* النجف - بغداد - الوكالات:
قُتل أحد أفراد ميليشيا (جيش المهدي) الشيعية صباح أمس الخميس برصاص الجنود الأمريكيين في ضاحية (مدينة الصدر) شرق العاصمة العراقية بغداد.
وقُتل عضو الميليشيا الموالية لمقتدى الصدر برصاص قناصة أمريكيين أثناء اشتباك بين أفراد الميليشيا وقوة أمريكية أسفر أيضا عن (تدمير) مركبتين عسكريتين أمريكيتين.
يذكر أن أنصار مقتدى الصدر اشتبكوا مع الجنود الأمريكيين في أنحاء متفرقة من العراق على مدار الأيام القليلة الماضية.
من جهة أخرى قال قيس الخزعلي مساعد مقتدى الصدر إن عدد طالبي الشهادة يتضاعف كل يوم وإنهم لا يزالون يسيطرون عليهم، وأضاف أنه عندما يحين الوقت فسيصبح كل هؤلاء العراقيين قنابل بشرية موقوتة.
وتابع أن استعداد الشيعة للاستشهاد دفاعا عن مدنهم قد يكون أمراً جديداً على الساحة العراقية لكن الشيعة هم الذين أخرجوا الإسرائيليين من جنوب لبنان باستخدام مثل هذه العمليات.
وفي شوارع النجف كان بالإمكان رؤية عدد من رجال ميليشيا المهدي أقل كثيرا من أي وقت مضى منذ ثار أنصار الصدر ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة في بغداد وعدد من المدن الجنوبية منذ ثلاثة أسابيع.
وقال الخزعلي إنه لا يوجد لديهم أي نقص في عدد المقاتلين وإن الكثيرين يأتون من شتى أنحاء العراق لدعمهم والقتال في صفوفهم خاصة من العشائر المحيطة بالنجف وإنهم يقولون لهم دوما إن لديهم أعدادا كافية من المقاتلين في الوقت الحالي.
إلا أنه على الصعيد السياسي في المدينة ينظر إلى ميليشيا المهدي نظرة مختلفة.
ويقول مسؤولون في أحزاب شيعية أخرى إن كثيرا من رجال الميليشيا يهجرون جيش المهدي المسلح تسليحا ضعيفا بسبب خوفهم بعد الخسائر الكبيرة التي وقعت في صفوفهم في الاشتباكات التي جرت مؤخرا.
وفي إشارة إلى الضاحية الشيعية من بغداد التي تعاني الفقر الشديد والتي سميت على اسم والد مقتدى الذي اغتيل والتي تدعم الزعيم الشيعي دعما هائلا قال أحد المسؤولين (معظم هؤلاء الناس يأتون من مدينة الصدر).
وقال مسؤول كبير في ميليشيا شيعية أخرى إنهم لم يتلقوا أي تدريب عسكري ويمكنهم الهتاف تأييدا للصدر طوال اليوم لكنه تساءل إذا كانوا يستطيعون الاستمرار في ميدان المعركة، وأبدى شكه في هذا.
ويقوم رجال مسلحون ببنادق من طراز (إي. كي-47) وراجمات صواريخ بحراسة مكاتب الصدر هناك.
وقال نقيب بالشرطة طلب عدم نشر اسمه إن الأحزاب السياسية الأخرى أكدت لهم إن ميليشياتها ستضمن لهم سلامتهم إذا قرر رجال ميليشيا المهدي مهاجمة رجال الشرطة.
ولا يبدي كثير من الناس في النجف حماسا للصدر إذ يرون أن العنف يبعد الزوار من الشيعة عن المدينة ويضر بالاقتصاد المحلي.
ويتبع معظمهم المرجع الشيعي الأعلى الأكثر اعتدالا آية الله علي السيستاني.
وقال علي خالد العنيزي وهو تاجر يعتمد في دخله إلى حد كبير على زوار المدينة من الشيعة الذين يأتون من إيران إنه سئم ما يحدث في المدينة وإن معظم المتاجر مغلقة.
وأضاف أنه لا يوجد بالشوارع اكثر من 12 سائحا إيرانيا وتساءل عن الذي سيقوم بسداد الفواتير هل سيكون مقتدى أم جيش المهدي الموالي له وقال إن سكان النجف جميعا سيكونون سعداء للغاية حين يأتي اليوم الذي يخرجون فيه من المدينة.
|