في وقت يتهيأ فيه كل موظف مدني وعسكري للذهاب إلى بيته للراحة مع أولاده بعد نهاية دوام أسبوع، والاستعداد لقضاء العطلة الأسبوعية في التنزه ولقاء الأحبة والأصدقاء، وإدخال الفرحة والبهجة على نفوس الأطفال بعد نهاية أسبوع عمل ودراسة، تأتي فئة مجرمة ضالة استحوذ عليها الشيطان وزيَّن لهم سوء أعمالهم لتقوم تلك الفئة بعملها الإجرامي الذي استهدف مبنى الإدارة العامة للمرور بمدينة الرياض والذي وقع يوم الأربعاء الموافق 2-3- 1425هـ على يد شلة شريرة حادت عن طريق الإسلام، واتخذت منه ستاراً تسبب بإزهاق أرواح مسلمين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فئة لا يحتكمون لا إلى العقل ولا إلى الدين ولا إلى الإنسانية، شرذمة حاقدة على ما وصلت إليه بلادنا من إنجازات يشهد بها القاصي والداني، نفوس مريضة وحاقدة ومشوّهة تحمل حقداً دفيناً على هذه البلاد الطاهرة التي نشأت على ترابها، وأكلت من خيراتها ثم تتنكَّر لهذا كله وتلجأ إلى النسف والتدمير، ونشر الرعب في نفوس الآمنين، وقتل المسلمين المحرم قتلهم بالإجماع، والسعي في الأرض فساداً، أين هذه الفئة مما أجمع المسلمون عليه إجماعا قطعياً على عصمة دم المسلم وتحريم قتله بغير حق، وأن من قتل مسلما متعمداً فقد توعَّده الله بالغضب والعذاب الأليم والخلود في النار، ها هو المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ يصدر بيانه حول هذه الحادثة ويورد فيه من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة ما يؤكِّد حرمة هذا العمل الإجرامي، وأنه من أكبر الكبائر فهل قرأت هذه الفئة الضالة الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تحرِّم فعلتهم؟ أم أنهم أداة في يد أعداء الأمة الإسلامية وأعداء هذا الوطن القائم على حكم الشريعة الإسلامية، ولكن هيهات هيهات فما زادتنا هذه الأعمال التخريبية والإجرامية إلا عزيمة وصلابة وقوة للقضاء على هذه الفئة الضالة المنحرفة، بل زادت من التفاف المواطن حول قيادته والوقوف مع رجال الأمن في خندق واحد للقضاء على هذه الشرذمة بأفكارها الهدامة وأفعالها الشنيعة، واجتثاثها من جذورها.
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يديم الأمن والاستقرار على هذا الوطن الغالي وأن ينصر قادته، وأن يرد كيد الكائدين والمفسدين والحاقدين إلى نحورهم وأن يغفر لمن استشهد ويرحمهم ويسكنهم فسيح جناته، ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، ويمنَّ على المصابين والجرحى بالشفاء العاجل إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلَّم على سيِّدنا محمد وآله وصحبه.
|