Friday 30th April,200411537العددالجمعة 11 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أنهار في شوارع الرياض أنهار في شوارع الرياض
فهد الحوشاني

كثيرا ما نقرأ تصريحات لبعض الخبراء والمهتمين بشؤون الماء وكانت تلك التصريحات تطمئننا أن لا خوف علينا من نقص المياه ونحن على ظهر هذه الصحراء القاحلة! بل ويؤكدون لنا أننا نعيش فوق بحر متلاطم وليس له قرار ذلك ما قالته لهم صور الأقمار الصناعية! حتى تخيل البعض أننا يمكن أن نصدر الماء بعد أن ينفذ البترول! ولعل ما يحدث الآن في شوارع الرياض يكون تأكيدا عملياً لتلك التنبؤات وأن البحر الذي كنا نبشر بوجوده قد بدأ يعلن عن نفسه فبعض الأحياء بالفعل تفجرت شوارعها بل وأرصفتها عن مياه غزيرة تشق طريقها بين المساكن إلى حيث المنخفضات لتسكنها!! ولقد حاول بعض السكان وضع سدود ترابية وبعضها إسمنتيه خوفاً من دخول المياه إلى بيوتهم أو لجعلها تبتعد عنها ولكن ذلك لم ينفع لأن مستوى الإسفلت في الشوارع ليس له منسوب وإنما ينفذ حسب اجتهادات العمال لذلك فشوارعنا تحتوي على مختلف التضاريس منخفضات ومرتفعات وأخاديد وتشققات وحفر مما يؤهل بعض شوارعنا لتكون وسيلة إيضاح لمعلمي مادة الجغرافيا! وهذه الظاهرة عامة، فكثير من الأحياء ظهرت بها المياه مثل النسيم والسويدي وغيرها لكن حي الربوة خاصة شرق شارع النهضة يتميز عن غيره بطول مجرى المياه الذي قد يصل إلى مئات الأمتار وبعضها يتفرع إلى شوارع عدة وهذه المياه الجارية اخضرت بسببها الأرصفة ونبتت الأشجار والحشائش ولكن الغريب أن العصافير لا تقربها!
أحد السكان قال: لم يعد مهما وجود المياه على الإسفلت وجريانها بهذا الشكل وليس مهما تطنيش مصلحة المياه والصرف الصحي لمياه يفترض أنها مسؤولة عنها ولكن المهم أنهم فقدوا الإحساس بالشم وأن أنوفهم لم تعد تؤدي عملها كالسابق بعد أن تعرضت بشكل مركز لرائحة المجاري التي طفحت وفاضت في الشوارع وليس لديهم حل إلا الصبر لكنهم يخافون على صحتهم وصحة أسرهم بعد أن انتشر البعوض والحشرات كما أنهم يخافون على أجهزتهم التنفسية بعد أن (شموا) من الروائح ما يكفي. كان يقول هذا الكلام بعد أن عبر إلى سيارته متأرجحاً من فوق لوح خشبي وكأنه لاعب سيرك وقد رفع طرف ثوبه مخافة أن يقع في الماء الجاري وكان متلثما ولم يبرز منه إلا عيناه!! وأضاف: لو استمر تدفق المياه بهذا الشكل فإنه يمكن أن تصبح الرياض في فترة قريبة عظيمة الشبه بمدينة البندقية لأن القوارب بالتأكيد ستحل محل السيارات وستزدهر تجارتها واستيراد الجديد منها والمستعمل وسيظهر وكلاء القوارب بدل وكلاء السيارات، وطبعا ستكون أسعارهم مثل وكلاء السيارات نار وقطع الغيار والصيانة نارين! لكننا سنكسب عدة أمور حيث ستختفي الضوضاء وسنرتاح من إزعاج المفحطين الذين لا يحترمون أنظمة المرور وستقل الحوادث فالقوارب أكثر أمانا وسينعم أفراد المرور بالراحة وستكسب إدارتهم من جديد من بيع لوحات مميزة للقوارب!! وربما أصبحت الرياض مدينة سياحية عالمية كالبندقية لكن الفرق بين الرياض والبندقية أن السياح لا يمكن أن يزوروها إلا بقوارب مجهزة بالكمامات وبعد أن يلبسوا ملابس واقية ولكنهم سيجدونها قليلة السكان لأن نسبة كبيرة منهم ستنتقل إلى مدن قريبة منتظرين أن تقوم مصلحة المياه والصرف الصحي بعمل واجبها تجاههم!!.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved