Thursday 29th April,200411536العددالخميس 10 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

10-7-1391هـ الموافق 31-8-1971م العدد 358 10-7-1391هـ الموافق 31-8-1971م العدد 358
هذا حصاد الدور الأول.. فماذا في الدور الثاني..؟!

*بقلم - فاروق بن زليمة:
انتهيت مؤخرا من عملية تفريغ ذهني من آثار نتائج مباريات الدور الأول من الدوري العام. ولم يعد لدى ما يجعلني ارتبط بها.. واربط بآثارها نتائج مباريات الدور الثاني.. وهي عملية يجب أن يتبعها كل مولع بهذه (اللعبة الشعبية) حتى لا يكون هناك ارتباط شعوري سواء كان سلبا أم إيجابا.. إذ إن الأندية ولا أقصد الأربعة الموجودة لدينا بوجه التحديد،وإنما قصدي جامع وشامل تنطوي تحته جميع الأندية في أنحاء المعمورة.. إذ هي تماما كالترمومتر.. وعلى هذا الاعتبار فمن الأفضل لنا أن نتكلم مع المتكلمين.. وان نقر أن ما هو حاصل عندنا يتخبط فيه غيرنا، نادي درجة ثانية في بريطانيا يتغلب على بطل الدوري الإنجليزي وفريق وستهام حين اخذ بطولة أندية أوروبا انهزم في مصر 5-3 والى ما هنالك من نتائج ما تدل على أن الفجوة مازالت تسخر من كل الكلمات التي قيلت، والمحاولات التي بذلت وقديما قال أحد حكماء كرة القدم (الكرة مستديرة) ليس لها حدود.. ولا يمكن تحديد نتائجها وهي بالفعل كذلك وستظل جوهرها كما هو شكلها.. تدور على كل من يدور في فلكها. وفي دقائق تحيل من كان في عاليها الى سافلها وبالعكس.
وبمناسبة انتهاء الدور الأول من الدوري العام وجدت نفسي مضطرا نتيجة لتقصيري أن أمر مرورا على مبارياته بنفس الأسلوب الذي عهدتموه ومللتموه.. والمحطة الأولى التي سننطلق منها هي مباراة اليمامة والهلال.. وهي مباراة أكثر ما يمكن أن يقال فيها انها اقل في مستواها من المتوسط ودون كل الآمال التي كانت معلقة عليها.. والأحلام التي راودت عشاق كرة القدم في مباراة شيقة وممتعة.. اعتاد الهلال واليمامة إخراجها للجماهير. وبنهاية المباراة كان التفوق فيها بالنتيجة لصالح الهلال.. ولم تكن نتيجة فرضها لاعبو الهلال بقدر ما كانت اختيارية تداعى أمامها خط دفاع اليمامة وحارسها الذي بدأت تظهر عليه بوادر الشيخوخة وهو في سن الشباب. أما إذا كان من قائل يقول بقوة الهلال وبالأخص خط هجومه.. فلست أنكر عليه قوله: ولكن لا اقره أساسا في مباراته مع اليمامة كعامل من عوامل فوزه عليها.. إذ لم يكن هجومه متجانسا كما لم يكن دفاعه من المناعة بحيث يحد من خطورة هجوم اليمامة.. ويمنعه من الوصول إلى مرمى (بن نصير) الذي كاه مهزوزا.. ليحقق التعادل. أو تحويل النتيجة لصالحه، وكان الهلال فعلا هلالا في مباراته الثانية مع الشباب وكذا كانت اليمامة في مباراتها الثالثة مع الشباب أيضا.. ولو أن اليمامة لعبت بمستواها الذي لعبت به مع الشباب نفس مستواها مع الهلال لكان فوزها عليه مضمونا.
بعد خروج الهلال من مباراته الأولى مع اليمامة فائزا بنقطتين تعثر النصر في أولى مبارياته أمام الشباب بتكتيكه غير الفعال والمجدي معا وبصورة هزيلة، فكان أن اخرج النصر وكسب نقطتين ليتقدم إلى جانب الهلال.
والتفوق الشبابي على النصر وجدت فيه شيئا من تفوق الهلال على اليمامة مما دعاني إلى الاعتقاد بأن التنافس على المقدمة سيظل محصورا بين الهلال والشباب، وهو شبح يكاد يهدد نتائج النصر واليمامة ويؤثر عليها لحد فقد الأمل.. ولقد أعطى فاروق الأهداف لهجوم الهلال ميزة التفوق والقوة ولدفاع النصر اطمئنانا اكثر على وضعه آنذاك.. ليزاح بذلك الستار عن هجوم الشباب ويعريه من أي صفة تقترن بالخطورة. ليكون طاقم اليمامة بأكمله دون مستوى الرجاء والأمل.
