إن الكشف عن جذور الغلو والتطرف والإرهاب في حياة المسلمين يعد من عوامل التخلص من الخلل الذي أثقل كاهلهم وأضعف قوتهم وفرق كلمتهم، فمعرفة الخلل موصل الى علاج ما نشأ عنه من ضعف وتفرق.
ولأهمية الكشف عن تلك الجذور تتابعت جهود العلماء العاملين في دراسة المناهج التي يسير عليها دعاة التطرف والغلو والارهاب، فوجدوها مختلفة في أصولها وقواعدها.
ونظراً لمنزلة منهج الدعوة في الإسلام، كان اهتمام العلماء المحققين في المحافظة عليه كبيراً، وفي نشره وتبليغه ثابتاً، لإدراكهم أن هذا المنهج القويم هو العاصم لهذه الأمة من مضلات البدع والفتن.وعليه يمكن أن نجمل أبرز جذور التطرف والغلو والإرهاب عند دعاتها في الأمور الأساسية التالية:
1- الجهل بالكتاب العزيز وبالسنة النبوية وبطريقة الأئمة المجتهدين وبمنهج العلماء المحققين.
2- الجهل بمقاصد الشريعة والجهل بتنزيل أحكامها على الوقائع المستجدة.
3- الجهل بوقائع الأمور وظروفها وملابساتها.
4- عدم الاحاطة بأصول الشريعة وفروعها.
5- الجمود في فهم نصوص الشريعة.
6- التأويل الشخصي الذي لا يخضع لضوابط وأصول التأويل.
7- اتباع الأهواء والآراء الشخصية.
8- الطاعة العمياء وتقديس القيادات.
إن التحليل النفسي للمتطرفين يكشف لنا عن عمق الانطباع بالبيئة المضطربة التي تعيش بين المتناقضات الذي عكس على نفسياتهم عقم الفهم السليم للإسلام عموماً وللدعوة إليه خصوصاً.لقد أمر الله تعالى بالاجتماع والائتلاف ونهى عن الافتراق والاختلاف، فقال عز وجل {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ } «103 سورة آل عمران » .
كما حذر سبحانه وتعالى من سلوك طرق الاختلاف والفرقة من الأمم السابقة، حيث يقول جل ذكره {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}«105 سورة آل عمران».
ختاماً نؤكد على أن معالجة أسباب الغلو والتطرف والإرهاب مهمة مشتركة بين جميع الدعاة والعلماء والفقهاء والمدرسين والباحثين والمثقفين.
|