هاتفتني إعلاميةٌ تفرح بخطوتها الناهضة كي تُدْلي في (الشأن) النِّسائي في مجتمعنا، وتُرغِّب فيَّ لأن أكون واحدةً ممَّن يبدون الرَّأي في (انتفاضة المرأة السعودية)!!
بادرتها بدهشة السُّؤال: (انتفاضة؟) ما الذي تقصدين؟ قالت: (مشاركة المرأة في جمعية حقوق الإنسان؟)، قلت: والرَّجل أيضاً يشارك فيها فهي جمعية بكر، قالت: (طيِّب في مشاركتها في الحوار الوطني)، قلت: والرَّجل أيضاً يشارك فيه فهو مشروع بكر، قالت: ظهورها في البرامج الإعلامية!!
قلت: يا بنيتي، إنَّك تقصدين نساءً في مجتمع تعلّمن فيه، ورُبيّن على قيمٍ ثابتةٍ، وحصلن على الدرجات العلمية، وتقلدن من المناصب أعلاها، وأشدَّها مساساً بالحياةِ العلميةِ والإداريةِ والاقتصاديةِ والفكريةِ والإعلاميةِ قبل أن يأتي مَنْ يثير حولهن كلَّ هذه (الضَّجة)، ولعلَّ تأثير ما يُثار في النِّساء ممَّن لا يأخذن الأمور بوعيٍّ ودرسٍ وتمحيصٍ سبب في وسم هذه التوجهات بما ليس فيه وجه من الدِّقة والمثل في هذا عبارتك (انتفاضة المرأة) إنَّ المرأة في مجتمعنا يا بنيتي تختلف عنها في المجتمعات الأخرى، فنحن في مجتمع له خصوصيته، التي مهما حُوربت أو شُوِّهت أو سُعي لأن تتبدَّل فإنَّ شيئاً من ذلك لن يمسَّ الجذور والثوابت، يبقى، إنَّ التعامل مع المسألة النِّسائية يحتاج إلى وعيّ شامل، وإرجاع صائب إلى ما أقرَّه لها شرع الله وفق شريعة الله دون اجتهاد خاطئ، أو إخضاع لعادة أو تقليد في كلِّ ما يتعلق بأمورها بما فيها الشخصي تلك الأمور التي خضعت للرأي الفردي، وللتعنُّت التوجهي، وللفهم الخاطئ لسنَّة المصطفى صلّى الله عليه وسلم في التعامل والفقه وأدبيات الحياة، فهي إن حصلت على حقوقها كاملة في ظلِّ هذا الشَّرع بوضوحٍ ودقةٍ وأمانةٍ فإنَّ مسيرة واجباتها سوف تكون كذلك، يبقى أمرٌ وهو حاجة المرأة إلى الحذر من التَّعامل مع ما يثار حولها فلا تذهب بها الأمواج كي لا تغرق في طين شواطئها.
|