وفي الأسبوع الثاني لمباريات الدوري وفي يوم الخميس كما هو معلوم.. تقدم النصر ليكون إلى جانب الهلال والشباب على اثر انتزاعه نقطتين من اليمامة بعد أن لملم صفوفه على اثر هزيمته من الشباب.. ليظل فريق اليمامة في المؤخرة وبدون أدنى أمل بإمكانية الحصول على النقطتين المتبقيتين بينه وبين الشباب الذي بعثر أحلام النصر.. ومن هنا تماثل الشبح للظهور.. وبدا واضحا لجمهور اليمامة.. والجو كان عموما ينذر بعدم قدرة لاعبيها على تحقيق شيء من هذا القبيل.. ولو نقطة تعادل لان مشكلتها حتى ذلك الوقت كانت كامنة في كامل خطوط الفريق ماعدا بن سيف في الدفاع ومبارك الناصر في الهجوم بحيث لا يسمح بمجرد التفكير في مثل ذلك ناهيك عن التفوق الذي بدأه وكأنه سابع المستحيلات.
في هذه المباراة جرى تعديل على خارطة الفريقين.. أرجعت اليمامة محمد سلمان إلى خط الدفاع فأضفى عليه تحسنا بعض الشيء.. واستبدل به في خط الوسط لاعب ناشئ (الراجح) فأعطى الوسط اليمامي تفوقا وتعقلا في اللعب ألغى به دور اللف والتمرير غير المركز الذي كان يمثله السلمان قبل رجوعه للدفاع.. في حين أن النصر أشرك لاعبه الناشئ (فرحات) وحافظ عليه حتى نهاية المباراة، وقد لعب فرحات مباراة كبيرة.. ولذلك استحق الثقة.
وفي يوم الجمعة من الأسبوع الثاني دخل الشباب والهلال مباراتهما الثانية. وكلاهما في حوزته نقطتان.. آذن.. فقد كان التفوق المدروس عنصر مهم يفرضه التنافس التاريخي.. والسباق إلى مقدمة الدور الأول.. وهو أمر يساعد الفريق في حالة الإخفاق في مباراة أو مباراة ونصف في مباريات الدور الثاني.. وكانت المعركة بين الفريقين..حامية بالفعل.. بين خط الهجوم النافذ.. وخط الدفاع الرادع.. على حد تعبير الزميل تركي السديري كانت الغلبة فيه لخط الهجوم النافذ الذي كانت تنتهي مهمته عند مؤخرة رأس بن سالم.. في حين ظل الدفاع الرادع بدون مكمل لصموده الرائع.. وبدون نهاية تنتهي عندها تخليصاته المستمرة ومقاومته المتواصلة.
وبذلك أثبت هجوم الهلال قوته وتفوقه بأن زادت بين أفراده درجة الانسجام وارتفعت إلى الحد الذي أنهى معه أربع هجمات ما كانت لتنتهي ويأتي إخفاق الشباب في عجز هجومه عن مجاراة دفاعه وهذه هي المشكلة التي يعانيها فريق الشباب وباستمرار وهي حاليا متمثلة في الثلاثي العميل.. عبد الرحمن إبراهيم.. والصاروخ فالأول يمثل وجه شبابي قديم جاد في محاولاته مخلص إلى ابعد حد ولكن هذا كله دون ما فنيات ومرونة تساعدان على تحريك الهجمة وإنعاشها بالصورة المطلوبة فنيا وفق مقتضيات مفهوم الكرة الحديثة. أما الثاني فلا جهد والا مرونة ولا فتيات، واما الثالث فهو وجه من وجوه الشباب المستجدات إلا أن بقايا من اللعب القديم مازالت مترسبة في أعماقه مما طغى على ألعابه وجعلها شاذة بين العاب زملائه المستجدين كمحسن بخيت مثلا وخالد سرور.. ,هذا ما جعله يشكل الضلع الثالث في مشكلة الشباب الثلاثية. وقديما طالبنا بضرورة تقديم الصومالي لينتعش به خط الهجوم وتزداد حيويته وذلك لتوفر الظهر يمثل الصومالي أحسنها لاحتلال المقدمة في خط الهجوم. وفي الدقائق الأخيرة من هذه المباراة استجاب المدرب وقذف بالصومالي في خط الهجوم دون أن تسبق ذلك محاولات تركيز عليه من قبل كبديل مناسب لأول عنصر فشل في خط الهجوم.. ومع ذلك تحرك هجوم الشباب بوجود الصومالي لحد أن البعض توقع من الصومالي التعادل والمباراة تعانق دقائقها الأخيرة.
