في مثل هذا اليوم 29 ابريل من عام 1970 شنَّت القوات الأمريكية والفيتنامية الجنوبية هجوماً محدوداً على كمبوديا، وتضمنت الحملة 13 عملية أرضية كبيرة لتطهير ملاجئ الفيتناميين الشماليين على بُعد 20 ميلا داخل الحدود الكمبودية.
وشارك في الهجوم حوالي 50000 جندي من فيتنام الجنوبية و30000 من القوات الأمريكية لتصبح أكبر عملية حربية منذ عام 1967
بدأت العملية بمهاجمة قوات فيتنام الجنوبية لمنطقة (باروت بيك) التابعة لكمبوديا، وفي أول يومين اشتبك عدد من قوات فيتنام الجنوبية مع الجنود الشيوعيين وقتلوا منهم 48 جنديا بينما فقدت فيتنام الجنوبية 14 جنديا من قواتها وجُرح 157 آخرون. وبدأت المرحلة الثانية من الهجوم بسلسلة من العمليات المشتركة بين القوات الأمريكية والقوات الفيتنامية الجنوبية، وكانت هذه العمليات تهدف إلى تطهير الملاجئ الشيوعية الواقعة في منطقة (فيشهوك) بكمبوديا والتي يعيش معظم سكانها حياة منعزلة خاملة، وقتلت القوات الأمريكية بالتعاون مع القوات الفيتنامية 3190 شيوعيا بأرض المعركة واستولت القوات على كميات كبيرة من غنائم الحرب منها أسلحة 2000 فرد و300 شاحنة و40 طنا من المواد الغذائية. وفي الوقت الذي رحلت فيه القوات الأرضية الأمريكية عن كمبوديا في 30 يونيو، اكتشفت قوات التحالف واستولت علي إمدادات ومعدات للعدو أكبر 10 مرات من تلك التي استولت عليها داخل فيتنام الجنوبية خلال العام الماضي برمته.
ويعتقد الكثير من المحللين أن الهجوم على كمبوديا يُعد ضربة موجعة للشيوعيين، حيث تم إبعاد وحدات الجيش الأساسية عن الحدود وإضعاف معنوياتهم ورغم ذلك، فقد أثار هذا الهجوم غضب الحركة المناهضة للحرب في الولايات المتحدة. وتسببت هذه الأنباء في خروج العديد من المظاهرات المُنددة بالحرب، منها مظاهرة جامعة كينت ستيت التي تسببت في مقتل أربعة طلاب برصاص قوات الحرس الوطني التابع للجيش.
كما أدت التظاهرات في جامعة جاكسون ستيت في الميسيسيبي إلي مقتل طالبين عندما فتحت الشرطة النار علي بيت للطلاب الداخليين. هذا وقد أعرب العديد من أعضاء الكونجرس عن غضبهم إزاء هذا الهجوم وشعروا بأن نيكسون يقوم بتوسيع دائرة الحرب بصورة غير قانونية. وأعقب ذلك سلسلة من القرارات والمبادرات التشريعية بالكونجرس للحد من السلطة التنفيذية للرئيس.
|