دراسة توصي بتفعيل السياحة الإلكترونية عربياً على ثلاث مراحل

* الرياض - الجزيرة:
شاركت الهيئة العليا للسياحة في اجتماعات الدورة (26) للجنة منظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط، والتي اختتمت فعالياتها أمس الخميس في العاصمة السورية دمشق. كما شاركت في ندوة السياحة الإلكترونية التي عقدت على هامشها. وبحثت الندوة في تسويق السياحة إلكترونياً وافضل الممارسات في استخدام الإنترنت لتسويق الوجهات السياحية، فضلاً عن الابتكارات المستندة إلى تكنولوجيا المعلومات في صناعة السفر والسياحة كما ناقش المشاركون الاستراتيجية الوطنية والإقليمية للسياحة الإلكترونية.
وقد شارك في هذه الندوة عدد من المسؤولين في هيئات ووزارات السياحة في الدول العربية، إضافة إلى مجموعة من خبراء منظمة السياحة العالمية، وعدد من الممارسين في القطاع الخاص الذين عرضوا تجاربهم في مجال تطبيق السياحة الإلكترونية وقدمت الهيئة في الجلسة الاولى من الندوة ورقة عمل بعنوان (تطبيق السياحة الإلكترونية في الدول العربية).
وأوصت الدراسة التي أعدتها هيئة السياحة الدول العربية بتفعيل السياحة الإلكترونية عبر ثلاث مراحل، تقوم في المرحلة الأولى بربط إدارات السياحة الوطنية العربية إلكترونياً والتنسيق فيما بينها بشأن عرض المعلومات وإحالة الزائر إلكترونياً إلى الشركات السياحية التي تعتمد السياحة الإلكترونية كاسلوب تسويقي لعروضها السياحية.
كما اقترحت في (المرحلة الثانية) إيجاد البنية التي تمكن المؤسسات السياحية من إتمام الصفقات التجارية وتسوية المبالغ المالية المترتبة عليها، فضلاً عن تمكين السائح من شراء العروض ودفع قيمتها إلكترونياً.
وحسب خطة العمل المقترحة تتوقع الدراسة أن يتم في المرحلة الثالثة تطبيق (السياحة الإلكترونية المتكاملة) حيث سيتمكن العاملون في مجال السياحة من الاستفادة من خدمات التجارة الإلكترونية في مجال السياحة وإنهاء المعاملات المالية إلكترونياً والتنسيق فيما بينهم ومع السياح، علاوة على ربط السياحة الإلكترونية مع بقية الأنشطة التجارية والاقتصادية في البلدان العربية المختلفة.
ودعت الدراسة إلى نشر التوعية بأهمية السياحة الإلكترونية في تحسين الأداء الاقتصادي للمنشآت السياحية خاصة الصغيرة والمتوسطة، وتقديم الدعم الفني لها حتى تتمكن من استخدامها في تطور منتجاتها وتسويقها.
كما شددت على إعداد قواعد بيانات متعلقة بالعروض السياحية على المستوى المحلي والمناطق قبل الشروع في تفعيل السياحة الإلكترونية فعلى سبيل المثال، تتطلب الخدمات المتعلقة بالمواقع السياحية تحديد مواقع الأماكن الجغرافية لذا فمن المهم البدء بمشروع قاعدة بيانات المواقع الجغرافية للمواقع السياحية حتى يمكن استخدامها مع أنظمة السياحة الإلكترونية.
وترى الدراسة أن من المفيد في هذا الجانب إنشاء منظمة لتسويق وإدارة الوجهات السياحية لكل منطقة سياحية في كل دولة من الدول العربية، ولكل بلد عربي على حدة، وواحدة على مستوى الدول العربية مجتمعة.
كما حثت الدراسة الدول العربية المتقدمة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات على تسخير ما لديها من بنية تحتية لخدمة السياحة الإلكترونية والبدء في بناء السياحة الإلكترونية العربية بغض النظر عن عدم جاهزية بعض الدول العربية الأخرى، فضلا عن قيام إدارات السياحة الوطنية باتخاذ المبادرة بإدراج مجال السياحة الإلكترونية ضمن أعمال اللجنة الوطنية الخاصة بالتجارة الإلكترونية في الدول العربية، وذلك من أجل العمل على تطوير الأنظمة والبنى التحتية لتتناسب مع متطلبات السياحة الإلكترونية.
وشارك في إعداد هذه الدراسة فريق عمل برئاسة المملكة العربية السعودية وعضوية المملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر، ودولة الكويت، بتكليف من المجلس الوزاري العربي للسياحة السادس الذي عقد في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية في ربيع الأول عام 1424هـ.