سألني صاحبي عن رأيي فيما وقع من أحداث إرهابية على أرضنا الطاهرة لأبادره بالقول إنني في الوقت الذي أستنكر فيه ما وقع فإنني في الحقيقة لم أستغرب وقوعه، أما أسباب ذلك فعديدة من ضمنها ما يتمثَّل في أن الارتباط الوثيق بين الأمن وتطبيق شريعتنا الغراء جعل من هذه القيمة الاجتماعية الغالية - وأعني بها الأمن - هدفاً مباشراً لأعداء الإسلام، حيث علموا أنهم من خلال تشويه النتاج من الممكن تشويه المنتج - بضم الميم وكسر التاء - ...، ولم أستغرب أيضاً لكوني أؤمن إيماناً تاماً بأن استعباد الجسد أسهل من استعباد العقل، فالكائنات على مختلف أنواعها تمتلك أجساداً مثلها في ذلك مثل الإنسان غير أن الإنسان يتميز عليها بالعقل عليه فاستعباد العقل يلغي الجسد في حين أن استعباد الجسد قد تحرره حقيقة سلامة العقل من السلب والاستعباد إلى درجة الفناء والعدم...
* وسألني صاحبي بما معناه هل من الواجب الخوف مما يحدث؟!... لأبادره بالإجابة لا... لا تخف يا صاحبي فبلادنا ولله الحمد ستظل دوحة الأمن الغناء وستصمد بإذن الله ثم بفضل تكاتف الحاكم والمحكوم.. ومع ذلك يتوجب علينا كمواطنين أن نرفع من درجات حذرنا ونحسن من معدلات وعينا في ضوء هذه الأحداث..، نعم فعليك تقليل كمية فضولك ولكن يتوجب عليك قدر الإمكان الارتقاء بفضولك كيفياً...
* وسألني صاحبي كيف تستطيع القيم الاجتماعية أن تكافح الإرهاب؟! ولضيق الحيز بادرته باستعراض مثال واحد فقط على ذلك... حيث إنه لولا انقطاع العلاقات الاجتماعية وانفصال وشائج الاتصال بين الجيران على وجه الخصوص لما قدر أحد من الإرهابيين على الاختباء في أوساطنا ونحن آخر من نعلم عن ذلك.. إذن فعلينا استعادة مفهوم الجيرة بمعناه الإسلامي الناصع وذلك لن يتأتى ما لم نعمل على تنمية هذا المفهوم قيمياً وتنظيمياً أولاً وأخيراً...
* ختاماً وأولاً وآخراً وأخيراً.... اللهم رد كيد من أراد ببلادنا شراً إلى نحره واجعل تدميره في تدبيره....
|