شارون يستجدي أعضاء حزبه تأييد خطته والاستطلاعات لغير صالحه
استشهاد فلسطيني ومحاولة لاغتيال اللواء الجبالي وأمريكا تحذر رعاياها من غزة

  * جنين غزة واشنطن الوكالات:
استشهد شاب فلسطيني فجر أمس الخميس في قطاع غزة الذي يشهد توتراً ملحوظاً تمثل في جانب آخر في استهداف قائد الشرطة الفلسطينية بالقطاع بالاغتيال من قبل مجهولين، فيما ناشدت الولايات المتحدة مواطنيها عدم التوجه إلى غزة توقعاً لعمليات انتقامية على مقتل قادة حركة حماس، وفي غضون ذلك يجهد رئيس الوزراء الإسرائيلي للحصول على تأييد حزبه لخطته التي تستند إلى الانسحاب من غزة، لكن استطلاعات الرأي تظهر معارضة كبيرة لهذه الخطة.
فقد استشهد الفلسطيني طارق أبو سرور (20 عاماً) صباح أمس الخميس وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن الجيش الإسرائيلي قتل أبو سرور وهو من كتائب شهداء الأقصى إثر هجوم على مستوطنة كاديم في شمال الضفة الغربية.
وبحسب هذه المصادر ومصادر أمنية فإن أبو سرور استشهد بعد أن فتح النار على جنود إسرائيليين يتولون حراسة المستوطنة.
وكان الجيش الإسرائيلي يطارد الشهيد أبو سرور بتهمة المشاركة في هجمات مختلفة.
وفجر الخميس أيضاً وقع انفجار أمام بوابة منزل قائد الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة ما أوقع أضراراً مادية، من دون أن يصيب أحداً بأذى، وفقاً لإفادة أفراد في الشرطة الفلسطينية وشهود عيان.
وقالت المصادر لوكالة فرانس برس إن (الانفجار وقع نتيجة عبوة زرعت على بوابة منزل اللواء غازي الجبالي قائد الشرطة في منطقة الرمال في مدينة غزة بعد خروجه من المنزل بوقت قليل ما ألحق أضراراً في بوابة المنزل وواجهته إضافة إلى بعض الأضرار في منازل مجاورة).
ووصل العشرات من أفراد الشرطة والدفاع المدني إلى المكان على الاثر، وقال أحد أفراد الشرطة (تم فتح تحقيق لمعرفة ملابسات ما حدث).
وأوضح شهود أن سلك هاتف يمتد من بوابة المنزل على مسافة أكثر من مئة متر استخدم في عملية التفجير. ولم يصدر بيان رسمي في شأن الانفجار الذي لم تعرف الجهة التي تقف وراءه.
وتعرض اللواء الجبالي قبل أشهر عدة لمحاولة اغتيال في مكتبه في غزة.
إلى ذلك حذرت الولايات المتحدة مساء الأربعاء مواطنيها من السفر إلى إسرائيل وإلى الأراضي الفلسطينية، وطلبت منهم مغادرة قطاع غزة على الفور، خوفاً من عمليات ثأرية بعد اغتيال مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين وخلفه عبد العزيز الرنتيسي.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان (بعد اغتيال قياديين اثنين في حماس على يد إسرائيل في أقل من شهر، صدرت تصريحات عن عناصر في حماس ومجموعات إرهابية أخرى تهدد بالانتقام عن طريق ضرب مصالح أمريكية، الأمر الذي يمكن أن يترجم بعمليات خطف).
وأضاف البيان أن (وزارة الخارجية تطلب من المواطنين الأمريكيين مغادرة غزة فوراً وإرجاء كل سفر مقرر إلى إسرائيل والضفة الغربية وغزة بسبب القلق الحالي على الأمن).
وقتل ياسين في غارة جوية إسرائيلية في غزة في 22 آذار - مارس، وقتل الرنتيسي في غارة أخرى في 17 نيسان - إبريل.
ومن جانب آخر حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي إرييل شارون أعضاء حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه من رفض خطته للفصل مع الفلسطينيين أثناء الاستفتاء الداخلي المقرر إجراؤه الأحد المقبل.
وقال شارون عبر الإذاعة العامة وإذاعة الجيش الإسرائيلي (لا يجوز أن تكونوا معي وضد خطتي. فمن يثق بي يجب أن يصوت مع خطتي)، لكنه لم يهدد بالاستقالة في حال رفض خطته.
وكان آخر اظهر استطلاع جديد للرأي أمس الخميس أن 51 في المئة من أعضاء حزب ليكود الذي يتزعمه إرييل شارون يعارضون خطته للانسحاب من غزة في مقابل 39 في المئة يؤيدونها ومثل ذلك أسوأ نسبة تأييد للخطة قبل الاستفتاء الذي يجريه الحزب عليها يوم الأحد القادم.
وأظهر الاستطلاع الذي أجراه راديو إسرائيل أن ستة في المئة من أعضاء الحزب لم يحسموا أمرهم بعد بشأن خطة (فك الارتباط) التي تقضي بإزالة 12 مستوطنة في غزة وأربع مستوطنات في الضفة الغربية مع احتفاظ إسرائيل بالتجمعات الاستيطانية الكبيرة في الضفة والتي روج لها شارون على أنها المخرج الوحيد من الأزمة القائمة في الصراع مع الفلسطينيين الذين يشنون انتفاضة ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ ثلاث سنوات ونصف السنة.
وأظهر استطلاعان آخران للرأي نشرتهما صحف إسرائيلية أمس ميلا نحو التصويت ب (لا) على خطة شارون بين أعضاء الليكود وعددهم 193000.
وخلص استطلاع للرأي العام نشر في صحيفة إسرائيلية أمس الخميس إلى أن 47 في المئة من أعضاء حزب ليكود يعارضون خطة الانسحاب من غزة بينما يؤيدها 39 في المئة وهو ما ينبئ بأن شارون قد يخسر استفتاءً حاسماً يجريه الحزب في الثاني من مايو -أيار بشأن الخطة.
إلى ذلك قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إنه سيطالب خلال اجتماع لرباعي الوساطة في الشرق الأوسط الأسبوع المقبل في نيويورك بدور دولي أكبر في الانسحاب المزمع لإسرائيل من غزة.