الحقيقة التي يقررها العلم.. والمنطق والرأي الحصيف.. هي أن الحاضر لا يستقيم الا على اسس وطيدة من الماضي.. ولولا الماضي العريق لما تربعنا على حاضر عميق.. هذه هي قصة الماضي والحاضر.. وما بينهما من ارتباط وثيق هو الارتباط بين الأبناء والآباء، ولعل من القواعد المسلم بها انه من لا ماضي له لا حاضر له.. وشرف الماضي يدعم شرف الحاضر.. والعزة الشماء التي حصلنا عليها في تاريخنا العزيز توقد في نفوسنا العزة لاختيار المكان المجيد بين أمم الارض .. من عاداتنا في الماضي الكرم والوفاء والنجدة والحمية.. ونصرة الأخ ظالما او مظلوما.. وكذلك الخلق الكريم.. والايثار.. ترى لو أصبح الانسان عطلا من هذه الصفات هل يصبح انسانا بالمعنى الصحيح.. وهل يتصف بالمثل العليا التي نادي بها المرسلون، اذن فنحن مدينون للآباء بما خلفوه من تراث فكري وكنوز علمية.. جاءت نتيجة صهر الروح والجسد.. وبالرغم من وجود الصعوبات في التأليف وامكاناته.. الا ان العزيمة التي لا تشلها العوائق اوجدت تراثا علميا.. في الدين والاجتماع والفلسفة لا غنى للدارس الحديث عنها.. وما ألمحنا اليه ماهو الا مثال صغير لما يشهده الحاضر من سمو الفكر العلمي والعزائم الجبارة في الماضي العريق راجيا ان يكون له في نفوسنا الصدى الكبير.
|