سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
اطلعت على ما نشر في جريدتكم الغراء في عددها رقم 11529 وتاريخ 3-3-1425هـ تحت عنوان (الطلاب ذوو الاحتياجات الخاصة) يروعون (الأصحاء) في المدارس لكاتبه (عبدالرحمن السعيد) والذي ذكر فيه أن الطلاب (ذوي الاحتياجات الخاصة) في المدارس التي تم فيها دمجهم مع طلاب التعليم العام يعانون من خوف منهم وأنهم أشغلوهم عن التفكير بالدرس بسبب مفاجآتهم لهم بحركات لا إرادية وغريبة، كما (زعم) صدور حركات عدوانية من بعضهم ونحن إذ نقدر له رؤيته الخاصة حول الموضوع إلا أن انطباعه الخاص والذي قد يكون متأثراً ببعض المؤثرات (المبالغ) فيها، لكننا في المدرسة التي ذكرها في مقاله أقرب واعلم بما يناسبهم من خلال معايشتنا الدائمة لهم، كما أن المشرفين التربويين ما فتئوا يتابعون أوضاعهم من خلال زياراتهم الميدانية التي يتابعون من خلالها تطبيق إستراتيجية الوزارة في عملية الدمج ولديهم من الدراسات والتقارير ما يشير إلى كثير من التقدم الإيجابي، وما عملية تقارب فصولهم مع فصول بقية طلاب التعليم العام إلا من خلال دراسات مستفيضة، وكأني بكاتب المقال يريد تعميم استثناءات بسيطة قد تحدث حتى من الطلاب (الأصحاء) كما أسماهم وبالتالي لا بد من إجراء يناسب ذلك وهذا مما يعلم المخططون لكافة البرامج التدريبية استحالته ويبنون خططهم وبرامجهم التدريبية على العموم والشريحة الكبرى من المستهدفين، ونحن نرى في المدرسة أن الشريحة الكبرى وعموم الوضع لا يستدعي ما حاول الكاتب تصويره ويتم التعامل مع الحالات التي ذكرها وهي قليلة بكل سلاسة ويسر، وبيننا وبينه واقع الدمج ونتائجه التي ندعوه بدورنا من خلالها إلى أن يتعامل بعقله لا (بعواطفه) الخاصة!!
الأخ عبدالرحمن.. إن لغة الأرقام لهي خير برهان على نجاح فكرة الدمج واقتصر بقولي: إن طلاب التربية الخاصة في العام 1415هـ - 1416هـ 5208 طلاب احتواهم 48 برنامجاً ومعهداً وفي عام 1420هـ - 1421هـ تضاعف عدد الطلاب إلى 19674 وعدد البرامج المنفذة والمعاهد 653.. وهذه القفزة الهائلة في أعداد الطلاب وعدد برامج الدمج يدل دلالة واضحة على نجاح مثل هذه البرامج.
وفق الله القائمين على مصلحة أبنائنا من الغيورين الناظرين إلى مستقبل كل فرد من أفراد المجتمع.
يوسف عبد الله اللحيدان
مدير مدرسة حي الروضة الابتدائية |