Thursday 29th April,200411536العددالخميس 10 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لـ( الجزيرة ): مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لـ( الجزيرة ):
تفجير مبنى المرور زاد مؤتمر(موقف الإسلام من الإرهاب) أهمية وانعكس على الباحثين في إيجاد قناعات ومشاعر
كثير من الباحثين زاروا موقع الانفجار وشاهدوا حجم المأساة والعناصر الإرهابية المجرمة يؤمرون وينفذون وقيادتهم خارج بلادنا

*حوار - مسلم الشمري:
أكَّد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية معالي الدكتور محمد بن سعد السالم أن الانفجار الإرهابي المشين الذي حدث في ثاني أيام المؤتمر العالمي الذي نظِّمته جامعة الإمام تحت عنوان (موقف الإسلام من الإرهاب)، زاد الموضوع أهمية وانعكس على الباحثين في إيجاد قناعات وإظهار عواطف ومشاعر تأججت من واقع هذه المعاناة التي تشهدها المملكة من الإرهاب.وقال في حديث خاص ل(الجزيرة) إن هذه العناصر المجرمة المارقة إنما هم إمعات يؤمرون وينفذون وهي شبكة إرهابية قيادتها خارج بلادنا يتلقون تعليماتهم من أعداء لهذه البلاد وأناس يريدون لها الشر، مستبعداً أن يكون لهم قصد في توقيت الانفجار مع فعاليات المؤتمر العالمي.مشيراًَ إلى أن عدداً كبيراً من الباحثين زاروا موقع الانفجار المشين وشاهدوا بأم أعينهم حجم المأساة التي تعاني منها المملكة من الإرهاب متوقِّعاً أن كثيراً من الباحثين سيكون حافزاً كبيراً لهم لإنتاج دراسات وبحوث وكتب وإلى تفاصيل الحوار:
* في ثاني أيام المؤتمر العالمي الذي نظِّمته الجامعة تحت عنوان (موقف الإسلام من الإرهاب) وقع الانفجار الإجرامي الذي استهدف مبنى الإدارة العامة للمرور بالعاصمة الرياض. والسؤال: هل كان لهذا الانفجار الآثم أثر سلبي على المؤتمر والمشاركين فيه؟
- لا شك أن أي إنسان سعودي وغير سعودي مسلم وغير مسلم حينما يحصل عمل إجرامي بربري ليس له هدف وليس له غاية يستهدف أناساً آمنين لا شك أن هذا يثير الحزن والألم والأسى وبالتالي نحن كبشر نشعر بسلبية هذا العمل لكن كمؤتمر ومؤتمر يعالج هذه الظاهرة ويحاول أن يدرسها ليس هناك شك كان جرساً قوياً وحافزاً كبيراً بالإحساس بأهمية المؤتمر.. ويؤسفنا أن يكون ما يدفعنا إلى أن نحس، ونعيش ألم الظاهرة أن الشيء يحصل في بلدنا ويحصل على مقربة منا ويحدث في الرياض من جهة ومن جانب ثانٍ ومن معاناة ومشاركة والتفاف مع القيادة ومع الشعب ومع الضحايا لا شك أنه كان هناك ألم وألم شديد ومفزع، أما على المؤتمر فالمؤتمر بالعكس زاد فعالية وكان كل الأشخاص الذين يشاركون كل منهم يبدي مشاركة أو يطرح سؤالاً أو يعمل مداخلة أو يناقش يبدأ بشجب هذا العمل ويتحدث بشفافية وصدق وعاطفة قوية حول الموضوع، طبعاً هذه محصلته هذه المعاناة أعتقد من وجهة نظري أنها انتجت مؤتمراً بلغ في نقاشه وتوصياته وفي التداول الذي حدث بين هؤلاء الباحثين الذين جاءوا من مختلف أنحاء العالم لا شك وحَّدهم إلى حد كبير وجمع كلمتهم في قناعة تامة بأن هذا المرض وهذا الداء ينبغي أن يُحارب وأن المملكة هي ضحية من ضحايا الإرهاب، ودحض بشكل ظاهر وواضح تلك الدعاوى التي نسمعها هنا وهناك وترددها بعض الأقلام وبعض وسائل الإعلام وبعض الباحثين الذين لهم أهداف وغايات معروفة وتتهم المملكة بأنها هي التي تحتضن وهي التي تصدِّر الإرهاب إلى غير ذلك من الدعاوى التي لا اعتقد أنها تخفى على كل إنسان له وعي وله إدراك, نعم كان سلبياً في آثاره وفي وقوعه في عاصمة المملكة العربية السعودية واستهدافه لمواطنين رجال أمن يسهرون ليل نهار على أمن البلد وأمن المواطنين ويؤدون عملهم بكل إخلاص وكل تفان فيأتي مجرم مارق دفعته نفسه الشريرة وأيضاً هؤلاء الشرذمة بأن يقوم بهذا العمل البربري وتكون الضحايا كما رأينا من المواطنين ورجال الأمن ولا شك أنه سلبي إلى أبعد الحدود إنما أنه كموضوع مؤتمر بالعكس الناس شاهدوا الوضع على حقيقته.
