عرفت الزميل الشهيد (إن شاء الله) ابراهيم المفيريج عن بعد كزميل حرف متميز بالعديد من الخصال منها النشاط والمثابرة والاخلاص لعمله الصحافي.. فضلاً عن اخلاصه وتفانيه اللامحدود لميوله الرياضي.. وكنت أكثر اعجاباً بوفائه لتوجهه وعشقه للنادي الذي يميل إليه رغم تضاد ميولي مع ميوله الرياضية.
** وخلال فترة من الفترات لمست في طرحه المتتالي بعض الاندفاع الملحوظ الذي يتنافى كلياً مع انطباعي الذاتي عن اخلاقياته.. وبخاصة حماسه الشديد في الدفاع عن بعض المواقف والأحداث والأشخاص أيضاً ممن تحوم حولهم وحولها بعض الشبهات في حينه، ومنهم اللاعب سيئ الذكر (أوهين كيندي).
** ولأنني على قناعة تامة من سلامة نوايا الراحل العزيز وكوني أكثر ثقة من انه (رحمه الله) على جانب كبير من التقوى والورع (ولا أزكيه على الله) ولكنني أحسبه كذلك والله حسبنا جميعاً.. ومن باب المناصحة والحب في الله.. فقد كتبت له رسالة خاصة ملخصها لفت نظره إلى بعض الأمور التي ربما لا يعلمها.. وطلبت منه في رسالتي مراجعة الذات مع الاستئناس بآراء أهل الاختصاص فيما أبديته من ملاحظات لكي يكون على قناعة تامة ولكي يكون على بينة من أمره، قبل اتخاذ أي قرار.. وحتى لا يقع في فخ الاندفاع والحماس غير المحسوب دون ان يدري.. سيما وان ملاحظاتي تتمحور حول المبادئ والقيم الدينية بعيدا عن أمور (الكورة) وشؤونها.
** ولم ألبث من الوقت الا القليل حتى لمست تغيرا جذرياً في تعاطيه مع تلك النقاط والملاحظات.. وأخيراً الاقلاع عن التعاطي معها نهائياً.. مما يعني انه (رحمه الله) استفاد بشكل مباشر أو غير مباشر من مناصحتي له كأخ كبير وان كان لايعلم بأنني اكبره في السن.. كذلك لايعلم انني زميل مهنة، لأنني تعمدت اصلاً عدم الافصاح عن هذه المعلومات في رسالتي لأسباب أردت منها الخير لي وله، والتي أحسب انها تحققت.
** لم تأخذه العزة بالإثم.. ولم يكابر، مما يؤكد على أنه بذرة صالحة، جوهرها يضاهي مظهرها.. وإنها قابلة للتراجع عن الخطأ عند التثبت.. وهذه لعمري من أهم صفات الرجل العاقل الحصيف الصادق في تدينه والمتمسك بمبادئه السامية.
** رحم الله الفقيد ابراهيم المفيريج.. وأسكنه فسيح جناته هو ومن سار على دربه ممن ضحوا بأرواحهم من رجال الأمن البواسل دفاعاً عن الحق والدين والوطن.
** والخزي والعار لمن باعوا ضمائرهم، وخانوا أهليهم ووطنهم، وأسلموا رقابهم للشيطان يقتادهم كما تقاد النعاج إلى محرقة الإرهاب!!!.
** وسلمت يا وطن الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين في كافة اصقاع المعمورة من كل مكروه.. ولا نامت أعين الجبناء.
التنومي.. هذا المواطن الصالح
** ثمة صنف من الموظفين يعتقدون ان واجباتهم الوظيفية تنتهي بمجرد ان يغادر الموظف باب الدائرة التي يعمل بها بعد انقضاء وقت الدوام الرسمي.
** في حين ان هناك انماطا أخرى من الموظفين الذين تظل إحساساتهم بواجباتهم، واستشعارهم لمسؤولياتهم لازمة لهم سواء كانوا يمارسون تلك الواجبات داخل دوائرهم أو كانوا خارجها.
** والاستاذ عبدالله التنومي يعتبر أحد النماذج الماثلة للموظف والمواطن الصالح الذي تمتزج الواجبات الوظيفية بالواجبات الوطنية والاجتماعية في مفاهيمه وقناعاته سواء بسواء.
** هذا الرجل يعمل مسؤولاً بالعلاقات العامة في إدارة مكافحة المخدرات.. تلك الإدارة الهامة، والهامة جداً والتي تعنى بواحدة من أكبر وأهم المخاطر المحدقة بالأمة وبأجيالها الحاضرة والقادمة.. والتي تأتي في تقديري بالمرتبة الثانية بعد الإرهاب ان لم تكن توازيه.. ألا وهي (المخدرات).
** تلك السموم المتسربة إلى أعماق المجتمعات بكافة مستوياتها وثقافاتها، بواسطة عينات من الخلق جلودهم جلود بشر، وسحناتهم سحنات بشر.. ولكن ضمائرهم ضمائر ذئاب.. ونفوسهم تسكنها الشياطين ويمتلكها الشر؟!!.
** عينات تجردت من أي وازع ديني أو أخلاقي أو حتى انساني؟!.
** والتنومي الذي أتحدث عنه.. والذي جمعتني به أكثر من مناسبة اجتماعية خارج نطاق الوظيفة ومسؤولياتها ومتطلباتها.. اكتشفت ان ضمير ووجدان هذا الرجل يحملان من الهموم المتعلقة بواجبه الشخصي وبمسؤوليات إدارة مكافحة المخدرات تجاه المجتمع ما ينوء عن حمله قبيلة من الرجال الأشداء.
** فهو لايفوت أي فرصة أو مناسبة، خاصة أو عامة كبيرة كانت أم صغيرة، حتى وان كانت على المستوى الأسري دون ممارسة ما يؤمن بأنه واجب ديني ووطني قبل ان يكون وظيفيا.. وذلك بتوعية الحضور كباراً وصغاراً.. وحثهم بأسلوبه اللبق ودماثة خلقه فضلا عن خبرته الطويلة في مجال تخصصه على مواجهة ذلك الخطر الداهم بكل الوسائل.. يقيناً منه بأن التصدي للمخدرات وتحجيم رقعة انتشارها ومن ثم القضاء عليها هي مسؤولية جماعية.. وإنها تبدأ من وعي واستشعار الأسرة لواجباتها الأساسية للحفاظ على شباب الأمة من الوقوع في براثن ذلكم الداء القاتل.. وقديماً قالوا: قيراط وقاية خير من قنطار علاج.
** أنا أعلم ان مثل هذا الكلام ربما يغضب التنومي كونه يرى ان ما يقوم به من مجهودات في هذا الجانب إنما هي من أوجب الواجبات.. ولكن أليس من الواجب أيضاً ان نقول له ولامثاله شكراً، وأكثر الله من أمثالكم.
** وحمى الله شباب الأمة من مزالق الانحرافات ومهاوي الردى، آمين.
دفعة
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوده أبوه |
|