في مثل هذا اليوم 29 ابريل من عام 1992 اندلعت أعمال عنف عرقي في لوس أنجليس عقب صدور قرار من هيئة المحلفين بتبرئة أربعة من رجال الشرطة البيض من تهمة الاعتداء بالضرب على سائق السيارة الزنجي رودني كينج. وتسبب القرار، الذي أصدرته هيئة من المحلفين وجميعهم من البيض، في احتجاج سياسي كبير وأثار مشاعر سكان جنوب وسط لوس أنجليس ومعظمهم من الزنوج ، وحاولت مجموعة غاضبة اقتحام مقر الشرطة في منطقة العمل قبل أن يُشعلوا النار في الحوانيت والعربات، وتم سحب سائقي السيارات من العربات وضربهم وانقلبت السيارات وأُشعلت فيها النيران ولقي على الأقل خمسة أشخاص مصرعهم رمياً بالرصاص. وكانت أعمال العنف تلك هي الأسوأ من نوعها في المدينة منذ أعمال شغب واتس في1965 والذي راح ضحيتها 34 شخصا، وأعلن حاكم كاليفورنيا بيت ويلسون حالة الطوارئ وطلب تعزيزات من شرطة كاليفورنيا. وفي بيان مقتضب أُذيع عبر التلفزيون قال الرئيس بوش: يجب إيقاف الجريمة والدمار بشوارع المدينة، كما أعرب أيضاً عن قلقه البالغ حيال استخدام العنف الزائد من قبل رجال الشرطة. وعُرضت القضية على شريط فيديو صوّره أحد الهواة في شهر مارس من العام المنصرم وجاء في الشريط صورة أربعة من رجال الشرطة وهم يضربون ويركلون وينهالون بالهراوات على العامل رودني كينج لمدة 81 ثانية بينما كان رجال الشرطة الآخرون يتفرجون على الواقعة.وبعد يوم من وقع الحادث كان شريط الفيديو معروضاً على الشبكات التلفزيونية عبر العالم وأصبح مثار اهتمام الجميع وقد وجهت اتهامات بمدى الوحشية العنصرية ضد الزنوج في لوس أنجليس. وخلال المحاكمة التي استمرت شهرين قال المتهمون الأربعة :إنهم قاموا بهذا العمل دفاعاً عن النفس لكبح جماح السيد كينج الذي قالوا عنه :إنه كان عدوانياً وأبدى مقاومة كبيرة عند محاولة القبض عليه. وعقب صدور القرار قال محامي السيد كينج أن موكله لم ينبس ببنت شفة وكان في حالة من الصدمة والغضب، هذا ويخطط المحامي للاستمرار في قضيته الخاصة لمطالبة المدينة ورجال الشرطة بتعويض قدره 56 مليون دولار. وقال سيناتور الولاية إيد ديفس، الذي كان رئيساً سابقاً لشرطة المدينة، أنه كان مذهولاً ومصدوماً من قرار المحكمة، وعند مشاهدته لشريط الفيديو مثل ملايين الأشخاص الآخرين، قال ديفس: لا يمكنني أن أقبل أن يكون هذا هو سلوك الشرطة في كاليفورنيا.
|