* هل نفهم من حديث معاليكم أن الانفجار الإجرامي كان له أثر إيجابي على نقاشات ومداخلات الباحثين والمؤتمر بشكل عام؟
- كم أتمنى وأرجو الله سبحانه وتعالى أن لا نعيش ولا تشهد بلادنا مثل هذه الأعمال لأنها خسران مبين من جميع الزوايا، لكنها أيضاً كمؤتمر يتحدث عن ظاهرة عالمية عانت منها جميع المجتمعات بدون شك أن هؤلاء الذين جاءوا إلى المملكة واجتمعوا يبحثون ثم يحصل مثل هذا العمل الإجرامي المشين الإرهابي بلا شك أنه زاد الموضوع أهمية وجعلهم فعلاً ليس من رأى كمن سمع، هم عاشوا التجربة فأحسوا عن ماذا نتكلم، رأوا بأم أعينهم كيف أن هؤلاء المارقين يعملون وكيف الإرهاب يؤدي إلى هذه النتائج المفزعة وهذا كان له انعكاس في إيجاد قناعات وأيضاً إظهار عواطف ومشاعر تأججت من واقع هذه المعاناة، لأننا بشر لنا عواطف ومشاعر ونحس وعندما نتحدث عن أمر وأنت تعيشه غير عندما تتكلم أو تنظِّر عن موضوع قد لا تكون رأيته أو سمعته أو عشت فيه.
* بالنسبة للباحثين الأجانب وخصوصاً الذين من ديانات أخرى هل لا حظتم من نقاشاتهم ومداخلاتهم أن قناعاتهم ومفاهيمهم تغيَّرت وتبدلت بعد الانفجار الإرهابي ومعاناة المملكة من هذا الداء العالمي؟
- هم ربما كانوا يعتقدون أو كما يقرؤون ويسمعون وإن كنت أعتقد أن هؤلاء من العلماء الذين هم محيطون بكثير من الأمور ليس أناساً عاديين, يجب أن نفرق بين الشخص العادي الأمريكي الذي في مدينة نيويورك أو مدينة لوس أنجلوس يسمع وسائل الإعلام ولا يعلم شيئاً عن العالم، بل قد لا يعلم شيئاً حتى عن بعض ولايات أمريكا الأخرى، أما هؤلاء فهم علماء مهتمون لهم دراسات ولهم قراءات وحضروا مؤتمرات وناقشوا ولهم رؤى لكن دون شك حينما تكون في داخل المعمعة وتعيش الحدث هذا يقلب الأمور ويجعلك تحس بالمعاناة وأنا أعتقد أن هذا الحدث المشين السيئ الذي نرجو الله أن لا يتكرر لا شك أنه أثار حفيظة هؤلاء الناس فهم قبل كل شيء وبعد كل شيء هم بشر قد يختلفون معنا في الدين وفي اللغة لكنهم بشر يحسون فابدأنا نحس بهذا الشيء ولكن لا أعتقد أن أقول إن قناعاتهم انقلبت أو تغيَّرت لأنه الحقيقة من خلال الطرح منذ أن بدأ المؤتمر طبعاً هناك بعض التساؤلات وبعض التفسيرات وبعض الاجتهادات التي يقيسون على ما في بلدهم يقيسون على ما تعلموه وقرؤوه فتطرح في حوار ونقاش واضح وشفاف يسمعون وحرمة النظر التي تقولها ونسمع وجهة النظر التي يقولونها ليس بضرورة أن يكون هناك توافق 100% لكن الذي لاحظناه بعد الحدث أنهم بدؤوا أقرب وأقرب إلى الاقتناع بوجهة النظر وإذا أدرك أن الإسلام بريء وهذه المملكة موطن الإسلام وهي موئل العروبة ومشع الرسالة وأهلها مسلمون متمسكون والشرع يطبَّق فيها ومع ذلك تعاني من هذا الإرهاب إذاً هل هناك عاقل منصف يتهم الإسلام بأنه هو العامل المحرك للإرهاب، أعتقد هذه القناعة بدأت تتضح على هؤلاء.
