في ظروف المنطقة التي تشهد تصاعد الاعتداءات عليها وبالذات العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكياً والضغوط المتمثلة في الاحتلال للعراق فإن أي استهداف داخلي إنما يعزز تلك الهجمة الخارجية ويسهم حقيقة في تقويض السلام والاستقرار، مقدماً خدمة لا تحلم بها عناصر التهديد الخارجي التي تسعى لفرض الهيمنة على المنطقة وتنفيذ أجندتها التي تتعارض حتماً مع التطلعات الوطنية.
وفي هذا السياق ينظر إلى الأحداث الأخيرة في سوريا على أنها أعمال إرهابية تصب في مصلحة الاستهداف الخارجي، وانها تسعى لضرب الاستقرار وأنها إرهاب مقيت يتماثل مع ذلك الذي يستهدف المملكة ويشبه من زوايا عدة تلك المؤامرة المهولة التي تم الكشف عنها يوم الاثنين الماضي في الأردن والتي كانت ستأتي على 80 ألف شخص لولا لطف الله وعنايته.
الملامح المشتركة لهذه الهجمات في المملكة والأردن وسوريا تتمثل في الاستهداف الجماعي للناس، وعدم الاهتمام بسقوط ضحايا وسط الأطفال والنساء والمدنيين، إلى جانب استخدام أسلحة ذات قدرات تدميرية هائلة ما يعني ضياع الانجازات والمكتسبات.
وإلى أن تتضح ملامح المؤامرة التي حدثت في سوريا بالكامل فإننا نشير إلى منفذي العمليات المشابهة سواء في المملكة أو الأردن فهم لا ينتمون إلى دولة واحدة، وإن عناصر من غير البلدان المعنية تشارك في العمليات الإرهابية ما يؤكد الصفة الدولية أو الاقليمية تحديداً لهذه العمليات الإرهابية.
ولعل ذلك ينبه إلى ضرورة تفعيل وتعزيز العمل الأمني في الإطار الاقليمي وتجميع الخيوط المشتركة من أجل بناء آليات للعمل الأمني الفاعل الذي يمكن أن يكون مؤثراً في مواجهة هذه البؤر الإرهابية.
|