لمواد القانون خاصة فيما يتعلق بالمادة (12) الاخطاء وسوء السلوك.
الثالثة: عدم التقدير الجيد للأخطاء..
سوف استعرض ابرز الحالات التي تستحق الذكر والتي لابد ان تؤخذ بعين الاعتبار سواء من المراقب الفني للمباراة الدولي السابق محمد الشرف أو اللجنة الرئيسية للحكام.. وفق المحاور الثلاثة التي ذكرتها.. ففي الشوط الأول.. احتسب خطأ للهلال لمصلحة تركي الشايع في منتصف ملعب النادي الأهلي وزاد على ذلك القرار انذاره لكابتن الأهلي المدافع الخبير محمد الخليوي بالبطاقة الصفراء.. وهذه الحالة تعكس ثلاثة أمور.. الأولى الموقع غير المناسب للحكم رغم قربه الشديد.. الثانية.. سوء التقدير.. الثالثة.. انفعالية الحكم باستجابته مع انفعالات لاعبي الهلال بقيادة الكابتن عبدالله شريدة.. الذي كان يستحق الانذار لاعتراضه على الحكم الذي مال إلى تطبيق روح القانون بعدم اشهار البطاقة الصفراء للشريدة.. فاللعبة أساسها كان دخول عنيف من تركي الشايع على قدم المدافع الخليوي الذي كان يهدف ويلعب على الكرة وليس قدم اللاعب الهلالي.. وقد اصيب الشايع نتيجة دخوله الخاطئ.. فالقرار واضح هنا.. ان يحتسب الخطأ لمصلحة الأهلي ويبادر إلى انذار الشايع بالبطاقة الصفراء على الفور.. لكن الحكم ونتيجة وقوفه خلف اللاعب الهلالي لم يشاهد اللعبة كما ينبغي وزاد على خطأ موقعه وعدم وضوح زاوية الرؤية لديه.. بخطأ سوء التقدير للعبة.. حيث سمح بمواصلة اللعب اعتقادا منه انه يعطي مبدأ اتاحة الفرصة للهلال وعندما فقد اللاعب الهلالي الكرة عاد ليحتسب خطأ ضد الخليوي ويأمر باسعاف اللاعب ثم ينذر كابتن الأهلي..!!
خطأ الإسقاط
** كما أن الجروان وقع في خطأ فادح يعكس سوء فهمه لمادة الأخطاء وسوء السلوك عندما وقع خطأ بين لاعبين هلالي وأهلاوي خارج حدود الملعب.. تحديدا خارج خط التماس بالقرب من الحكم المساعد الثاني محمد حامد الغامدي.. ليوقف اللعب ويعود لاستئنافه مرة أخرى بضربة حرة مباشرة لمصلحة الهلال.. وهنا يقع الخطأ الفادح.. فالمادة واضحة وصريحة.. لان استئناف اللعب في هذه الحالة يتم بعملية اسقاط الكرة في موقع اللعب واللاعبين عند ايقاف اللعب لأول مرة..!! ونستغرب هنا ان يفوت مثل هذا الخطأ على حكم جيد ومتمكن وقريب من نيل الشارة الدولية كالجروان..
الإنذارات
يبدو أن مسألة عدم توحيد القرار في الإنذارات مشكلة يعاني منها الحكم المجتهد عبدالرحمن الجروان.. فاللعبات أو الحالات التي تم خلالها توجيه انذارات للاعبي الفريقين متفاوتة وغير متساوية.. فمثلاً كان يفترض انذار لاعب وسط الأهلي صاحب العبدالله لكنه لم يفعل.. بينما أنذر المهاجم الهلالي سيسيه في لعبة لا تستوجب الإنذار..!
كذلك عندما احتسب ركلة جزاء للهلال وهو القرار الذي اوافق الحكم الجروان في احتسابه لوجود حالة دفع تعرض لها سامي الجابر من المدافع عماد صديق.. قام الجروان بإنذار المدافع الأهلاوي صديق رغم ان الحالة لا تستوجب رفع البطاقة الصفراء.. كما ان ثمة حالات لم تكن تستوجب اطلاق الصافرة والإعلان عن خطأ.. راح يحتسبها الجروان (فاولات) لا داعي لها..!
بالطبع يجب ان نشير إلى ان الحكم عبدالرحمن الجروان من الحكام الجيدين والمجتهدين الذين يحرصون على تطوير مستوياتهم وسرعة تلافي أخطائهم.. ولم أكن اتوقع صراحة ان يقع في مثل هذه الأخطاء غير المنطقية.. وعليه ان يرجع لشريط المباراة ويشاهد الحالات التي أشرت إليها آنفاً كي يلعب دور الناقد الامين لأخطائه والراصد لها لأن ذلك أبلغ وانجع في تلافيها مستقبلاً..
أما فيما يتعلق بلياقة الحكم البدنية وتعاونه مع مساعديه وسيطرته على المباراة والوقت بدل الضائع الذي احتسبه على مدار الشوطين.. فقد كان صائبا بقراراته في هذا الجانب.
|