* معالي الدكتور كيف تقرؤون التوقيت الذي يتقصده هؤلاء الإرهابيون، فمثلاً المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان صاحبه مظاهرات والمؤتمر العالمي لموقف الإسلام من الإرهاب حصل انفجار إجرامي؟
- أنا أعتقد أن هؤلاء إنما هم إمعات يؤمرون وينفذون وهي طبعاً شبكة إرهابية ولا شك أن قيادتها خارج بلادنا وأن هؤلاء يتلقون تعليماتهم من أعداء لهذا البلد وأناس يريدون له الشر. ومن وجهة نظر شخصية لا أعتقد أن هذا الحادث الإرهابي حصل لأن مؤتمر الإرهاب موجود لأنهم دأبوا على المحاولة وأنت تعرف أن رجال الأمن البواسل وجهود المسؤولين في هذا القطاع استطاعت أن تحول دون وقوع كثير من الأعمال الإرهابية وأصبح هؤلاء محشورين في جحورهم لا يكادون يرون النور وهناك محاولات يائسة ومستميتة فإنهم يشعرون الناس بأنهم ما زالوا موجودين مع توالي الضربات عليهم، وأنا أعتقد لم يكن مقصوداً توقيته للمؤتمر هم لو تمكنوا أو نجحوا لفعلوه في كل وقت بالنسبة لديهم لا يقيمون قيمة وأظن أنهم لا يسمعون هم بكم عمي ولهذا هم لا يتلقون إلا من مصادرهم ولا أظنهم حتى يتابعوا ولا يخرجوا وبالنسبة لقضية المظاهرات التي أشرت إليها وغيرها قد يكون هناك نوع من محاولات الاستفادة من المؤتمر الذي أشرتم إليه، لكن عموماً أنا أتصور أن هؤلاء إنما هم أناس ضلوا الطريق وأنهم الآن يضيق عليهم الخناق وأن الله سبحانه وتعالى أعمى بصرهم وبصيرتهم وكشف الله سترهم لأنهم الآن أي إنسان عنده عقل فضلاً أن يكون عنده وطنية وحب لهذا الوطن فضلاً أن يكون عنده شيء من الإيمان والدين الذي هو دستور هذه البلاد الطاهرة.
فبأي حق يفجر هؤلاء إخوانهم المواطنين والمسلمين الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويذهبون إلى أداء أعمالهم، رجال عين ساهرة لحماية الوطن وورد في الأثر (عين ساهرة في سبيل الله لا تدخل النار) كيف يبرر هؤلاء المجرمون لأنفسهم أنهم يعملون عملاً يرضي الله وهم يستهدفون الآمنين يستهدفون بلد الإسلام يستهدفون الأمة يستهدفون المقيمين يستهدفون الأطفال والنساء يروِّعون الآمنين لا أتصور أن هناك مبرراً ولا أعتقد أن هؤلاء يملكون أيضاً حسن التوقيت أو أنهم يدركون ما يدور حولهم ولهذا هم يخرجون من جحورهم حينما تتهيأ لهم الفرصة وحيثما يشاء الله سبحانه وتعالى أن يفلتوا من يد العدالة ومن يد رجال الأمن لينفذ قضاء الله وقدره.
* هل نظمت الجامعة زيارة ميدانية للباحثين إلى مبنى المرور المستهدف للنظر إلى حجم المأساة التي تعيشها المملكة من الإرهاب؟
- أنت تعرف أن الانفجار حصل في اليوم الثاني للمؤتمر وكانت المنطقة لا تزال منطقة تخضع للتحقيق والمتابعة، لكن المؤتمر بادر إلى بعث رسائل لكل مصاب وزهور وتمنيات للمصابين بالشفاء العاجل، وكذلك رفع المؤتمر برقيات إلى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يعزيهم في المصابين ويستنكر بشدة الذي حصل ويشجبه بأقوى لغة وجعل من هذا العمل دليلاً مقنعاً وواضحاً على كل ما قامت عليه محاور المؤتمر.
* ولكن لو من مكان بعيد من موقع الانفجار حتى يشاهدوا بأم أعينهم؟
- يبدو أن الذين رغبوا زاروا الموقع لكن حسب علمي لم يؤخذ الجميع لأنه 200 شخص عدد كبير، ثم وسائل الإعلام وهي فرصة أن نشيد بإعلامنا والقناة الإخبارية التي كانت الحقيقة فيما قدمته من تغطية إعلامية ميدانية لم يعد أحد ينظر إلى القنوات الأخرى ولا يتابعها وبالتالي هؤلاء الباحثون كانوا يشاهدون الحدث يقع ويرون الأمور كما تجري، وأعتقد أن ما قدم لهم من تغطية إعلامية متميزة حقيقة تغني من الوقوف على الموقع ومع ذلك لا أستبعد أن عدداً كبيراً منهم قد ذهب ولكن ليس لدي معلومة دقيقة مع أنه لم ينظَّم بشكل رسمي، وما زال بعض الباحثين موجود إلى اليوم في الرياض وحتماً أنهم ذهبوا وزاروا المكان والأمور كانت مهيأة لهم ووسائل الاتصال والمواصلات مهيأة لهم وبالتالي فإن من لديه الرغبة في ذلك يتحقق له هذا الأمر بكل سهولة.
* ماذا عن توصيات المؤتمر هل نُقلت وتُرجمت إلى لغات عدة؟
- نعم، ترجمت إلى لغات عدة وبثت وأيضاً هي في طريقها إلى التفعيل لأنها أولاً لا بد أن تقدَّم إلى الجهات المسؤولة، ثم بعد ذلك تبدأ الجامعة تفعيلها.
* ما أبرز ملامح التوصيات؟
- أولاً شجب الإرهاب جملةً وتفصيلاً مهما كان مبرره ومن قام به مسلمون وغير مسلمين، وأيضا تبرئة ساحة المملكة من تهمة الإرهاب وتبرئة ساحة الإسلام بالإجماع من تهمة الإرهاب والدعوة إلى تكاتف المجتمعات وتكاتف الأفراد في محاربة هذه الظاهرة المقيتة، واقتراح بإنشاء مركز للدراسات الإسلامية المعاصرة يتناول قضايا الإرهاب والغلو والتطرف وما إلى ذلك من الأمور التي يحتاج الأمر إلى عمل الدراسات وعقد المؤتمرات والندوات حولها وأنه يبنغي أن تتبنى الجامعة والمملكة إنشاء مثل هذا المركز الذي ظهرت الحاجة جلية إليه حتى يكون مظلة تدرس من خلالها هذه الظواهر وتقترح المعالجات سواء كانت معالجات دينية، أو معالجات اجتماعية، أو معالجات ثقافية، أو معالجات اقتصادية، أو معالجات سياسية، أو معالجات تربوية، أو معالجات نفسية؛ لأن هذه الظاهرة لها أسباب كثيرة وبالتالي يحتاج علاجها وكيف نعالجها في المنزل ونعالجها في الأسرة ونعالجها في المدرسة ونعالجها في المجتمع وفي المؤسسات الاجتماعية وفي المؤسسات التربوية حتى المؤسسات الأمنية، وهذه أهم التوصيات التي أتذكرها الآن.
* هل أبدى أحد من الباحثين أو الصحافيين الأجانب فكرة تأليف كتاب يتضمن معاناة وموقف المملكة من الإرهاب، وخصوصاً أانهم عايشوا الانفجار الذي استهدف مبنى المرور بالرياض؟
- هذا أمر وارد حقيقة، والآن أتصور أن كثيراً من الباحثين يرغب في مثل هذا الأمر وهذه الفرصة وهذا الحضور للمؤتمر وأيضا أن يكون - كما يقولون في عين العاصفة - وأن يشهد مثل هذا أتصور سيكون حافزاً كبيراً لكثير منهم لإنتاج دراسات وبحوث وكتب.
* هل لديكم أي إضافات معالي الدكتور؟
- أشكر جريدة (الجزيرة) الجريدة المتميزة التي نشاهد تواجدها في كل مكان وفي كل مؤتمر ودعمها لكل عمل فيه خير لهذا البلد، و(الجزيرة) هي الراعي الإعلامي للمؤتمر وهي صحيفتنا جميعاً وعينها يقظة دائماً ولا تنام.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved