* باتاني - تايلاند - رويترز:
انتشر مئات من الجنود في مختلف أنحاء جنوب تايلاند أمس الخميس لاستعادة الأمن والنظام في المنطقة المضطربة بعد يوم قتلت فيه قوات الأمن بالرصاص ما يزيد على 100 مقاتل مسلم مسلحين بالبنادق والمدي، فيما شكّك البعض في روايات الحكومة التي تزعم مسؤولية المسلمين فيما حدث مشيرة إلى ان مروّجي المخدرات وعصابات الجريمة هي المسؤولة.
وأمر قادة الجيش بنشر كتيبتين إضافيتين في ثلاث مقاطعات في أقصى جنوب البلاد بينما تشهد (أرض البسمات) ما سمته الصحف انه أحد أكثر الأيام دموية في تاريخ تايلاند الحديث، حيث بدا سكان المنطقة وقد سيطر عليهم الوجوم بعد المذبحة.
وقال رئيس الوزراء تاكسين شيناواترا ان 107 ممن قال انهم (قطاع الطرق) وخمسة من الجنود والشرطة قتلوا في القتال الذي بدأ عندما شنّ شبان يرتدون ملابس سوداء وبعضهم يضع شارات إسلامية هجمات في الفجر على حوالي 15 مركزاً للجيش والشرطة.
وأثارت التقارير عن المهاجمين الانتحاريين وصور جثث أغرقتها الدماء لرجال مسلحين بأسلحة خفيفة نشرت في الصفحات الأولى للصحف مخاوف من ان تمرداً إسلامياً انفصالياً اجتاح المنطقة في السبعينات والثمانينات قد عاد للانتقام.
وقال الجنرال بالوب بنماني الذي أشرف على معركة دامية في مسجد في مدينة باتاني لراديو بانكوك (يمكنني ان أقول ان المرحلة العسكرية بدأت للتو). وأضاف (تقييمنا الحالي هو ان عدد رجالهم المسلحين ومجنديهم يقدر بالآلآف). ويخشى محللون من ان تجد شبكات دولية متطرفة مثل تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن في الشبان المسلمين المستاءين في تلك المنطقة الفقيرة أرضاً خصبة للتجنيد.
وسارع المنتقدون إلى التشكيك في إصرار تاكسين وابن عمه قائد الجيش الجنرال تشايسيد شيناواترا على ان المخدرات والجريمة هما سبب العنف وليس العقائد الانفصالية أو الدينية.
وقالت صحيفة الأمة (نيشن) في افتتاحية في الصفحة الأولى (ما لا يراه الزعيمان أو يتظاهران بانهما لا يريانه ان هذا ليس إدماناً أو قطع طرق هذا يتعلق بعقيدة متعصبة لا يعرف أحد منا انها موجودة على هذا النطاق الواسع). وفي المعركة التي وقعت بالمسجد استخدم الجنود الغاز المسيل للدموع واقتحموا المسجد الذي أقيم منذ عدة قرون وقتلوا ما يزيد على 30 مسلحاً كانوا مختبئين بداخله.
وتجمع حشد غاضب لمراقبة الجنود وهم يسحبون جثثهم من المسجد الذي امتلأت جدرانه بآثار طلقات الرصاص.
وبينما تعهدت بانكوك بان تدفع الأموال لترميم الضرر اللاحق بالمسجد العتيق حاول السكان المذهولون تقييم ما حدث.
ومما يدعم حجة الذين يقولون ان مروجي المخدرات والعصابات وراء هذه الأحداث وليس ما تقول الحكومة انهم من المسلمين، ان هذه المنطقة تعتبر معقلاً للجريمة التي تغذيها تجارة قائمة على التهريب عبر الحدود مع ماليزيا المجاورة إلا ان محللين يقولون ان ذلك لا يفسر ان عدداً كبيراً من المهاجمين يوم الأربعاء كان من الشبان المسلمين الذين بدا أنهم مستعدون للموت. ودعت السلطات إلى التزام الهدوء فيما يدور نقاش بشأن ما إذا كانت سياسة (التشدد) التي تم تبنيها إثر موجة عنف اندلعت في يناير كانون الثاني هي الطريقة الصائبة لكسب ود سكان محليين تربطهم علاقات قليلة مع البلاد التي يغلب البوذيون على سكانها.
وعبّرت وزارة الخارجية الامريكية عن قلقها بشأن العنف وأوضحت انها جاهزة لأن تساعد الحكومة التايلاندية في إخماد الاضطرابات.
وقال ادم ايريلي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية للصحفيين (إننا قلقون بشأن العنف في جنوب تايلاند... إننا على اتصال بالسلطات التايلاندية ونحن على استعداد لتقديم أي مساعدة قد يحتاجون إليها).
|