Friday 30th April,200411537العددالجمعة 11 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تعقيباًَ على رئيس التحرير تعقيباًَ على رئيس التحرير
ليس غريباً على ساسة البيت الأبيض..فالتاريخ خير شاهد

سعادة رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ - خالد المالك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت على ما كتبتموه ونشرتموه في عدد الجزيرة (11525) وبقلمكم الرصين تحت عنوان (حكم وخصم)، ولقد أصبتم كبد الحقيقة حيال ما كان متوقعا مما يمارسه البيت الأبيض تجاه قضايانا العادلة، وكان يمنينا بأحلام السراب التي ذهبت مع أدراج الرياح، وبتخاذل فاضح وليس بمستغرب من زعامات تحكم البيت الأبيض، وتكون سندا لعصابات الإرهاب الصهيوني.. فقرار الرئيس الأمريكي الشهير بحرمان الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم المحتلة عام 1947م واعتبار الانتفاضة إرهابا ليس بغريب ولا جديد، فهو الذي منح وسام اللقلب للمجرم شارون بأنه رجل السلام!! فكيف نعقد على ساسة البيت الأبيض آمالنا لتحقيق حقوقنا المغتصبة؟! إن التاريخ خير شاهد والوقائع خير برهان.. فسياسة الكذب والخداع وأسلوب المراوغة والمماطلة ونهج سلوك التضليل هي سمة بارزة لكل من تعاقب على قيادة البيت الأبيض.. ولقد أعجبني ما قاله وكتبه الكاتب الأمريكي (ديفد ديوك) ونشر بعدد الجزيرة (10749) حيث سرد التاريخ الأسود لعصابة الكيان الصهيوني، وعلى رأسهم شارون بقوله: (إن شارون هو أحد كبار الإرهابيين في العالم، ويداه ملطختان بالدماء، فهو مسئول عن ذبح، وبدم بارد على الأقل ل( 1500) رجل وامرأة وطفل في مخيمات صبرا وشاتيلا.. ثم قال في عام 1982م قام شارون بوصفه وزيرا للدفاع بقيادة الغزو الإسرائيلي للبنان، وقام بقصف بيروت بالقنابل وتدميرها - إذ إنه قتل من النساء والأطفال خمسة أضعاف ما مات في هجوم نيويورك - هذا القصف قام به يهود يستخدمون طائرات نفاثة وقنابل قدمتها لهم أمريكا..
ثم يواصل قوله منذ عام 1948م والشعب الفلسطيني يواجه الإرهاب المستمر ضده من إسرائيل، آلاف القرى الفلسطينية طمست، وعشرات الآلاف من البيوت نسفت، أو جرفت أو ألقيت عليها القنابل في فترات السلم، عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال قتلوا، ناهيك عن العديد من الضحايا فاقدي البصر والمعاقين والمشوهين، ومئات الآلاف ممن أودعوا بالسجون الإسرائيلية وعذبوا.. ويقول أيضا اذا كان كل من ارتكب عملا إجراميا تجاه أمريكا يجب أن يعاقب، فإنه يجب وضع إسرائيل في أعلى القائمة.. ويقول معظم الأمريكيين لا يعون حقيقة الارهاب الاسرائيلي لأن الإعلام اليهودي يخفي عنهم الحقائق.. وقال جرائم إسرائيل وأعمالها الإرهابية في حق أمريكا لم يتم تجاهلها بل تمت مكافأتها) لا فض فوك يا ديفد ديوك. هذه مختطفات مما قاله شخص أمريكي دعاه ضميره الإنساني الحي أن يقول الحقيقة، وعلى أرضه وبين الملأ.. إن ساسة البيت الأبيض عرف عنهم الحب والولاء والتعصب لعصابات الإجرام الإسرائيلي وبدعمهم السياسي المعروف والعسكري المشهور وأصبحوا يملكون إحباط القرارات الدولية أو تجميدها فلا يعترفون بقرار أممي او إقليمي إلا ما يخدمهم ويحقق أهداف الكيان الصهيوني.. إن هذا التمرد الأمريكي والاستهتار الصهيوني لم يكن يحصل لو أن العرب اعتمدوا على الله أولا، ثم على أنفسهم ثانيا، وعدم وضع ثقتهم الكاملة لدى ساسة البيت الأبيض لحل قضاياهم، وإعادة حقوقهم، وهذا ينم عن قمة الضعف والانهزامية، أمام عدو يمنيهم بأحلام السلام وسراب المبادرات ورسم الخرائط التي ما أفلح البيت الأبيض بالوفاء بها، ولو واحدة منها.. إن أي أمة لا يمكن أن تستعيد حقوقها من خلال المفاوضات أو التنازلات أو الانطلاق وراء كل مبادرة يطرحها العدو، وهذا هو الحاصل من العرب تجاه قضايانا.. إن تاريخنا الماضي الذي صنعه الأوائل أكد أن ما أخذ بقوة، لا يعاد إلا بقوة، فالمطالبات والاستنجادات والتنازلات لا تزيدنا إلا ضعفا، ولا تزيدنا إلا تأخرا.. صحيح أننا هزمنا سياسيا وعسكريا واقتصاديا، وأيضا إعلاميا، ولكن لم نهزم داخليا، فإرادتنا تزداد يوما بعد يوم، وقد حان الوقت لنقول للعالم كله نحن أمة لنا تاريخنا وحضارتنا، ولنا قيمتنا وكرامتنا، ولا نرضى بحياة الذل والهوان، ويجب أن تكون الثقة بأيدينا لا بأيدي عدونا، وأن الحل يكون لدينا لا لدى غيرنا، فعندئذ سينظر العالم لنا نظرة احترام وتقدير، ويقف وقفة إجلال وإكبار، وهذا ليس بعسير إذا صحت النوايا، وصدقت العزائم واستفيد من نكبات الماضي.. هذا ما كان والله المستعان.

ناصر بن عبدالعزيز الرابح
مشرف تربوي في تعليم حائل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved