في حياة كل أمة رجال أفذاذ..
في مسيرتهم..
وعطائهم..
وبالانطباع الخلاّق الذي يتمتعون به لدى الآخرين
ويتحدث به الناس عنهم أحياء كانوا أو أمواتاً..
***
نماذج كثيرة من هؤلاء..
يشعر المرء بفداحة الخسارة..
وبالشعور بالألم..
كلّما قيل عن هذا بأنه قد ودع الدنيا..
وأن ذاك قد تركها إلى غير رجعة..
وأن هناك من قد مات..
***
وفي دنيانا الفانية..
حيث همومها ومشاكلها..
وحيث المباهج في فترات منها..
بين ابتسامة ورضا..
وتكشيرة وغضب..
يقطع كل منا المسافة بين الحياة والموت..
يأمل أن تكون رحلته هذه فيها كل مضامين الخير والحب والعطاء..
***
أشعر الآن ودائماً بمثل هذا..
وكثيراً ما أراجع به الكثير من المواقف بما في ذلك ما يحزنني من الصور..
واستعرض معه حياة الخالدين منَّا..
حين يسري إلى سمعي أن كبيراً منّا وفينا قد خسرناه..
وبخاصة حين أتيقن بأن الدموع والأسى لا تعطي
عن صفحته البيضاء ولو بعض حقه علينا..
***
وأمس، وبانقضاء شطر من ليل طويل حزين أثار
الأسى في نفسي ونفوسنا جميعاً..
بغياب ذلك الشهم الذي يشهد له كل من عرفه بالسماحة والعطاء وحب الخير والإخلاص للوطن..
مع تواري ذلك الإنسان عن أنظارنا وقد كان واحداً من الركائز المشهود لها بالبذل والعطاء في خدمة الوطن..
وبدوره في سجل الإنجازات الكثيرة والمتميزة وبخاصة الاقتصادية منها على امتداد أكثر من خمسة عقود خلت..
ماذا يمكن لمثلي أن يكتب مع رحيله وقد كان نموذجاً للخيّرين وقدوة لمن تشهد له أعماله الإنسانية والاقتصادية بحبه للوطن وتفانيه في خدمته..
***
لقد مات الشيخ محمد العبدالله الجميح..
العَلَمْ والمُعَلِّم..
والرجل الذي كان رجلاً في مجموعة من الرجال..
بعقله الراجح..
وفروسيته..
وحكمته..
وحسن تصرفه
فخسرناه وخسره الوطن..
***
كان للفقيد حضور في كل ميادين العطاء..
سبّاقاً إلى الخير..
مقداماً بخطواته المتميزة في البذل العطاء..
دون شح في دور يحتاج من الفقيد إلى موقف يخدم به الوطن..
وهكذا عاش حياته وأفنى عمره..
وعلَّم غيره وتعلَم منه العمل الأمثل لأداء
الواجب نحو من يستحقه..
***
أجل، يموت الرجل العملاق..
ويختاره الباري جل جلاله إلى جواره
فلا ترى طلعته بعد اليوم..
فيما ستبقى أعماله خالدة وشاهدة أبداً على مكانة الرجل..
بوصفه نموذجاً لرجل الخير والبر والحب للوطن
وأهل الوطن..
فوا حزناه، ويا خسارتاه..!..
***
رحمك الله يا أبا عبدالله..
وعوَّضك بما هو خير وأبقى..
وأجزل لأهلك الصبر والسلوان..
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.
|