قرأت في صفحة عزيزتي الجزيرة طرحاً جريئاً ومميزاً ومهماً بعنوان (رؤية على طاولة معالي وزير التربية والتعليم) لكاتبه عبد الرحمن السعيد تطرق فيه إلى ما يعانيه طلاب الابتدائي الأصحاء من دمج ذوي الاحتياجات الخاصة ممن لديهم بعض المشاكل الفكرية والعقلية في فصول مستقلة بجانب فصول أطفال الابتدائي الأصحاء.
وإليكم تجربتي المريرة مع هذه الحالة: كان طفلي الصغير يدرس في احدى المدارس التي تطبق فيها عملية الدمج وقد لاحظت شرود ذهنه وكثرة بكائه وعدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة وعندما اسأله يقول: أخاف من طلبة الفكرية، لم آخذ الأمر في البداية بواقع الجد لكني تفاجأت به ذات ليلة يصرخ ويصيح وهو نائم ويقول جاءني.. أخاف أن يضربني.
أيقظت ابني من نومه وهدأت من روعه وأحسست بخطورة الموقف على عقله وقررت نقل ابني من المدرسة إلى مدرسة اخرى بالرغم من بعدها عن المنزل، وبدأ ابني يتحسن ويستعيد نفسيته ولكنه دائما يكرر: ارجوك يا أبي لا اريد مدرستي الأولى.
اتصور ان من يدعون الى عملية الدمج لم يخوضوا هذه التجربة لابنائهم بل يعتمدون على تقارير المدارس وللعلم فإن كل مدرسة يطبق فيها هذا النظام يصرف لإدارتها حوافز مادية مغرية وجيدة للجهد الذي يؤدونه ومن هذا المنطلق الكثير يتمنى أن يكون ادارياً.
عزيزتي الجزيرة
دعيني اسأل قراءك الكرام واقول: من منا لو خيّر لابنه بين مدرستين متجاورتين احداهما تطبق عملية الدمج والأخرى لا تطبقه فماذا يختار لابنه؟ لا ارغب أن يقول أحد يجب علينا أن نضحي فالتضحية الواجبة هي لخدمة الدين والمليك والوطن وليس بالأطفال الصغار.
أنا اتفاعل واتضامن مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يعانون من بعض المشاكل الفكرية والعقلية فهم فلذات اكبادنا ولكن تعاطفي معهم لا يعني التضحية بالأطفال الأصحاء.
انني اؤيد الكاتب عبر منبرك لدعوته اساتذة الجامعات والكتاب والأطباء النفسيين للإدلاء بآرائهم كما انني أدعو معالي وزير التربية والتعليم الذي هو أهل للدعوة بإعادة النظر حيال ذلك.
فهد الناصر |