وفي الأسبوع الثالث التقى الشباب واليمامة في آخر مباريات الفريقين في تنافس شديد على المركز الثالث.. وظهرت اليمامة في هذه المباراة على غير عادتها في المباراتين السابقتين برز أفرادها بمستوى كانت في حاجة إليه في المباريتين السابقتين وكذلك قدم هجوم الشباب بقيادة الصومالي أشياء ما كان من الممكن تقديمها لو لم يقدم على تقديم الصومالي.. في حين ظهر الدفاع اقل مستوى من مباراتيه السابقتين.
وعموما فقد كان هجوم الشباب في الشوط الأول خطرا على اليمامة حين كان خاليا من مشكلته المزمنة اللهم إلا عبد الرحمن إبراهيم الذي ظل بين الصومالي والجمعان وخالد سرور شاذا في ألعابه.. وقد سدد الصومالي ببراعة هدف التعادل في اقل من سبع دقائق.. أما في الشوط الثاني فقد ازداد الأمر تعقيدا بالنسبة لهجوم الشباب حين لم يعثر المدرب في قائمة الاحتياطيين سوى العميل والصاروخ، وخرجت اليمامة بنقطتين لتترك المؤخرة من نصيب الشباب.
وكانت مباراة القمة.. مباراة التنافس بين الهلال والنصر.. ذهبت لمشاهدتها ولم يعد في ذهني أي اثر لنتائج مباراياتهم السابقة على اعتبار أن مبارايات النصر والهلال من التنافس بحيث لا يمكن أن تربط نتائجها بأي اعتبار أو مؤثر آخر على اعتبار الفوز وتأثير النتيجة.. ومن هنا فقد استقلت هذه المباراة استقلالا ذاتيا أبعدها عن كل ما كان مطبوعا في الاذهان وعن سواها من مبارايات مع بقية الأندية.. فالمقاومة فيها والصمود شيء مؤكد ولا يمكن لأي منهما التخلي عنه ولن كان أشلاء متناثر من عجايز الملاعب.
ومن هذه الناحية انطبعت أهمية المباراة في قلوب عشاق كرة القدم في الوسطى. ومن هذه الزاوية أفرغت ذهني تماما من النتائج السابقة التي بلغت حد الصدمة بالنسبة لجماهير الهلال التي لم تتوقع من فريقها ذلك العرض السيء.. وكذلك جماهير النصر لم تكن متوقعة ذلك المستوى المشرف من جميع خطوط فريقها.
لعب النصر هذه المباراة بتكتيك سهل وانتشار مدروس أفسده القميزي بسرعة تهديفاته التي كان من الممكن أن يستفيد منها وسط الهجوم فيما لو حولها إليه..
وعموما فقد لعب النصر بخطة هجومية صرفة إذ كان ناصر الجوهر يغزو باستمرار وسط ملعب الهلال مما افقده فاعليته المعهودة في حين كان بن صليح وسعود أبو حيدر اللاعب المتجدد باستمرار يبطلا فاعلية محسن بخيت وابن عمر اللذين استسلما للحصار ولم يحاولا التغير وتبادل المراكز أبدا مما سهل مهمة دفاع النصر في أماتة هجمات الهلال وحصرها فقط على محاولات حسين العليان والطعيمي في الشوط الأول.. ليلحق النصر بالهلال في عداد النقاط.. ويبقى الهلال متفوقا عليه في نسبة الأهداف..
* والآن.. ماذا يا ترى سيحصل في الدور الثاني؟
هل سيواصل النصر زحفه ويأخذ بطولة الوسطى كما جرت عليه العادة أم يفرط فيها؟ أم أن الهلال يا ترى سيجمع شتاته بعد الهزيمة ويعود إلى الساحة من جديد محافظا على تفوقه؟
أم ماذا.. وماذا يمكن أن نتوقع بعد ما وصلت أنديتنا الآن إلى ما وصلت إليه.. بعضها ارتفاع في مستواها وبعضها هبوط فيه.
الشباب تقهقر بعدما تصدر.. والنصر زحف نحو المقدمة بعدما تأخر عنها.. هل ترى يتحول الشباب بأشباله بعد أن أوقف لاعبوه الأربعة إلى مارد يكتسح باقي النقاط وهو أمر لن يكون مستبعدا إذ فعل ذلك الهلال في العام الماضي حين تخلى عن كبار لاعبيه وفعل بهم العجب.. أو ماذا يا ترى؟
أم أن القمقم اليمامي الذي بدأت تتصاعد الأدخنة من فوهته يمهد لخروج عفريت ضخم ينتصب في ساحة ملعب الملز كما برج (ايفل) أما ماذا؟!
المهم أن نفرغ أذهاننا من جميع النتائج السابقة حتى نستطيع استيعاب عجائب الدور الثاني ومفاجأته.. ولنكن على استعداد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved