* عمان - الجزيرة - خاص:
أعلن المدير التنفيذي لمنظمة (إحياء ذكرى دير ياسين) البروفيسور دانيال ماكجوان عن تدشين نصب تذكاري في الولايات المتحدة تخليداً لذكرى مجزرة دير ياسين التي استشهد فيها أكثر من 250 فلسطينياً من الرجال والنساء والأطفال في بلدة دير ياسين قرب القدس في 9 نيسان عام 1948.
وقال ماكجوان ل(الجزيرة): إن النصب التذكاري عبارة عن منحوتة برونزية لشجرة الزيتون التي ترمز إلى السلام وأنه قد تم وضع النصب في بلدة جنيف بولاية نيويورك. وهذه هي المرة الأولى التي يقام فيها نصب تذكاري في الولايات المتحدة تخليداً لذكرى ضحايا المجزرة.
وأوضح ماكجوان أن اقتلاع الزيتونة يرمز إلى الأرض التي ظلت على مدى عقود مملوكة للفلسطينيين من مسلمين ومسيحيين، وتشير الأغصان المتفرعة إلى عذاب الفلسطينيين وسلبهم أعز ما لديهم على مدى عقود متتالية. ومع أن الأغصان الممتدة تبدو ميتة، إلا أنها حيّة أيضاً.
وقال إن الهدف من تدشين النصب التذكاري هو أن الفلسطينين وغالبية الدول العربية يتذكرون مجزرة دير ياسين في إطار المقاومة التي أبدوها حينذاك ضد الإذلال ومحاولة تجريد السكان الفلسطينيين الذين عانوا على مدار 55 عاماً من التشريد والترحال والنزوح القسري عن وطنهم الأم.
وأضاف لقد أقيم هذا النصب التذكاري من أجل إبقاء الذاكرة حيَّة وكتذكار لهذه القرية الوديعة التي طمست وتبدلت معالمها.
وتابع أن إنشاءه جاء كصرخة مدوِّية للعالم بهدف إجبار شعوب هذا الكون على تذكر سياسة التطهير العرقي التي ارتكبت آنذاك وعدم نسيان المجازر التي نفذت ضد الفلسطينيين الذين نجوا من هول هذه المجزرة.
واستطرد ماكجوان قائلاً: لقد أقيم النصب بغية إلقاء الضوء على ظروف الحياة المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون حالياً والتي تشبه نظام الفصل العنصري البائد الذي كان سائداً في جنوب أفريقيا.
وأشار إلى أن أبناء الشعب اليهودي أنشؤوا متحفاً للذاكرة يلقي الضوء على (الكارثة) التي حلَّت بهم. وأضاف للأسف فإن حالة اللا اكتراث للتاريخ الفلسطيني ما زالت سائدة في إسرائيل وأمريكا، بل أصبحت أيضاً تسوء بصورة كبيرة وتكتنفها الكراهية، مشيراً إلى أن إنكار نكبة الفلسطينيين بحد ذاتها هي دعاية كريهة وهي لا تشكل أي قاعدة للسلام مستقبلاً.
ويرى ماكجوان أن السلام الحقيقي لن يتحقق طالما لم تكشف الحقيقة المأساوية التي حلَّت بالشعب الفلسطيني وأيضاً إذا استمر العالم في تجاهل الفلسطينيين.
وكان ماكجوان قد اقترح في لقاء له مع الرئيس ياسر عرفات إنشاء منظمة دير ياسين في الذاكرة اليهودية الفلسطينية تهدف إلى إقامة نصب تذكاري دائم يخلد ذكرى المجزرة ولدى المنظمة الآن التي نصف أعضائها الحاليين من اليهود فروع دولية أشهرها في إنجلترا واسكتلندا وأستراليا إلى جانب المقر الرئيسي في الولايات المتحدة. وتنشط الفروع والأعضاء من أجل زيادة الوعي بأهمية هذا النصب التذكاري وإحياء الضمائر للاهتمام بتخليد التاريخ الفلسطيني.
وكانت منظمة (إحياء ذكرى دير ياسين) قد كلفت النحات العربي الأمريكي خليل بن ديب الذي نشأ في المغرب والجزائر بإعداد النصب التذكاري الخاص بذكرى المذبحة. ويعد ابن ديب الذي هاجر إلى ولاية كاليفورنيا ولم يتعد الـ20 من عمره أشهر تشكيلي أمريكي من أصل عربي.
وقد حصل على درجة الماجستير في جامعة جنوب كاليفورنيا قبل أن يتحول رساماً للكاريكاتير ونحاتاً محترفاً.
وأول تمثال نحته وعرض في أمريكا هو تمثال اليكس عودة، الفلسطيني الذي كان مديراً إقليمياً للجنة العربية الأمريكية لمناهضة التمييز الذي اغتيل في مكتبه عام 1985. وقد نصب التمثال العام 1994 في مدينة سانتا ان في ولاية كاليفورنيا.
البرنامج النووي الإسرائيلي والمعايير المزدوجة
لعل وصمة المعايير المزدوجة هي أقل تهمة توجه لإسرائيل على خلفية فضيحة كاشف أسرار البرنامج الإسرائيلي النووي موردخاي فعنونو الذي أطلق سراحه بشروط متشددة في إسرائيل.
فهذا الرجل الذي قبع في السجن ثماني عشرة سنة أكد للعالم ما كان يتكهن به ألا وهو أن إسرائيل دولة نووية، قامت دون أي قيد دولي ودون الالتزام بأي اتفاقية دولية أو بروتوكول عالمي بتطوير برنامجها النووي ولم تخضع لأي مساءلة دولية .
كما تطلب الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية من دول مثل ليبيا وإيران، بإلحاح من إسرائيل نفسها، بل بمبادرة منها في أحيان كثيرة.
|